كلمة الرئيس محمود عباس، خلال مؤتمر المصالحة اللبنانية الفلسطينية في العاصمة بيروت

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/05/فلسطين-اليوم-الرئيس-محمود-عباس-_2025_05_22_17_54_22.mp4[/video-mp4]

كلمة الرئيس محمود عباس، خلال مؤتمر المصالحة اللبنانية الفلسطينية في العاصمة بيروت :

دولة الاخ الرئيس نواف سلام رئيس الوزراء … فخامة الاخ الرئيس امين جميل … فخامة الرئيس  الاخ ميشيل سليمان … دولة الرئيس تمام سلام .. الاخ مصطفى فحص وعائلته الفقيد الكبير السيد هاني فحص … اصحاب المعالي والسعادة والحضور الكريم ….

بكل فخر وامتنان، أتوجه إليكم بجزيل الشكر والتقدير على هذا التكريم المشرف، الذي أتلقاه اليوم من جائزة الفقيد الكبير هاني فحص للسلام والتعددية، تكريما لمسيرتنا الوطنية والنضالية من أجل حماية حقوقنا الوطنية وتحقيق السلام العادل والشامل، وصون وحدة شعبنا الفلسطيني، والحفاظ على قرارنا الوطني المستقل.

هذه الجائزة تحمل اسما غاليا وعزيزا، اسم العالِم والمفكر والإنسان والصديق، الفقيد الكبير السيد هاني فحص، الذي كان صوتا حرا وعقلا منفتحا، ومدافعا شجاعا عن القيم النبيلة قيم الحوار والانفتاح والتسامح، وقبل كل شيء، عن فلسطين وقضيتها العادلة، حيث جسد الراحل الكبير، في حياته ومواقفه، صورة الإنسان العربي المؤمن بوحدة المصير، وبأن العدالة هي السبيل إلى السلام.

نقدم التحية روح وذكرى الفقيد الكبير السيد هاني فحص، وتوجه بالشكر العميق إلى القائمين على هذه الجائزة الكريمة، وإلى كل من يؤمن برسالة السلام والتعددية والكرامة في عالمنا العربي. كما توجه بتحية إجلال ومحبة إلى عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه وكل أحبائه، الذين واصلوا حمل رسالته الإنسانية النبيلة، وحافظوا على إرثه الفكري والروحي، الذي أصبح جزءاً من ضمير أمتنا.

الراحل الكبير ترك مدرسة في الأخلاق والمواقف، ستبقى منارة للأجيال، وركناً من أركان العمل العربي المشترك في سبيل الحرية والكرامة.

إن زيارتنا إلى لبنان الشقيق تأتي تأكيدا على عمق الروابط التاريخية التي تجمع شعبينا، وعلى امتناننا للمواقف الأخوية، والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني الشقيق إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، رغم ما مرّ ويمر به من ظروف وتحديات.

الشعب الفلسطيني يقدر عاليا كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولة وشعبا للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في عام 1948 وإلى يومنا هذا.

نجدد التأكيد على أن شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضا، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، على كل حدوده وفوق أراضيه.

كما نجدد نداءه الذي دعا فيه قادة العالم لكسر الحصار عن فلسطين، باستخدام كل الوسائل الممكنة لدى الدول لإنجاز ذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة ووقف حرب الإبادة والتدمير والتجويع التي يتعرض لها شعبنا.

أولويتنا في اللحظة الراهنة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والطبية، العمل على تولي دولة فلسطين لمسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وربطه مع الضفة والقدس، تحت نظام واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد للدولة الفلسطينية. ولا ننسى في الوقت نفسه وجوب وقف العدوان على لبنان وشعبه الشقيق، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضه.

نعمل على حشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار، وللذهاب لعملية سياسية مستندة للشرعية الدولية، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية. وسنظل نعمل من أجل تعزيز الحوار والوحدة الوطنية وتمتين جبهتنا الداخلية على طريق الحرية والاستقلال والعودة، تنفيذا لما ورد أعلاه للموقف الفلسطيني الرسمي.