المهرجان المركزي “ثأر الأحرار” الذي تقيمه حركة الجهاد الإسلامي في ساحة الكتيبة بمدينة غزة – التاكيد على دعم المقاومة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2023/05/فلسطين-اليوم-مهرجان-_2023_05_19_20_14_05.mp4[/video-mp4]
فلسطين اليوم
19-5-2023
قال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، كلمة القوى الوطنية والفصائل خلال المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" الذي تقيمه حركة الجهاد الإسلامي في ساحة الكتيبة بمدينة غزة بالتزامن مع جنين ولبنان وسوريا :
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استطاعت أن تفرض معادلة الردع مرة أخرى على العدو، وأكّدت له أن المقاومة هي من تحفظ هذه المعادلة.
معركة ثأر الأحرار كانت ثمرة لسيف القدس، التي خاضتها المقاومة موحدة، ولقّنت خلالها العدو الصهيوني حساباً كبيراً.
نتنياهو وحكومته لم يفهموا دروس التاريخ، وظنوا أنه بإمكانهم ردع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
الاحتلال في كل مواجهة يثبت أنه يعيش حالة من الخوف والردع، وذلك ما تم إثباته في معركة ثأر الأحرار.
لا يستطيع العدو ولا كل من يتعاون معه أن يهزم الشعب الفلسطيني، ووحدة الشعب الفلسطيني الحقيقية هي المقاومة.


قال ماهر مزهر، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خلال كلمة له خلال المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" الذي تقيمه حركة الجهاد الإسلامي :
معركة ثأر الأحرار شهدت سرايا القدس والمقاومة تعاظم قدراتها الصاروخية والنوعية، والتي أدت إلى خسائر مباشرة وهشمت صورة الردع لدى الكيان وكشفت عن هشاشته وضعف جبهته الداخلية.
سرايا القدس والمقاومة أذلت الصهاينة وأجبرتهم للنزول إلى الملاجئ، وتحولت مدنه إلى مدن أشباح، وكبدته خسائر اقتصادية هائلة.
اعتقد هذا العدو المجرم بارتكابه هذه الجريمة الغادرة يمكن له أن يربك المقاومة ولكنها أدارت المعركة بقيادة سرايا القدس حيث فرضت على هذا العدو الصهيوني إرادتها وتحكمت بالمعركة".
نبارك لحركة الجهاد الإسلامي ولشعبنا ومقاومته هذا الإنجاز والذي يضعنا على أبواب مرحلة جديدة من مداميك الانتصار، مما يعزز من التهديد الوجودي لدى الكيان الصهيوني، وتعميق أزماته الداخلية.
الاحتلال لم يستطع تحقيق أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة، مشيرًا إلى ان العدو من كان يستجدي التهدئة وأن المقاومة من كتبت بنود وقف إطلاق النار المشرف.
عندما نتحدث عن معركة "ثأر الأحرار" فإننا يجب أن نتحدث عن القادة والمقاتلين الذين صنعوا هذا الإنجاز، في المقدمة منهم شهداء سرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى".
هؤلاء الشهداء صنعوا بدمائهم ميزان ردع وقواعد اشتباك جديدة رادعة للعدو في هذه المعركة.
رفاق الدرب والمسيرة في سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة خاضوا هذه المعركة بجدارة، فقد كانوا رأس الحربة للتصدي للعدوان خلال هذه المعركة.
نوجه رسالة إلى أبطال جنين ونابلس وطولكرم وأريحا والخليل ورام الله (درع القدس) لكم أننا نفخر ونعتز بمقاومتكم وتضحياتكم.
كما نوجه التحية إلى الأسيرات والأسرى الأبطال بصمودكم الأسطوري في مواجهة السجان الصهيوني، فأنتم دوماً في الخندق المتقدم، فلا استقرار ولا هدوء إلا بتحقيق حريتكم.
المقاومة هي الطريق الوحيد والناجع والمجرب لانتزاع حقوقنا من هذا العدو الصهيوني، وفي مواجهة الحرب الشاملة التي يشنها العدو على شعبنا ومقدساته ومدنه.
