|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/05/الحوثي_2025_05_22_16_50_35.mp4[/video-mp4]
|
قال عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد أنصار الله، في خطاب له حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية :
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغ هذا الأسبوع ذروته في الوحشية، وهذا العدوان من أقبح أزمنة البشرية الملطخة بعار التفرج على الظلم، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي وإسلامي مخزٍ.
هذا الأسبوع كان من أكثر الأسابيع دموية وقسوة على الشعب الفلسطيني، حيث استشهد وجرح أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في حصيلة تعد الأكبر منذ ستة أشهر، مشيرًا إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض أو ملقين في الطرقات.
العدو الإسرائيلي استهدف هذا الأسبوع بشكل مباشر عشرات المنازل، ما أدى إلى إبادة عائلات بأكملها، كما طالت غاراته الجوية مراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات، فضلًا عن استهداف خيام النازحين وطواقم الإسعاف والفرق الطبية، في محاولة ممنهجة لعرقلة عمليات الإنقاذ ومنع تقديم العون للجرحى.
العدو تعمد قصف النازحين في خيامهم بالقنابل الأمريكية الحارقة، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، بينما يستمر في فرض النزوح القسري من شمال القطاع، ما تسبب بمعاناة شديدة خصوصًا لكبار السن والنساء والأطفال.
لقد اعتاد الناس على مقتل مئة غزاوي في الليلة الواحدة، ولم يعد الأمر يهم أحدا، هذه العبارة تعكس التخاذل المهين لأمة الملياري مسلم تجاه الجرائم المرتكبة بحق جزءٍ من جسدها.
ننتقد بشدة مواقف الأنظمة العربية والإسلامية التي تكتفي بإصدار بيانات باهتة، إن سقف هذه الأنظمة لا يتجاوز مناشدة الآخرين للتحرك، وكأن الأمة لا تملك جيوشًا ولا قدرات ولا مسؤولية أمام الله، فيما العدو يواصل ارتكاب الجرائم على مرأى ومسمع من العالم.
حجم الإجرام في غزة وصل إلى مستوى تدفع فيه بعض الأطراف الغربية إلى الإقرار الصريح بالوحشية.
العدو الإسرائيلي أطلق عملية برية جديدة تهدف إلى تهجير السكان واحتلال ما تبقى من القطاع، وأطلق عليها اسم “عربات جدعون”، وهو اسم مستوحى من معتقدات يهودية خرافية، قادة العدو أنفسهم باتوا يقرون بفشل هذه العمليات، معتبرين أنها بلا أهداف ومجرد إضافة إلى الرصيد الإجرامي.
حجم الإجرام وصل إلى مستوى تدفع فيه بعض الأطراف الغربية إلى الإقرار الصريح بالوحشية، حتى مع استمرار التواطؤ، مستشهدًا بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني التي أقر فيها ببشاعة ما يجري، رغم الشراكة السياسية والعسكرية لبريطانيا في العدوان.
المجاعة في قطاع غزة بلغت مستوى كارثيا، حيث تعاني معظم العائلات من نقص حاد في الغذاء، وبات الكثير منها يكتفي بوجبة واحدة كل يوم ونصف أو يومين، فيما يستهدف الاحتلال آبار المياه ويمنع إصلاح شبكات التوزيع، ما أدى إلى أزمة عطش حادة تهدد حياة عشرات الآلاف، لا سيما من الأطفال.
الكارثة الغذائية والصحية الجارية في غزة تُعد فضيحة كبرى للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية، وعارا كبيرا على العالم الإسلامي، الذي يشهد مأساة بهذا الحجم دون أن يتحرك، رغم وضوح الظلم وفظاعته.
صرخات نساء غزة، ومعاناة أطفالها، كفيلة بتحريك الحمية في قلوب الملايين، لو بقي في الأمة ذرة من إنسانية أو إحساس بالمسؤولية، ونحذر من أن التخاذل والتفريط مسؤولية شرعية أمام الله، وليس مجرد موقف سياسي أو حسابات ظرفية.
العدو الإسرائيلي يعتمد في عدوانه على سياسة الإبادة الجماعية والتجريف الكامل، حيث يدمر الأحياء قبل أن يتقدم بضع أمتار، ويعمد إلى إحراق كل ما يتركه خلفه، في مقابل عدم قدرته على التقدم الميداني الحقيقي، مما يدل على ضعف الروح المعنوية لجنوده وخوفهم من المواجهة.
الجنود الإسرائيليين يظهرون حالة انهيار واضحة عندما يفاجَؤون بخروج المجاهدين من الأنفاق أو الأنقاض لمواجهتهم، حيث يفرّون مباشرة من الميدان، ما يعكس فاعلية أداء المجاهدين وصمودهم، رغم ظروف الحصار والتجويع والتدمير.
