الحوثي – العدوان على غزة إبادة قرن …. واليمن في طليعة المواجهة رغم العدوان الأمريكي

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/05/فلسطين-اليوم-الحوثي-_2025_05_08_17_16_06.mp4[/video-mp4]

كلمة لقائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية :

العدو الإسرائيلي يواصل للشهر التاسع عشر عدوانه الهمجي على قطاع غزة، ويرتكب ما وصفها بجريمة القرن، في واحدة من أكبر الجرائم الإنسانية التي ترتكب في التاريخ الحديث، ما يجري إبادة جماعية مستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

ما يزيد من فداحة هذه الجريمة هو وقوعها في قلب البلاد الإسلامية، وتجاه جزء من الأمة، وعلى مرأى ومسمع من كل العالم، جرائم الإبادة الجماعية السابقة لم تكن تشاهد مباشرة كما هو الحال اليوم، بل كان العالم يتعرف عليها بعد حدوثها، بينما تُبث اليوم فصول الإبادة بحق الفلسطينيين عبر القنوات الفضائية لحظة بلحظة.

نحذر من التبعات الكبيرة لهذه الجرائم، الأمة الإسلامية وفي مقدمتها العرب تتحمل مسؤولية مباشرة تجاه ما يجري.

حالة التفريط الكبيرة في أداء هذه المسؤولية المقدسة والعظيمة وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله والوقوف في وجه الظلم  لا تملك أي مبرر شرعي أو أخلاقي، وأن هذا التفريط يُعرّض الأمة لمقت الله وسخطه، وهو ما له نتائج خطيرة في الدنيا والآخرة.

استمرار تجاهل الأمة لما يجري في غزة لا يعفيها مطلقا من العواقب والنتائج، المسؤولية كبيرة جدا جدا، وتزداد كلما زاد حجم الظلم وتواصلت الجرائم اليومية، الوزر والعواقب أمام الله تعالى تزداد مع اتساع حجم التقصير.

الأمة الإسلامية التي تضم مئات الملايين وخاصة العرب تقف اليوم في موقف محزن ومخز ورهيب، إذ يقتل أبناء الشعب الفلسطيني يوميا في مجازر وحشية دون أن يحرك ذلك ضمائر الكثيرين.

التفريط في هذه المسؤوليات الجماعية العظيمة له عواقب عاجلة في الدنيا، قبل الآخرة، نحذر من الاطمئنان الكاذب الذي يشعر به البعض تجاه خياراتهم في التنصل من الواجبات، لأن ذلك يؤدي  بحسب تعبيره  إلى نتائج أخطر وأسوأ مما كانوا يفرطون فيه.

حالة ضعف الإيمان بوعد الله ووعيده تعد من أبرز الأسباب وراء المواقف المتخاذلة والمخالفة لما أمر الله به ووجّه إليه، هذه الحالة خطيرة جدا على أصحابها، ولها آثار سلبية على مسار الأمة برمّتها.

الأمة الإسلامية فقدت حسها الإنساني تجاه غزة بسبب الأطماع والمجاهدون الفلسطينيون يستحقون الدعم الكامل

نستهجن ونستنكر لمواقف الأمة الإسلامية والعربية تجاه ما وصفه بجريمة القرن التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التفريط في المسؤولية الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية العادلة يعود إلى أسباب متعدّدة، في مقدمتها الأطماع، والمخاوف، والتأثيرات التربوية السلبية.

هذه الأسباب مجتمعة أفقدت الأمة حسها الإنساني وشعورها بالمسؤولية، كما أفقدتها الضمير والقيم والأخلاق، ونحذر من أن ما يترتب على هذا التفريط، وخاصة تحت تأثير الخوف، أخطر بكثير مما خافه الناس في الدنيا والآخرة.

مشهد القتل والتجويع اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، أمام أنظار مئات ملايين العرب والمسلمين، يمثل مأساة محزنة ومخزية، خصوصا أن العدو الإسرائيلي لا يمنح الفلسطينيين أي فرصة للاستقرار، بل يواصل استهدافهم بكافة الوسائل.

كلما زاد حجم هذا الظلم والإجرام، زادت معه مسؤولية الأمة، وكبر معها الوزر والعواقب أمام الله، التجاهل المستمر لا يُعفي الأمة الإسلامية من نتائج تقصيرها.

العقيدة الصهيونية بنوعيها الديني والعلماني، تحمل عداء عميقا للأمة الإسلامية والعربية، الصهاينة لا يفرقون في نظرتهم العدائية، حتى تجاه أولئك المطبعين معهم، بل يعتبروهم، أقل من مستوى الحمير والحيوانات، هذه العقيدة ليست مجرد نظرة فكرية بل تُترجم إلى مواقف عملية وسياسات لاستباحة المسلمين.

نقدم التحية لعمليات المجاهدين في قطاع غزة، تعبر عن فاعلية وصمود حقيقيين، هذا المستوى من الاستبسال والمواجهة يستحق من الأمة أن تلتف حوله وتقدّم له كل أشكال الدعم.

الشعب الفلسطيني يملك مقومات صمود معنوية عالية، لكنه لا يزال بحاجة ماسة إلى الدعم والمساندة الفعلية من محيطه العربي والإسلامي، العدو الإسرائيلي، رغم امتلاكه إمكانات عسكرية هائلة، يتلقى مختلف أشكال الدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية.