وأشاد بالوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية خلال المعركة، مبينًا أن هذا التطور في إدارة المعركة بحنكةٍ وجرأةٍ وبسالةٍ يُدلل بأننا الأقرب إلى النصر والتحرير والعودة.
ووجّه الشكر للشقيقة جمهورية مصر العربية لدورها في إنهاء العدوان على شعبنا، وإلى كل من ساند المقاومة ووقف إلى جانبها ودعمها بالسلاح والمال، والموقف، لا سيما محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الإيراني، وسوريا وحزب الله.
وشدد مزهر، على أن المسؤوليات الوطنية تقتضي إيلاء قضية الأسرى الأولوية وعلى قوى المقاومة أن تواصل جهودها ووضع كل إمكانياتها من أجل تحرير الأسرى
وأوضح أن "المعركة مع هذا العدو الصهيوني ستظل مفتوحة، وسيلقى العدو الصهيوني المزيد من الضربات والهزائم بفعل مقاومة وإرادة شعبنا وإصرار مقاومته الباسلة على الاستمرار في معركة التحرير".
وختم كلمته: "نعاهد جميع الشهداء والأسرى وشعبنا بأننا لن نتخلى عن مقاومتنا وعن سلاحنا حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين على كل شبر منها وعاصمتها القدس".


قالت زوجة الشهيد القائد خضر عدنان، خلال كلمة لها خلال المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" الذي تقيمه حركة الجهاد الإسلامي في ساحة الكتيبة بمدينة غزة بالتزامن مع لبنان وسوريا :
مجاهدي سرايا القدس أثلجت صدورهم وأطفأت جزءاً من لهيب النار التي تغلي في صدورهم.
سلام من الله عليك ياغزة، لكم وددت أن أطأ ترابك ، أقبل رؤوس أمهات وأباء وأبناء كل من فقد لأهل والأحبة وأقول لهم عوضكم الله كل خير وجزاكم الله عنا كل خير وعوضكم الله الخير في الدنيا والآخرة، وجمعكم ومن فقدتم في الفردوس الأعلى بإذن الله.
أقول لكل من استشهد في هذه المعركة أقول لزوجي الشيخ خضر عدنان وأقول لأخي وقائدي أب أنس ولأخي طارق وأبي هادي والثلة المؤمنة أبلغوا رسول الله منا السلام، قولوا له إنا باقون على العهد بإذن الله.
رغم الجوع الذي استحضر به الألم والمرارة الذي في صدري كيف كانت النهاية واللحظات الأخيرة من استشهاد زوجي كيف لاقى الله وهو مكبل اليدين والرجلين صائما جائعا لمدة ٨٦ يوما مقهوراً مظلوماً.
أحمد الله عزوجل أن جعل من أمة محمد مجاهدين كسرايا القدس وأميناً مؤتمناً كأبي طارق واسأل الله أن يحميهم بحمايته وأقول لهم والله إنكم أثلجتم صدورنا واطفأتم جزءا من لهيب النار التي تغلي في صدورنا، سدد الله رميكم ووفقكم إن شاء الله إلى تحرير المسجد الأقصى وأن تكونوا أول الجنود الذين يحررون الأقصى بإذن الله.
لا أنسى أن أتقدم بالشكر إلى كل من وقف إلى جانب الشيخ في هذه المعركة الأخيرة، وأسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن يجعل كل ما قمتم به من أعمال في ميزان حسناتكم".
صحيح أن الشيخ لم ينل النصر بالحرية، لكنه نال نصرين، نصرًا على الأعداء، ونصرًا بالحرية.

قال محمد الهندي، مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الاسلامي :
صواريخ العدو حولت قادة سرايا القدس إلى رموز وطنية بطلة يفخر بها الشعب الفلسطيني بكل فصائله.
شعبنا لم يتأخر في تقديم الواجب والتضحيات، لنقف اليوم بعزة وكرامة لنقول إن الشهداء هم ملح الأرض.