وفي ما يخص القدس والضفة الغربية، استمرار الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة، وأعلن عن افتتاح نادٍ رياضي في حي رأس العمود ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ضمن مخطط تهويدي واسع.
مواصلة الاعتداءات في الضفة الغربية، ولا سيما في جنين، حيث تستمر العمليات منذ أربعة أشهر، وأسفرت عن تهجير أكثر من 22 ألف مواطن وتدمير مئات المنازل، إلى جانب حالات الخطف والتعذيب والتنكيل التي يمارسها الاحتلال في معظم المدن.
الأمة الإسلامية قادرة على فعل الكثير من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني، لكنها اليوم واقعة في حالة تفرج خطيرة، الصمت هو شراكة في الجريمة، وسكوت الأمة هو ما يتيح للاحتلال ارتكاب المزيد من الفظائع بطمأنينة تامة من رد الفعل.
المجاهدين في كتائب القسام يواصلون القتال بثبات عالٍ ومرونةٍ ميدانية كبيرة، ما يساهم في استنزاف العدو الإسرائيلي بشكل فعال.
القسام نفذت كمائن منكلة بالعدو في مناطق خان يونس وغزة، ومنعت تموضع قوات الاحتلال في مواقع متعددة.
وأوضح الحوثي أنّ سرايا القدس تصدت بدورها لقوة صهيونية حاولت التوغل شرق خان يونس، وفجرت حقلي عبوات برميلية بآليات عسكرية إسرائيلية، مشيرًا إلى تنفيذ عملية مشتركة بين القسام وسرايا القدس شرق غزة.
عمليات المجاهدين في غزة مؤثرة وفعالة إلى حد جعل بعض قادة الاحتلال يعترفون بواقعهم الضعيف والمهزوز.
ضباطا في جيش الاحتلال يعبرون عن خشيتهم من تدقيق الحالات النفسية للجنود خشية نقص العدد، الكثير من جنود الجيش الإسرائيلي مصابون بأمراض نفسية، وحالتهم المعنوية والنفسية متدهورة.
الدعم الأميركي للاحتلال من خلال القذائف والقنابل، لو كان من أموال الضرائب الأميركية، لكان له أثر بالغ جدا على الاقتصاد الأميركي، ندين استمرار سفن تابعة لدول عربية وإسلامية في تزويد العدو الإسرائيلي بالمواد الغذائية والبضائع عبر البحر الأبيض المتوسط، وهذا أمر المؤسف.
ندين الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، تهدف إلى منع الأهالي من العودة إلى قراهم، واستمرار الانتهاكات في سوريا، من توغلات إلى إحراق للأراضي الزراعية ومناطق الرعي، لا سيما في محافظة القنيطرة.
الواقع العربي الحالي يعكس تفريطا كبيرا بالمسؤولية، ويستوجب تحركا واسعا لاستنهاض الأمة، ونشدد على خطورة التفرج والتغاضي عن هذه الحالة التي تعبر عن نقص في الوعي وتراجع في القيم والأخلاق، فضلًا عن تراجع إيماني كبير ناتج عن تأثيرات الحرب الناعمة.
من أهم أشكال الجهاد في سبيل الله هو العمل على استنهاض الأمة وتوعيتها، داعين إلى تعزيز الخطاب الديني والنشاط التثقيفي والإعلامي، وربط الأمة بالله والقرآن الكريم والمبادئ والقيم، في مواجهة ما وصفه بالواقع المرير.
من واجب كل من يمتلك الخلفية الثقافية والقدرة على التعبئة أن يؤدي هذا الدور كجزء من مسؤوليته وجهاده، ونحذر من أن تراجع الأمة يهيئها للمؤاخذة الإلهية ولتسلّط أعدائها عليها.
نتمنى أن تشهد الدول العربية والإسلامية مظاهرات تضامنية مع غزة، بمستوى ما يسجل في بعض الدول الغربية، كما ننتقد مواقف بعض الحكومات الأوروبية التي وصفها بأنها فوق المعتاد، لكنها لا ترتقي إلى مستوى الجرائم الإسرائيلية الفظيعة.
نطالب بوقف تسليح الاحتلال الإسرائيلي، وفرض عقوبات اقتصادية وقرارات حاسمة، ما تقدمه بعض الحكومات الأوروبية من تصريحات استنكار لا يكفي، في ظل الدعم المالي والسياسي والتسليحي الكبير الذي قدمته إسرائيل.
نستنكر مشاركة النظام المغربي ودول عربية أخرى في تدريبات جوية مع العدو الإسرائيلي، النظام المغربي تورط في التطبيع، وتنكر للإرادة الشعبية وخان قضايا الأمة.
مقتل عنصرين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، الولايات المتحدة تحاول تضخيم الحادثة وجعلها قضية القرن 21، في حين أنها تتجاهل الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.
