نصر الله لإسرائيل: الحساب العسير فيما سترونه لا فيما ستسمعون ولا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة وغير مسبوقة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/09/الميادين-حسن-نصر-الله-_2024_09_19_18_44_36.mp4[/video-mp4]
كلمة أمين عام حزب الله حسن نصر الله :
لا شك ان العدوان الاسرائيلي الذي حصل يومي الثلاثاء والاربعاء بتفجير البايجرات هو عدوان كبير وغير مسبوق وسيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، ولن أتحدث عن وقت أو زمان أو شكل بل اتركوا الامر لما تسمعون وما ترون، الحساب سيأتي لكن كيف واين هذا سنحتفظ فيه لانفسنا بل في الدائرة الضيقة.
ما حصل يوم الثلاثاء انه تم استهداف آلاف اجهزة البايجر وتم تفجيرها بوقت واحد من قبل العدو الاسرائيلي، قد تجاوز العدو في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين ولم يكترث لاي شيء اخلاقيا وقانونيا، التفجيرات وقعت في مستشفيات في صيدليات في اسواق في بيوت في سيارات في الطرقات العامنة حيث يتواجد الكثير من المدنيين والنساء والاطفال، وهذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا، سنصبح أشد صلابة وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر.
العدو استهدف أجهزة تستخدم من قبل شريحة كبيرة من الناس حول العالم، ومن ثم عاود العدو ذلك يوم الاربعاء بتفجير اجهزة لاسكلية غير مكترث أين توجد، وبنتيجة هذا العدوان ارتقى عشرات الشهداء بينهم اطفال ونساء ومدنيون واصيب الالاف بجراح مختلفة، والعدو يفترض انه يستهدف مجموعة بايجر يفترض ان عددها 4000 جهاز ويفترض انها موزعة على الاخوة والاخوات في حزب الله، عندما فجر هذه الاجهزة كان يتعمد قتل 4000 انسان بالحد الادنى في دقيقة واحدة هذا غير يوم الاربعاء عندما فجر اجهزة لاسلكية، هذه نية العدو ومستوى الاجرام الذي اقدم عليه.
في اليوم الثاني كانت نية العدو قتل الآلاقف الذين يحملون الاجهزة، وعلى مدى يومين وفي دقيقتين كان العدو الاسرائيلي يريد ان يقتل اكثر من 5000 انسان ويريد ان يحدث ارباكا بخصوص حالة المستشفيات ما قد يؤدي الى قتل المزيد من الجرحى”، وما حصل هو ابادة جماعية ومجزرة كبرى لتصاف الى مجازر العدو الكبرى منذ إيجاد هذه الغدة السرطانية في منطقتنا، يمكن تسميتها اعلان حرب او اي شي فهي تحمل ان نسميها اي شيء اخر، الله بلطفه وكرمه سلم كثيرا ودفع كثيرا من البلاء لانه من جهة كثير من هذه الاصابات كانت طفيفة وكانوا يمكن ان يكونوا شهداء وعددا من الاجهزة كانت خارجة الخدمة.
لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان وكذلك غير مسبوقة على مستوى لبنان والصراع مع العدو الصهيوني، شكلنا لجان تحقيق فنية وأمنية وندرس كل الفرضيات ووصلنا الى شبه نتيجة ولكن هذا الملف قيد التحقيق والمتابعة الدقيقة سواء من الشركة الى التصنيع الى النقل والاجراءات في لبنان الى التوزيع وعندما نصل الى نتيجة يبنى على الشيء مقتضاه”، واكد انه “بنعمة الله ولطفه وبالجهود البشرية المخلصة الصادقة والغيرة والحمية والحضور الكبير لفئات شعبنا المختلفة تم تعطيل جزء كبير من هدف العدو”.
سنستطيع ان نتجاوز هذه المحنة واقول ان هذه الضربة الكبيرة لن تسقطنا من خلال هذه التجربة ودروسها وعبرها سنصبح اقوى وامتن واشد صلابة وعودا وقدرة على مواجهة كل الاحتمالات والمخاطر، وهذه حال الحرب والصراع ونحن نعرف ان عدونا لديه تفوق على المستوى التكنولوجي لان الغرب يقف وراءه وعندما ندخل في هذا الصراع نراهن على الجهد والتضحيات والاستنزاف وتراكم النقاط لننتصر.
جبهتنا لمساندة غزة كانت فاعلة وضاغطة جداً على العدو والدليل هو ما يفعله ويقوله بعيداً عما يقال هنا وهناك، وعندما يقول العدو أن ما يجري في الشمال هو أول هزيمة تاريخية لإسرائيل دليل آخر على فعالية جبهتنا، واحد اهم عناصر الضغط على كيان العدو واهم جبهات الاستنزاف الى جانب الجبهات الاخرى هي الجبهة اللبنانية لانها ضاغطة وبقوة.