سرايا القدس تصدت بكل قوة وأخذت على عاتقها واجب المواجهة والرد ليس لأيام وإنما لأسابيع، مشددًا على أن سرايا القدس خرجت من هذه المعركة أكثر ترابطًا ووحدة، وتنسيقًا مع غرفة العمليات المشتركة.
نؤبن اليوم الشهداء جهاد غنام وإياد الحسني وخليل البهتيني وطارق عز الدين وعلي غالي وأحمد أبو دقه، وكل الشهداء، داعيًا للتمسك بالوحدة الفلسطينية على اساس الجهاد والمقاومة.
المقاومة بالوحدة الوطنية ستحقق مزيد من الانجازات، لذلك نحن نتمسك بالوحدة وندعو لها.
العدو الصهيوني حاول أن يكسر وحدة شعبنا ومقاومتنا، الاحتلال حاول تهديد حماس ليبث رسالة فرقة بين شعبنا وفصائلنا، لكن الوحدة الفلسطينية أفشلت هذه التهديدات.
سرايا القدس تصدت بكل قوة وأخذت على عاتقها واجب المواجهة والرد ليس لأيام وإنما لأسابيع، لا مجال للتشكيك ولا مجال للمزيدات، فهذا هو الشعب الفلسطيني موحدا بكل فصائله ومقاومته وهذه هي سرايا القدس.
العدو قصف البيوت الآمنة لاغتيال قادة سرايا القدس، الاحتلال من وراء هذه الجريمة الغادرة يحاول استعادة الردع المفقود.
الكيان الصهيوني لا يستطيع مواجهة غزة، لافتًا أنه منذ اليوم الأول بعث يستجدي وقف إطلاق النار.
معركة ثأر الأحرار سنبني عليها جولات قادمة وانتصار بإذن الله.
قد يتساءل البعض ما هو الضمان لاتفاق وقف إطلاق النار؟ نقول بوضوح إن الكيان الصهيوني لا يقيم اعتبارا لاتفاق ولا لوثيقة، ولا تقيم اعتبارا لأي جهة كانت، الضمان هو وحدتنا وقوتنا التي تمنع العدو من تحقيق أي إنجازات.
الشعب الفلسطيني والمقاومة يخوضان صراعاً طويلاً ومفتوحاً مع الاحتلال وأعوانه، حيث نؤكد على ضرورة مراكمة القوة ومشاغلة العدو الصهيوني.

قال زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، خلال فعاليات مهرجان "ثأر الاحرار" :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائدنا رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين.
يا شعبنا العظيم، يا شعبنا المقاتل...
نلتقي اليوم، لنكرم كوكبة عظيمة من الشهداء والقادة الذين قتلوا في عدوان غادر، مع عائلاتهم وأطفالهم. وسبقهم في السياق نفسه، اغتيال الشهيدين: القائد خضر عدنان والقائد علي الأسود. ولنكرم من ارتقى في معركة ثأر الأحرار، من القادة والمقاتلين والمواطنين والأطفال والنساء.
في مهرجان الشهادة هذا، يلتقي الشعب المجاهد، ليؤكد أن الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب إلى الاشتباك المستمر، عبر حضوره الدائم في حياة الناس، وحياة إخوانه ورفاق دربه. فنحن نحفظ أسماءهم، ونحفظ وجوههم، ونحفظ وصاياهم. وسنحمل أسماءهم، وألقابهم، وأحلامهم، جيلاً بعد جيل. وسنكتب أسماءهم، في يوم آتٍ لا محالة، على أسوار القدس ومسجدها وأبوابها.
ومن هذا المكان، وفي هذا اليوم، وأمام هذا الحشد الكبير، وأمام العالم، أؤكد أن أوهام القوة والغطرسة لدى العدو ستتحطم، أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وقدرته وإصراره على إدامة الاشتباك، وإصراره على القتال المستمر، حتى الانتصار الكبير. ولن نتردد في تقديم التضحيات من أجل هذا الهدف، وإن شهداءنا بتضحياتهم هم الذين يقودون طريقنا الأمثل، في تحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل أنواع السلاح.
