|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/12/مشعل_2025_12_10_22_14_12.mp4[/video-mp4]
|
قناة الجزيرة
قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، في برنامج “موازين”:
نقف اليوم مع صناع هذا الطوفان، بعد عامين زاخرين بالبطولة والإبداع، وبالصمود والمعاناة عند الحاضنة الشعبية العظيمة في غزة التي صنعت كل هذا المجد.
مسؤوليتنا تجاه الحاضنة الشعبية في غزة كبيرة، ليست مسؤولية قيادة حماس وحدها، ولا القيادة الفلسطينية، بل الأمة كلها، وسنظل معهم بكل طاقتنا.
القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق، فقد تم استعادة روح القضية على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت مخبأة في الأدراج، تفرض نفسها على الجميع.
الحراك الإقليمي والدولي تحدث في مؤتمراته عن حل الدولتين الذي كان محرما في السابق، لأن إسرائيل كانت ترفضه ودمرته، وتخلت عنه الإدارة الأمريكية.
القضية الفلسطينية اكتسبت مساحات جديدة، والمقاومة بعناوينها المعروفة، دخلت على شرائح جيل الشباب الأمريكي والأوروبي، 51% من الشباب الأمريكيين ليسوا مع القضية الفلسطينية فقط، بل مع حماس ومع المقاومة، هذا كسب جديد وكبير للقضية الفلسطينية.
خلال عامين، كشف وجه إسرائيل القبيح، فتراها في الساحة الدولية وتجرأت عليها الدول، في الوقت الذي لم يكن أحد من الساسة والقادة قادر على التجرؤ عليها، وأصبح الإسرائيلي منبوذا لأنه ينتمي لكيان قاتل، فالإبادة الجماعية جريمة هولوكوست حقيقة.
القضية الفلسطينية أعادت الروح للمنطقة وللأمة، وبعد أن دخلت الأمة في نفق مظلم من عملية السلام والتطبيع ومحاولة التعاون مع إسرائيل، فقد استيقظت الأمة واستعادت الروح تجاه القضية.
كل ما نتحدث عنه من مكتسبات وتأثيرات عميقة للطوفان على مدار عامين، لكن ثمنه كان قاسيا علينا بلا شك، أكثر من 70 ألف شهيد، و200 ألف جريح، ومعاناة إنسانية ضخمة، هذا ثمن باهظ وقاسٍ دفعته غزة بالذات، وتدفعه الضفة اليوم، ولكن إن شاء الله سنعبر هذه المرحلة نحو التحرير بإذن الله تعالى.
فكرة التطبيع أصبحت أبعد مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، إلا إذا أراد البعض أن يلوي عنق الحقائق، أو أن يتجاهل ما أفرزته هذه الحرب الشرسة على غزة خلال عامين.
الإدارة الأمريكية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي، من أجل تسويق ذلك على الساحة الإقليمية والدولية، لإنقاذ “إسرائيل” من نفسها أولا، وإنقاذ سمعتها التي باتت في الحضيض، ومن أجل تسويق هذا المنجز المحدود للعبور به إلى بعض دول المنطقة، على قاعدة التطبيع.
الحرب بصورتها الشاملة لا شك أنها انتهت ونرجو ألّا تعود، ونحن نعمل ألّا تعود، وأعتقد أنها استنفذت قدرة المجتمع الدولي على تحملها، فالإدارة الأمريكية سعت إلى هذا لأنه أصبح هناك ضغط في الشارع الأمريكي ذاته وفي الأحزاب الأمريكية، والعواصم الأوروبية بدأ الشارع يضغط عليها الذي لم يعد يتحمل شلال الدماء في غزة.
على المستوى الصهيوني، نعم ما زال نتنياهو وطغمته الإرهابية يتبجحون أن الحرب مستمرة، لأنهم لم يشبعوا من شهوة الانتقام، لأن غزة رغم كل هذا الدمار استعصت عليهم، وأذلته في 7 أكتوبر، ولم يستطع استعادة صورة كرامته.
هذه الحرب آن لها أن تقف، وقد وقفت، والحراك العربي والإسلامي كان من بدايته يرفض استمرار حرب الإبادة ويرفض التهجير، وكنا نطمع في أكثر، بأن يكون هناك جهد مركز منذ الأشهر الأولى لوقف الحرب، وأن تتضامن القيادات العربية والمسلمة في المنطقة مع الزعامات المحترمة في العالم، وأن يقولوا للإدارة الأمريكية والعواصم الغربية كفى لهذه الحرب.
