|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/02/العربي-قدورة-فارس-_2025_02_11_11_24_09.mp4[/video-mp4]
|
قال قدورة فارس خلال المؤتمر الصحفي لمؤسسة الأسرى حول المرسوم الرئاسي المتعلق بدفع مخصصات الأسرى والجرحى وعائلات الشهداء:
المناضلين الأبطال ولعائلاتهم المبجلة ولكل أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات وفي كل مكان.
يقول الله في كتابه العزيز، “بسم الله الرحمن الرحيم، إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” صدق الله العظيم.
كنا شعب مشرد وظن أعداؤنا أنه قد تم تصفية القضية الفلسطينية، حين شردوا شعبنا في كل أرجاء الأرض، وكنا خيمة، ثم صرنا بفضل انطلاق الثورة الفلسطينية صرنا بندقية، ولم نعد مجرد أرقام.
إنما قد أضفى النضال والمقاومة على شعبنا هذا البهاء وهذا العز وهذا الكبرياء، وصدم أولئك الذين تآمروا على الشعب الفلسطيني من قدرته كشعب عظيم، كشعب عنيد مؤمن مثابر، صدموا من قدرتنا على لملمة أشلائنا من خلال الحركات الوطنية المناضلة والتي كانت في صدارتهم حركة فتح.
وقد أولت الثورة الفلسطينية فلسطينية وفي مقدمتهم حركة فتح، ولا أقول ذلك من باب التعصب التنظيمي، وإنما التاريخ يقول ذلك، ففي عام 1966 أي بعد عام واحد على انطلاقة الثورة الفلسطينية، تم تأسيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى والجرحى من قبل أمير الشهداء وبقرار من الإطار القيادي اللجنة المركزية لحركة فتح تم تأسيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى والجرحى، ولم تكن تلك الخطوة خطوة إجراء إداري، وإنما كان يحمل من الدلالات ما يحمل، إذ أننا وعلى قاعدة أن أولئك الذين يضحون بأرواحهم ويضحون بزهرات أعمارهم وبأطرافهم وهناك من فقعت عيونهم، هؤلاء المسؤولية تقتضي ان يبقوا أعزاء كرماء، متفقين على مبدأ ونردده في أدبياتنا في جلساتنا، نقول الشهداء هم الأكرم منا جميعا، والأسرى وصفناهم بالشهداء مع وقف التنفيذ وهم أيضا الأكرم لأن من يعطي ثلاثين عاما من عمره ويكون بيته قد نسف، وزوجاتهم وأمهاتهم وأبناءهم كيف عاشوا وكيف تربوا، هذه المسؤولية مارسناها بعز وكبرياء.
وحين أقيمت السلطة الوطنية أول سلطة وطنية للشعب الفلسطيني حين أقيمت وما كانت ستقوم هذه السلطة لولا تضحيات من ضحوا، ولولا نضالات من ناضلوا وقدموا أعمارهم، “يعني هل كانت مبادرة دولية أتوا وقالوا لنا أنتم جماعة طيبين سنقيم لكم سلطة ويعني كيانية تشكل مقدمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس!!”، كان ذلك بفضل نضال مرير وصبر وجوع وعرق ودم وتضحيات.
انسجاما مع الموروث الكفاحي للشعب الفلسطيني، وكون السلطة الوطنية اسمها السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي الاتفاقيات السلطة الفلسطينية، “يعني عندما كان يتم ارسال رسالة لإسرائيل مكتوب مروسة بالسلطة الوطنية الفلسطينية”، كانوا يعيدوها ويقولون اكتبوا السلطة الفلسطينية حسب الاتفاق” ونحن مصممون على أنها سلطة وطنية تمثل مقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بدأنا بالعمل على قانون الأسرى انسجاما مع الموروث لأننا نحن امتداد، لسنا وليد هجين.
نحن نسجنا أو دعوني أقول، وكثير من الإخوة والأخوات يعلمون أن قانون الأسرى وكل ملحقاته من اللوائح التنفيذية اشتغلنا فيها سنين، “يعني طرزنا تطريز، غرزة غرزة نسجناه نسيج” لم نترك صغيرة ولا كبيرة إلا ووضعناها نصب اهتمامنا لنجيب على كل الأسئلة”، يعني اتخذ قرارا مبدئيا في القانون الأساسي قانون أن أسرة الشهيد والأسير والجريح يجب أن تعيش بكرامة، وكان كل ما تلا ذلك هو ترجمة كيف يعيش هؤلاء كرماء؟.
نظرا لكون أنه لا يوجد لنا شريك لعملية سياسية تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، قال السيد الرئيس الأخ أبو مازن بأنني لن أتفاوض مع رئيس وزراء إسرائيلي ينهب الأرض ويصادر الأرض ويبني المستوطنات، فنتنياهو الذي يعتبر جرثومة سياسية اخترع هذه التقليعة، وأنا أيضا لا أتفاوض مع من يدعم ما اصطلح عليه “وهو كبير الإرهابيين وكبير القتلة الذي يقتل ستين ألف بريء في قطاع غزة، هو القاتل وهو المجرم” أنا لا أتفاوض مع من يدعم الإرهاب، وكلنا فهمنا أن ذلك إنما هي من أجل المشاغلة والتهرب من استحقاقات أية عملية سياسية، والتهرب من الضغط الدولي، أو استجلاب ضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولأننا قرأنا الموضوع بشكل صحيح اتخذ موقف ثابت مبدئي بعدم التعاطي مع كافة الضغوط، نعم انشغلنا في الشرح وفي التوضيح لكل من جاءنا نواب وسفراء ووزراء وحيثما ذهبنا كنا نجد، “والجميع يعلم أن هناك عالم منافق وهناك ماكينة إعلامية صهيونية عملاقة ضخمة”، تمكنوا أن يسوقوا على العالم أننا ندفع ما ندفعه لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى لرعايتهم، أن ما ندفعه إنما هو وفقا لنظام وقانون من أجل أن يعيشوا بكرامة.