لقد نجحنا في معركة ثأر الأحرار، ببركة دماء الشهداء، بالمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني، وصمدنا وقاتلنا، رغم فقداننا الأعز من إخواننا ومقاتلينا، وفقداننا عائلات بأكملها. لكننا أثبتنا للعدو في قتالنا، أننا على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى، دفاعًا عن شعبنا، ومنعًا من أن تستباح دماؤنا، كلما أراد العدو أن يفعل ذلك. وهنا أعيد ما قلته سابقًا: إن أية عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا، ولن تكون تل أبيب وغيرها من مدن الكيان الصهيوني بعيدة عن مرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا.
يا شعبنا المجاهد والعنيد
تتزاحم في هذه الأيام الذكريات المؤلمة؛ ذكرى النكبة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 48، وذكرى سقوط بيت المقدس عام 67، وغيرهما من المناسبات التي تركت جرحًا عميقًا في جسد أمتنا. ورغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، واختلال موازين القوى العسكرية لصالح العدو، ما زال شعبنا الفلسطيني الشجاع يقاتل، وما زال يجترح المعجزات في الصمود والصبر، ورغم المعاناة المستمرة، فقد صبرنا وصمدنا، وفي محطات كثيرة خضنا معارك كبرى وقاتلنا، دفاعًا عن هويتنا وتمسكنا بحقوقنا. وبقيت قضيتنا حية... أرادوا أن يغيبوها بالسياسة فعقدوا اتفاقيات وهمية، وأرادوا أن يقتلوها فشنوا الحروب، وحشدوا كل جنودهم وأسلحتهم... ولكننا نقف اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وأكثر إرادة، وأكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا في فلسطين والقدس.
يا شعبنا العظيم، يا أهل غزة البواسل...
هذا يوم للعزة كبير...
يا من اجترحتم معجزة السلاح، ومعجزة القتال الصعب، ومعجزة الصمود، وأضأتم الليل الطويل الذي يحيط بنا من كل جانب...
إن معركة ثأر الأحرار يوم جديد في عمر شعبنا الفلسطيني، ويوم للوحدة، ويوم لتكامل المقاومة بكل أسمائها، ويوم عظيم لحركة الجهاد الإسلامي، ويوم عظيم للشعب الذي وقف موحدًا، متحديًّا العدوان الصهيوني بكل شجاعة واقتدار؛ الصف الأول يستشهد، والصف الثاني يقاتل، والصف العاشر يقاتل... نحن شعب الجهاد والمقاومة.
لقد ارتكب العدو في جنح الليل، وفي زنازين الاحتلال، جريمة اغتيال الشهيد خضر عدنان. وتلاها جريمة أخرى بشعة بحق إخواننا القادة، وعائلاتهم وأطفالهم، ظانًّا وواهمًا أن نبتلع دمهم، ونمضي إلى حياتنا وأسواقنا، وبعض من أيام السفر المستجدي لحاجات الناس الضرورية، وغير الضرورية. هكذا يجب أن نفهم هذه الجريمة، كنتيجة من نتائج فهم العدو بأننا يمكن أن نساوم على دمنا، مقابل بعض الأشياء العابرة. فخرج لهم مقاتلونا، ليعيدوا ترتيب المعادلات مرة أخرى.
أيها الإخوة والأخوات...
إن معاركنا تثبت، مرة تلو الأخرى، أن بإمكان أمتنا أن تنتصر على المشروع الصهيوني الذي قهرها، وكان سببًا أساسيًّا في تبعيتها وضعفها، منذ غرس هذا الخنجر في القلب منها. لقد استطاع شعبنا الشجاع أن يمرغ أنف العدو في التراب، ويكسر هيبته أكثر من مرة. وما جرى في معركة ثأر الأحرار أكبر دليل على ذلك... راجعوا نص الاتفاق الذي تم بناء عليه وقف العدوان على غزة، تدركوا تمامًا معنى ما أقول.
يقول الاتفاق نصًّا: "تعلن مصر، وبناء على موافقة الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، وقف إطلاق النار...".