نفذنا أكثر من 130 عملية إسناد لغزة رغم العدوان الأمريكي والعدو يستهدف شعبنا لكسر إرادته

نتساءل عن سبب غياب موقف فعال من الأمة الإسلامية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية مستمرة، رغم الدعم الغربي المفتوح الذي يحظى به الاحتلال الإسرائيلي، في مقابل الدعم الغربي الواسع للعدو، لماذا لا تقف أمتنا مع الفلسطينيين في إطار مسؤولياتها، وبما يخدم أمنها ويدفع الخطر عنها؟

اليمن لم يتخلف عن أداء واجبه، بل استأنف موقفه المتكامل عسكرياً، ورسمياً، وشعبياً، لإسناد الشعب الفلسطيني منذ استئناف المجازر في قطاع غزة.

حصيلة العمليات التي نفذتها القوات اليمنية دعماً لغزة، منذ 15 رمضان إلى 9 من ذي القعدة نفذنا أكثر من 131 عملية، استخدمنا فيها 253 صاروخاً من أنواع باليستية ومجنحة وفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة.

هذا العدد الكبير من العمليات جرى تنفيذه رغم العدوان الأمريكي المكثف على اليمن، الأسبوع الأخير وحده شهد تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مواقع إسرائيلية في كل من يافا، عسقلان، النقب، أم الرشراش، وحيفا، باستخدام 10 صواريخ وطائرات مسيرة.

عملية استهداف مطار بن غوريون في اللد المحتلة كان لها صدى واسع على المستوى الدولي، حظيت بتعليقات موسعة من قبل الخبراء والمحللين، ما يعكس فاعلية ووزن العمليات اليمنية.

الولايات المتحدة كثفت عملياتها العسكرية ضد اليمن هذا الأسبوع، من خلال ما يقارب 200 غارة جوية وقصف بحري، معظم هذه العمليات العدوانية استهدفت الأعيان المدنية، في محاولة، كما قال، للضغط على الشعب اليمني وإضعاف موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية.

فشل الأمريكي في تقديم الإسناد الفعال للعدو الإسرائيلي دفع الأخير للتدخل المباشر بشن عدوان على اليمن، مستهدفاً أيضاً المنشآت المدنية، في دلالة على عجز الطرفين عن كسر القدرات العسكرية اليمنية.

من أبرز أهداف العدو اليوم هو التخص من عملياتنا العسكرية، لكنه فشل في ذلك، الاحتلال اتجه إلى استهداف الأعيان المدنية لإلحاق الضرر بالشعب اليمني والتأثير على إرادته وثباته.

هذا الاستهداف الواسع للخدمات والمصالح العامة التي تعني المواطنين كافة، هو بمثابة دليل إضافي على أن العدو الإسرائيلي والأمريكي لا يستهدفان فئة بعينها، بل يعاديان شعبنا اليمني بأسره، الهدف الحقيقي هو كسر الموقف الشعبي اليمني المساند لفلسطين، وإضعاف الالتفاف الوطني حول خيارات المقاومة.

مطار اللد يعد من أهم المنشآت الحساسة لدى الاحتلال، ويعتمد عليه كمنفذ رئيسي يربطه بالعالم الخارجي، سواء في حركته الجوية أو اللوجستية، ما يجعل استهدافه ضربة موجعة، المطار يتمتع بأربع طبقات حماية، تشمل عدة منظومات دفاعية متقدمة، من بينها منظومة “ثاد” الأمريكية التي أضيفت مؤخراً، لكن رغم ذلك وصلت الصواريخ اليمنية إليه بدقة، في مشهد موثق بالصوت والصورة.

العملية كشفت انكشاف منظومة الحماية الإسرائيلية والأمريكية أمام قدرات اليمن الصاروخية، صداها الكبير على مستوى العالم وانعكاساتها الأمنية والاقتصادية تعكس نجاحها، أعلنت أكبر شركات الطيران إيقاف رحلاتها إلى كيان الاحتلال، وتضرر قطاع السياحة والتجارة بشكل كبير، كما لجأ أكثر من ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ، وتجمد نشاط المطار لفترة زمنية مهمة.

حالة الخوف والذعر الجماعي في أوساط المستوطنين أدت إلى ضغوط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية، تأكيد وسائل إعلام العدو إلغاء 27 شركة طيران أجنبية رحلاتها إلى مطار بن غوريون حتى إشعار آخر.

العمليات العسكرية اليمنية لم تتوقف أسبوعا واحدا، بل ترافقت مع حشود مليونية خرجت في مظاهرات متواصلة في مختلف المحافظات، هذه المشاركة الجماهيرية لا مثيل لها في كل العالم.

الإدارة الأمريكية، بعد إخفاقها في دعم الاحتلال عبر التصعيد العسكري، اضطرت إلى إبلاغ الأشقاء في سلطنة عُمان بتوجهها نحو إيقاف هذا الإسناد، في اعتراف غير مباشر بفشل الاستراتيجية الأمريكية.

بخصوص تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف الموقف اليمني بالضعف، ما قاله الكافر المجرم ترامب موقف اليمن جاء نتيجة ترجي واستسلام، هو أبعد من عين الشمس، وهذا هو المستحيل بعينه.

الموقف اليمني نابع من التزام إيماني خالص، التوفيق الإلهي والمعونة الربانية هي التي منحت هذا الموقف فعاليته الكبيرة، لو لم يكن موقف شعبنا مؤثراً لما استنفر الأمريكي كل إمكاناته وحاملات طائراته وقاذفات قنابله… هذا ليس تمثيلاً ولا مسرحيات، بل موقف حقيقي أرعب الأعداء.