هذا ليس ثمن، فالمناضل لا يطلب ثمن إذا ناضل، ما كنا نعطي تعويض عن النضال، “من يضحي بحياته وبروحه وينسف بيته وتتشرد عائلته، نحن الذين كان يجب أن نخلفه”، وهذا هو موروث الشعب الفلسطيني، حتى حين كانت الثورة الفلسطينية تمر بأزمة اقتصادية أو حصار، “تعودنا على الحصار لكل موقف مبدئي نتخذه، الشعب الفلسطيني الأصيل عندما كان ينسف بيت أحد تفتح له كل بيوت الناس، ويساهموا بتبرعات ويبني له بيت، ونغني ونقول البيت الذي يهدموه إحنا بنبنيه”، هذه هي ثقافتنا وهذا هو موروثنا.
وما زال هناك احتلال، وما زالت القضية الفلسطينية عرضة للتصفية، وهناك ناس “بخافوا وبخوفوا إنه القضية الفلسطينية تصفية، وهناك مشروع تصفية للقضية الفلسطينية”، خلال ال77عام الماضية هل مر شهر لم تكن فيه القضية الفلسطينية معرضة للتصفية، ما المطلوب؟ أن نصمد. ولذلك اتخذ القرار “بأن نصمد في مواجهة هذا المطلب البائس، هذا المطلب السخيف بأن نتخلى عن أبنائنا وأي أبناء”، إنهم حسبما وصفهم الشهيد القائد ياسر عرفات خيرة الخيرة، قلنا لا للإملاءات، لا للضغط.
وعبر السيد الرئيس، الأخ أبو مازن أجمل تعبير عن هذا الموقف الجماعي والاجماعي للشعب الفلسطيني، حين قال من على منصة الأمم المتحدة وهي أعلى منصة في العالم، “هؤلاء مناضلين، وهؤلاء رموز كفاح، وهؤلاء أبطال، وبالتالي لن نتخلى عن مسؤوليتنا تجاههم، ولو بقي معنا قرش واحد ننفقه على الأسرى”، وتتذكرون مرت فترة كان يدفع للشهيد والأسير راتب كامل، وكل الموظفين يحصلون على نصف راتب وكانت عبارةعن رسالة.
الضغوطات تكثفت والتهديدات استمرت بشكل محموم، ونحن نعيش في وسط عالم ظالم، ونحن ناضلنا بالمناسبة من أجل حرية واستقلال، وليس من أجل “هياكل وسلطة ومش سلطة ولم تكن خياراتنا “، فالسلطة مقدمة للدولة الفلسطينية، وإنما خيارنا كان الدولة الفلسطينية المستقلة، “فيجب أن لا نصبح أسرى لصيغة ما”.
بالأمس تفاجأنا بقرار بمرسوم يقضي بإلغاء قانون الأسرى والأنظمة واللوائح المتعلقة بالشهداء والجرحى.
ونحن نعتقد بأن قرار على هذا المستوى “يعني أنا أعتبر أن قانون الأسرى والمحررين واللوائح اللي تضبط ألية خدمتنا بشرف لعائلات الشهداء والجرحى”، هي اللوحة الأجمل في بيتنا الفلسطيني، نحن دائما نقول إننا نريد ترميم البيت الفلسطيني، ونريد تعزيز البيت الفلسطيني، ونريد تمتين البيت الفلسطيني، هذه هي اللوحة الأجمل والتي كانت محل إجماع، وجميعكم كنتم تراقبون وتابعون إن كل شيء اختلفنا فيه، إلا هذا الموضوع لم نختلف عليه كفصائل أو معارضة، وطني، إسلامي، ولم يكن أحد يتطاول أو ينتقد هذا القانون، لأننا هنا جميعاً فلسطينيين موحدين، ونمارس مسؤولياتنا، ولكن أحيانا يطرأ على المشهد مستشارين مضللين وضالين، ومضلين، ويخترعون مبررات وأسباب واستدارات وانحناءات وكذا، أنا شخصيا ونحن في قضية معقدة وأعداءنا وخصومنا كثر، والمنافقين كثر. لم لا تكون هناك استدارات؟ لما لا تكون هناك تكتيكات؟ لا ضير في ذلك” ولكن المبدأ أن نحافظ عليه. وحين كان يطرح الموضوع بين الحين والآخر كنت أقول دائما إذا قدم لنا كشعب فلسطيني أو منظمة تحرير أو سلطة وطنية عرضا سياسيا بإعادة إطلاق عملية سياسية ستقود بالضرورة إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وبقيت العقبة الوحيدة… إنقطع البث.