ألم يسأل أحد في عالمنا: من هذا الطرف الفلسطيني؟!
إنه الجهاد الإسلامي، فصيل فلسطيني واحد، لا يملك في الحقيقة سوى مقاتليه الشجعان، وشعب عظيم يقف خلفه، ومقاومة شكلت حاضنة معنوية وعملية له.
منذ متى كانت تقبل "إسرائيل" أن يكون الفلسطيني ندًّا لها، يجبرها على وقف العدوان، ويلجم جيشها عن الإجرام؟!
فصيل فلسطيني واحد، يقاتل في الميدان، ويفاوض لوقف العدوان. وغير ذلك، يلتزم العدو بعدم استهداف المدنيين، وعدم استهداف الأفراد، والتوقف عن هدم المنازل. وحتى لو لم يلتزم العدو بذلك لاحقًا، لكن أين العنجهية؟! وأين الجيش الذي لا يقهر؟! وأين سطوة "إسرائيل"، ورفضها حتى القرارات الدولية؟!
وأقول لكم إضافة إلى ذلك: إن العدو كان يكذب، ويقول إنه انسحب من المفاوضات أكثر من مرة، وهذا غير صحيح. نحن الذين رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات. وما قبل اليوم الأخير أجلنا المفاوضات إلى اليوم التالي. وفي اليوم الخامس للعدوان قدمنا نص الاتفاق النهائي، ووضعناه على الطاولة، بعد خمسة أيام من القتال، وقلنا لهم: إما أن يقبل العدو بهذا النص، أو ننسحب من المفاوضات.
هذا هو برهاننا على أن أمتنا تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة، وأن تغير في المعادلات... إن أمتنا تمتلك من الإمكانيات ما يفوق إمكانيات العدو، لكن ينقصها إرادة القتال، وإرادة الصمود. إن الكيان الصهيوني بالرغم من امتلاكه كل أدوات القوة، فإنه لا يمتلك المقاتل الذي لدينا، ولا المواطن الفلسطيني الذي لدينا. لقد رأيتموهم كيف يهربون إلى الملاجئ، هلعًا ورعبًا. حتى أنه دخل في قاموس الحروب مصطلح مصابين هلعًا. وهذه حكمة النص القرآني: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، هذا هو مفهوم الخزي، إنه إصابات الهلع التي يتحدثون عنها.
نعم، نحن نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة، وندرك أن معركة واحدة أو أكثر لن تكون قادرة على تحقيق كل أهدافنا وطموحاتنا. ولكنني أستطيع أن أقول: إن معاركنا السابقة في سيف القدس، ووحدة الساحات، وغيرهما من المعارك، واليوم معركة ثأر الأحرار، قد وضعت جميعها أقدامنا على الطريق الصحيح الذي بدأناه، وانطلقنا باتجاهه، ولن نتوقف.
وشعبنا الفلسطيني المقاتل والشجاع، هذا العنصر الحيوي في معادلة الصراع، مدعومًا ومؤيدًا بقليل من إمكانيات الأمة؛ ما زال العنصر المهم والأساسي الذي يعمل ضد توازن القوى. ويثبت حضوره كل يوم، بمقاومته الممتدة من الضفة الباسلة بقليل من المقاتلين الذين لا يملكون إلا القليل من السلاح، ويشاغلون العدو بدمهم وبطولاتهم، إلى غزة الباسلة التي استطاعت بإرادة رجالها، ومساعدة إخواننا في محور المقاومة، أن تصنع سلاحها، وتدافع به عن نفسها، وتقاتل وتصمد، بإرادة المقاومة، ممثلة بغرفة العمليات المشتركة، وبإرادة شعبها المظلوم والمحاصر.
إن أمتنا اليوم أمام فرصة نادرة، وعليها أن لا تضيعها، إن كانت جادة في دعم صمود الشعب الفلسطيني على الأقل. وإن مؤتمر القمة المنعقد حاليًّا في جدة، عليه تحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني.
في ختام كلمتي، أؤكد على ما يلي:
أولاً: إن وحدة شعبنا وقوى المقاومة أمر بالغ الأهمية، يجب المحافظة عليها وتعزيزها.