هذه المفارقة تعكس انحياز الإدارة الأميركية والدول الأوروبية للظلم، واستخدامهم شعار معاداة السامية لقمع أي نشاط شعبي أو طلابي يناهض الإبادة في غزة.
قتل وجرح أكثر من 186 ألف فلسطيني في قطاع غزة لم يدفع الولايات المتحدة لوصف ما يجري بالإجرام أو الإرهاب، ما يعكس حجم التواطؤ الدولي مع العدوان الإسرائيلي.
جبهة الإسناد اليمنية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نفذت خلال الأسبوع الماضي عمليات عسكرية متنوعة شملت إطلاق 8 صواريخ فرط صوتية وباليستية بالإضافة إلى طائرات مسيرة.
من بين هذه العمليات، تم إطلاق 3 صواريخ باتجاه مطار اللد في فلسطين المحتلة، ما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في معظم المدن والبلدات المحتلة، مما تسبب في حالة رعب واسعة بين السكان.
العديد من شركات الطيران قررت تمديد تعليق رحلاتها إلى فلسطين المحتلة، وهو ما يشكل تأثيرا مهمًا على الكيان الإسرائيلي نتيجة للعمليات اليمنية، ملايين الصهاينة لجأوا إلى الملاجئ، في حين تكشف تصريحات وسائل إعلام الاحتلال والإسرائيليين أنفسهم عن حجم الإحباط واليأس الذي يعيشه العدو أمام هذه الجبهة.
أن تصريحات قادة الاحتلال تكشف عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني أو التأثير عليه، مبينًا أن هروب عضو مجلس نواب أمريكي في أحد أسواق فلسطين إلى ثلاجة دجاج أثناء دوي صفارات الإنذار يعكس مدى الذعر لدى الاحتلال.
العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة نفذ خلال الأسبوع 22 غارة، في محاولة بائسة لإيقاف العمليات اليمنية، لكنه فشل تمامًا في ذلك، مؤكداً أن الموقف اليمني قائم على أسس إيمانية وقيمية وأخلاقية لا يمكن التراجع عنها.
نشيد بالعاملين والمرابطين في الموانئ الذين أبدوا ثباتًا في أداء مهامهم رغم الاعتداءات المتكررة، عملهم جهادا في سبيل الله ومرابطة خالصة، مضيفًا أن استمرارهم في أداء واجباتهم هو إسهام مهم وجزء من جهادهم، مقدمًا لهم التحية والتقدير على جهودهم وصبرهم وتضحياتهم.
خروج حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” من المنطقة وهي تحمل عنوان الفشل، بعد خسارة 3 من مقاتلاتها المهمة في سلاح الجو الأمريكي، الخروج المليوني الذي شهدته المناطق اليمنية الأسبوع الماضي كان عظيماً ومهما، حيث شارك فيه 1121 مسيرة بمختلف الأحجام، وسط حضور واسع في المحافظات والمديريات والأرياف، إلى جانب استمرار الوقفات القبلية والأنشطة المختلفة.
العدو الإسرائيلي في ذروة التصعيد، ما يستدعي إعلان حالة النفير العام المستمر، مع ضرورة التصعيد في العمل والإسناد والاهتمام المكثف، ونحذر من السماح بتسلل حالة الوهن أو الملل أو الضعف لأي إنسان يحمل ذرة من الإنسانية والإيمان.
هذه المرحلة تتطلب مزيدا من الاهتمام، والتصعيد، والجدية، المشاهد المأساوية في قطاع غزة تمثل دعوة قوية لإيقاظ الضمير الإنساني وتحمل المسؤولية، فهي أبلغ من أي محاضرة أو كلمة، وتفوق في التعبير عما يجري من مأساة وآلام ومظلومية رهيبة.
ندعو الجميع إلى متابعة الأحداث في قطاع غزة بعناية، ونؤكد أن مشاهدة هذه المآسي تجعل الإنسان يستحي من الله إذا تقاعس أو قصر في واجبه، ونشدد على ضرورة عدم السماح للكسل أو الملل أو الفتور بالتسلل إلى الجهد الشعبي المتمثل في الخروج الأسبوعي بالمظاهرات المليونية.
نشدد على أهمية تكثيف النشاط والحرص على أكثر من مجرد الخروج الأسبوعي والمقاطعة الاقتصادية، وهذا الأسبوع من أكثر الأسابيع دموية ومأساة، معربًا عن أمله في أن يكون الحضور المليوني في اليوم التالي حاشدًا وكبيرًا جدًا.
ندعو شعب اليمن إلى المشاركة الواسعة في الخروج المليوني للتعبير عن الغضب، والوفاء، والثبات على الموقف، ومساندة الشعب الفلسطيني، والتأييد الكامل للعمليات العسكرية بأعلى مستوى، وندعو إلى حضور مميز يوم الغد في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، يليق بقيم الشعب اليمني وإيمانه وثباته ووفائه وجهاده.