نعيم قاسم: المقاومة مستمرة وهي خيار وشعب وإرادة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/05/نعيم-قاسم_2025_05_26_00_39_05.mp4[/video-mp4]

قناة الميادين

كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمناسبة الذكرى 25 لعيد المقاومة والتحرير:

نشأة المقاومة كانت طبيعة جداً مع شعب أبي لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أن يكون مستسلماً للعدو الإسرائيلي.

بدأت المقاومة تنمو في الستينات والسبعينات وبرز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة وإنشائه حركة المحرومين.

في 1978 صدر قرار 425 يدعو “إسرائيل” لأن تنسحب من الأراضي اللبنانية وأنشأت ما سمي وقتها “دولة لبنان الحر” برعايتها وهي كانت خطوة أولى لاقتطاع جزء من لبنان وإقامة المستوطنات على أراضيه.

بعد اجتياح 1982 “إسرائيل” بقيت وحاولت أن تفرض اتفاق 17 أيار في 1983 لكن المقاومة الحقيقية على المستوى الشعبي والعلمائي والوطني استطاعت بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنع “إسرائيل” من عقد هذا الاتفاق المذل.

انسحبت “إسرائيل” في 1985 تحت ضربات المقاومة إلى ما سمي آنذاك الشريط الحدودي المحتل ما يساوي 11% من مساحة لبنان.

منذ عام 1985 وحتى عام 2000 الشريط الحدودي محتل من قبل العدو الإسرائيلي والعنوان الأساسي للمواجهة كان المقاومة منذ عام 1978 مع القرار 425 الدولي لم تخرج “إسرائيل” لذا كان لا بد من استمرار عمليات المقاومة وتحمل التضحيات.

بدأ رؤساء الوزراء في كيان العدو الإسرائيلي منذ عام 1999 يتنافسون فيما بينهم على الانسحاب من لبنان وحاولوا أن يعقدوا اتفاقاً مع لبنان لكن لم يفلحوا وحاولوا عبر سوريا ولم ينجحوا أيضاً.

خرج الإسرائيلي قبل الموعد المتوقع، لنعلن 25 أيار 2000 عيداً للمقاومة والتحرير، وكان خروجه ليلاً حتى أنّه لم يخبر عملائه.

25 أيار 2000 انتصار كبير جداً للمقاومة والشعب المضحي الذي استطاع أن يكسر “إسرائيل” بخروجها من دون قيد أو شرط من جنوب لبنان.

لم تحصل ضربة كف واحدة بعد الانسحاب وجرى تسليم العملاء الذين جرى اعتقالهم إلى الدولة للمحاكمة.

بعد الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000 بقي الجنوب اللبناني من دون قوات طوارئ دولية لسنة وعندما لم يستطيعوا أن يفرضوا شيئاً أرسلوا قوات دولية

شهيد الأمة السيد حسن نصر الله كان الجوهرة الساطعة الذي قاد المقاومة إلى انتصاراتها.

الفضل بالتحرير يعود لله أولاً وللإمام السيد موسى الصدر وقادة المقاومة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله.

لا بد من توجيه الشكر إلى الرئيس المقاوم العماد إميل لحود الذي دعم المقاومة ورئيس الوزراء الأسبق سليم الحص الذي وقف إلى جانب المقاومة.

بيان قائد الجيش العماد رودولف هيكل عبر عن وطنيته ووطنية الجيش، وسنبقى متمسكين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

المقاومة نقلت لبنان من الضعف إلى القوة وأنهت خيار التوسع لـ”إسرائيل” وقدرتها على قضم أجزاء من لبنان.

عيد المقاومة والتحرير هو المقدمة التي صنعت كل ما بعده.

المقاومة مستمرة وهي خيار وشعب وإرادة.

المقاومة أحدثت تحولاً في فلسطين ووضعت العدو على طريق الزوال وهي المقدمة التي صنعت كل ما بعدها.

هذا الشعب المعطاء والأبي وهؤلاء الناس الذي يتصدون للعدو والذين يربون أولادهم على العزة ولا يقبلون أن يكونوا أذلاء ومستسلمين هؤلاء سينجحون ويحققون أهدافهم.

المقاومة هي خيار الشعب والمؤمنين بها وهي باقية وعلى “قلبك باقية” انت الذي لا تريدها أن تبقى باقية بالشهداء والأسرى والجرحى والعوائل والأطفال الذين يتمنون أن يكونوا في المقدمة للدفاع عن الوطن.

المقاومة هي مقاومة دفاعية وهي رفض للاحتلال وهي عدم الاستسلام والمقاومة خيار أحياناً تقاتل وتردع، وأحياناً تصمد وتمنع، وأحياناً أخرى تصبر وتبقى جاهزة.

لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب “إسرائيل” وتوقف عدوانها وتفرج عن الأسرى وبعد ذلك “لكل حادث حديث”.

الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية لأنها هي التي ترعى العدوان كما رعته في غزة.

المقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم.

لبنان يجب أن يكون قوياً واثقاً وحراً، ويجب رفع الصوت في مجلس الأمن لفعل ما يلزم من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

الحرب لم تنته بعد مع العدو الإسرائيلي لأن العدو لم يلتزم.

اليمن أجبر أميركا على الانسحاب، وقدّم من أجل غزة وفلسطين والكرامة العربية والإنسانية، ولم تستطع أميركا أن تفعل معه شيئاً.

إذا كانت تعتقد أميركا أنها بالضغط تستطيع تحقيق الشروط الإسرائيلية أقول لها إن هذه الشروط لن تتحقق مهما بلغت التضحيات.

نحن لدينا خيارين إما النصر أو الشهادة أما التهديد والاستسلام فهذا أمر غير وارد.

 

لا أحد يستطيع إزاحة المقاومة عن الأرض اللبنانية لأنها مجبولة بكيان لبنان وكيان لبنان دعامته المقاومة.

أنصح الرئيس ترامب بالاستفادة من الفرصة والتخلص من عبء “إسرائيل”.

استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان يعيق الاستقرار.

إعادة الإعمار دعامة الاستقرار الأولى، وأمن المواطن بهذا الإعمار، وعلى الحكومة اللبنانية التحرك بسرعة.

العراق بكل مرجعياته وحشده ومسؤوليه متعاطفون مع لبنان وفلسطين ويريدون إعادة الإعمار.

دول أخرى تحدثت معنا بشأن إعادة الإعمار لكن على الحكومة اللبنانية أن “تشد الهمة”.

نحن جزء لا يتجزأ من كل شيء إيجابي يحدث في لبنان وإن كان البعض يريد أن يعطل لاعتبارات خارجية فإن لبنان قوي بجميع أبنائه.

نرفض أن يبتزنا أحد بالاستقرار وبإعادة الإعمار فالاستقرار مصلحة لنا وللمنطقة.

أحيي أهل الجنوب وموقفهم الذي يدل على شموخ واستعداد لأن يكونوا في مقدمة تحرير البلد.

حزب الله وحركة أمل أثبتا أنهما صمام أمان اجتماعي وتحالفهما أثبت أنه تحالف استراتيجي غير قابل للكسر.

“إسرائيل” لن تستطيع البقاء، وإن شاء الله نعمر بلدنا وقرانا ونعمل على البناء والتحرير في آن معاً.