ثانيًا: إن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تقاتل العدو، وتنتصر عليه، إذا وجدت الدعم القوي والدائم.
ثالثًا: إن موقف الإخوة في حزب الله الواضح، والمتمثل في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، الذي أشار فيه إلى إمكانية تدخل المقاومة في لبنان، لصالح الشعب الفلسطيني، وجد تقديراً كبيراً من المقاومة وشعبنا.
رابعًا: إن حضور الغرفة المشتركة الدائم، واستعدادها بكل قواها للدخول في المعركة، كان عاملاً مهمًّا في تقصير أيام العدوان.
خامساً: أؤكد مرة أخرى على مقاتلينا في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة الابتعاد عن كل الأدوات والوسائل وخاصة أجهزة الهاتف الجوال التي يمكن للعدو الاستفادة منها في تحديد أماكن تواجدكم.
أخيرًا، أشكر كل الذين وقفوا مع شعبنا، مؤيدين ومساندين، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران، والإخوة في حزب الله، وسوريا، والإخوة في اليمن الذين خرجوا عن بكرة أبيهم، وأبدوا استعدادًا للقتال بجانب الشعب الفلسطيني. كما أشكر مصر التي أدّت دورًا مهمًّا في وقف العدوان، وكذلك دولة قطر.
وأتوجه بالشكر إلى كل وسائل الإعلام التي غطت أحداث العدوان، وكانت مؤيدة ومساندة. وإلى كل الذين اتصلوا، وأعربوا عن تأييدهم لمقاومة شعبنا، وعلى رأسهم الإخوة في العراق. وكذلك أشكر شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وكل القوى الحية التي تضامنت معنا في العالم.
المجد للشهداء... والنصر لشعبنا، بإذن الله... والسلام عليكم


كلمة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية :
الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية كانت أصحاب اليد العليا والضربة الأخيرة خلال معركة ثأر الأحرار ولم تسمح أبداً للاحتلال بالاستفراد وتحقيق مراده، و أفشلت سياسة المجرم الأرعن بنيامين نتنياهو بتحقيق أهدافه من خلال سياسة الاغتيالات.
هذه المعركة أثبتت وستثبت قادم الأيام أن الاغتيالات والجرائم لم تزد شعبنا ومقاومتنا إلا عنفوانا وعنادًا وإصرارًا على سحق عنجهية المحتل.
المقاومة وسرايا القدس أثبتت قدرتها على الصمود والثبات وتحقيق ما وعدت به أمام حرمة الدم الفلسطيني وكان الرد واضحاً في القدس وتل أبيب وفي كل مغتصبات العدو وحصونه، وما تكتم عنه العدو أضعاف أضعاف ما بدى عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام.
نحذر العدو من أي عملية اغتيال أو حماقة، فنحن عند وعدنا وعهدنا بالرد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيداً.
ندعو كل الأحرار في العالم بالوقوف عند مسؤولياتهم أمام قضية الأمة المركزية فلسطين وتوجيه كل الطاقات وتسخير كل الإمكانيات من أجل دحر الاحتلال الجاثم على أرضنا فلسطين فلا استقرار ولا أمن ولا أمان لشعوب المنطقة طالما استمر الاحتلال لفلسطين.
نهدي هذا الإنجاز السياسي والعسكري الميداني إلى شعبنا البطل وأسرانا ومحور المقاومة الذي ما كان إلا سنداً للمقاومة في كل محطات الصراع مع الكيان الزائل بإذن الله.
نتوجه بالتحية إلى وزارة الداخلية والأمن الوطني بكل مكوناتها على وقوفها الكبير بجانب شعبنا ومقاومتنا خلال معركة ثأر الأحرار كذلك التحية لوسائل الإعلام المحلية والدولية التي ساهمت بتغطية العدوان على مدار الساعة ورصد جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين والأبرياء، واستبسلت في نشر صورة النصر للمقاومة، وكذلك التحية كل التحية لشعبنا المجاهد الثابت في كل المحطات.