العدو عمل على محاولة الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة وهدد بالحرب وكل ذلك هدفه الضغط على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمقاومة من اجل ان تتوقف هذه الجبهة، وبعد مجزرة الثلاثاء وصلتنا رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية تقول ان هدف الضربة ان تتوقفوا عن دعم غزة، وكان الجواب منا باسم الشهداء والجرحى وباسم من فقدوا عيونهم واكفهم وباسم كل الذين تحملوا مسؤولية بهذا الواجب الديني والاخلاقي في نصرة غزة التي تتعرض للجوع نقول لنتنياهو وغالانت جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة، المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة والضفة والمظلومين.
العدو هدف الى ضرب بيئة المقاومة من خلال هذا التفجير الواسع وعمل على استنزاف هذه البيئة وجعلها تصرخ وتقول لقيادة المقاومة كفى هذا الهدف كذلك سقط يومي الثلاثاء والاربعاء، اؤكد أن المعنويات عالية للجرحى وعزمهم وارادتهم للعودة الى الميدان والقتال والاصرار على هذه المهمة هو رد واسقاط لأهداف العدو، العدو هدف كذلك من خلال مجزرتي الثلاثاء والاربعاء الى ضرب البنية وضرب نظام القيادة والسيطرة وتشيع حالة الوهن والارتباك في قيادة حزب الله وهذا لم يحصل لحظة واحدة على الاطلاق.
نتنياهو وغالانت وكل المسؤولين الصهاينة لن يستطيعوا اعادة المستوطنين الى الشمال المحتل، الطريق الوحيد لذلك هو وقف العدوان على غزة ولن ينفع اي شيء اخر بتحقيق ذلك لا التصعيد العسكري ولا غيره بل ما تقدمون عليه سيزيد من تهجير هؤلاء، هذا الاحمق قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو اقترح ان يقيم حزام امني ونحن نتمى ان يدخلوا الى اراضينا لانهم اليوم لا يتحركون وعندها سيتحركون وبالتالي سيكون لدينا فرصة تاريخية نتمناها لانها سيكون لها تاثيرات كبرى على هذه المعركة، فكرة الحزام الامني لن تعطي الامن للمستوطنين، فالعدو يقيس الحزام الامني اليوم بما كان الوضع عليه في العام 1978 وعام 1982، وقتها كانت المقاومة تعمل عمليات داخل الاراضي اللبنانية، ولكن بعد العام 1992 وضعت معادلات لضرب المستوطنين مقابل استهداف المدنيين، اليوم الامر مختلف فالمقاومة لن تركز عملياتها فقط في الحزام الامني وانما ستتوسع العمليات في هذا الحزام وداخل الاراضي المحتلة وسيتحول الحزام الى فخ وكمين وجهنم لجنودكم وستجدون الكثير من المقاومين ممن جرحوا يوم الاربعاء والثلاثاء ينتظرونكم هناك لانهم اصبحوا اكثر عزما، غالانت ونتنياهو يقودان كيان العدو الى الهاوية وقيادة العدو الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى واد سحيق.
نتوجه بالتبريكات للشهداء ولعوائلهم والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، واشكر وزارة الصحة والمراكز الصحية وفرق الدفاع المدني والاسعاف والاطباء والممرضين الذين أبلوا بلاء حسنا، وجدنا الاهتمام الجدي والعالي والكبير والشكر لمن تبرع بالدم في مختلف المناطق اللبنانية الشكر لكل من بادر بنقل جريح، الشكر لكل من عرض التبرع بأعضاء ولكل الاطباء الذين فتحوا ابواب عياداتهم بالمجان والشكر لكل الشعب اللبناني العزيز في مختلف المناطق الذين عبروا عن المشاعر الصادقة والشكر لكل المرجحعيات السياسية والدينية والنخب الثقافية والاعلامية.
من بركات هذه المظلومية التي عشناها خلال الايام الماضية اننا عشنا ملحمة انسانية كبرى لم نشهدها منذ وقت طويل، يجب ان نشكر الجدول التي سارعت بتقديم الدعم وارسلت طواقم طبية خاصة العراق ايران ولسوريا التي فتحت ابواب مستشفياتها ولكل الدول التي اتصلت بالحكومة اللبنانية التي عبرت عن استعدداها للدعم والشكر لكل من دان هذه الجريمة الصهيونية وخصوصا دول محور المقاومة، اولا واخيرا الشكر لله على بلائه ودفعه المزيد من البلاء.