الجهد الذي بذل في الفترة الأخيرة، عندما ذهب قادة ثماني دول عربية وإسلامية إلى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتمعوا مع ترامب، كانت نوع من الخطوة الختامية للوصول إلى وقف هذه الحرب.
المرحلة الأولى من خطة ترامب لم تنتهِ بعد، لأن الكيان الصهيوني مصّر على إعاقتها، وهو ما يُنشئ المعاناة الإنسانية.
هناك منخفض جوي في قطاع غزة، والخيام أصبحت مهترئة، والناس لا يجدون خياما جديدة، ولا كرافانات، والأصل أن يبدأ الإعمار في المرحلة الثانية، فاليوم هناك معاناة في الإيواء والاستقرار.
هناك انتهاكات ومخالفات صهيونية في موضوع الإيواء، والمساعدات، فقد تم الاتفاق على 600 شاحنة، في البداية كان يدخل 150 شاحنة فقط، ثم زادت الشاحنات لتقترب من 500 شاحنة في اليوم، لكن ثلث هذه الشاحنات مساعدة للناس، وثلثاها تجارة، والناس في غزة يحتاجون للمساعدة، وتوفر بعض البضاعة في غزة لا يكفي، فالناس لا تملك المال.
لذا فهناك حاجة للاستقرار وحاجة للطعام والأدوية وإزالة الركام الهائل، وإدخال المعدات الثقيلة، وإعادة تأهيل المستشفيات، وإدخال المواد الطبية، وفتح معبر رفح.
إسرائيل تنتهك كذلك الخط الأصفر، حيث قدمته مسافات، ليصبح قرابة 60% من مساحة قطاع غزة تحت السيطرة الصهيونية، فالانتهاكات كثيرة.
إسرائيل تدعي أن هناك جثامين لأسرى، لكن ما بقي هو جثمان واحد، واليوم وأمس كان هناك بحث في حي الزيتون لم يصلوا بعد، بينما الطرف الفلسطيني والمقاومة بكل عناوينها قدموا كل ما عليهم.
إكمال المرحلة الأولى بكل متطلباتها ضرورة حتى ننتقل إلى المرحلة الثانية، فلا زالت هناك في قطاع غزة أوجه كثيرة من المعاناة، مثل ملف المفقودين، فهناك 10 آلاف مفقود، وبعض الجثامين التي أتت إلى أهلها لم يتم التعرف عليها.
هناك ازدواجية معايير لدى المجتمع الدولي، فهم ينتظرون كم تبقى من جثامين إسرائيلية، ولا يسألون عن هذا الكم الكبير من الضحايا والمفقودين، كما أن “إسرائيل” تخفي مصير الأسرى لديها.
مسؤوليتنا جميعا أن نطبب جراح غزة ونغيثها بشكل أشكال الإغاثة، وأن نعيد الشارع العربي والإسلامي والإنساني إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية والكيان الصهيوني، فالمعركة لم تضع أوزارها، وأهل غزة محتاجون إلى نخوة الأمة ونخوة العالم.
حماس تسعى إلى إغاثة أهل غزة والوقوف إلى جانبهم، والضغط على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى، ثم نهيئ للذهاب إلى المرحلة الثانية، لعودة غزة إلى حالة من الاستقرار المعقول، وصولا إلى التعافي الشامل، وإعادة البناء والإعمار.
منذ إطلاق خطة ترامب ثم تُرجمت إلى قرار مجلس الأمن، حماس والمقاومة والموقف الوطني الفلسطيني، تعامل بمسؤولية وبمرونة كافية لكي نوقف الحرب على غزة، لأن هذه مسؤوليتنا أمام شعبنا وأهلنا، وما زلنا نتعامل بالمسؤولية والمرونة والانضباط من أجل ألّا تعود الحرب على غزة، ومن أجل أن يتنفس الناس في غزة الصعداء.
أهل غزة عظماء وقادرون على التعافي واستعادة المبادرة بسرعة بحيث يعيشون، فهم يعشقون إرادة الحياة كما أجادوا الصمود، وهذه مسؤوليتنا التي نتحرك بها.
مع اقترابنا من المرحلة الثانية يأتي التحدي، فهناك من يريد أمام هذا الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي المسؤول أن يفرض رؤيته علينا، ومثال على ذلك موضوع سلاح المقاومة، فيريدون أن ينزعوا هذا السلاح كما يقول نتنياهو وأمثاله، وهذا أمر في ثقافة شعبنا مرفوض.
نحن نريد تكوين صورة تتعلق بهذا الموضوع فيها ضمانات ألا تعود حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ونستطيع فعل ذلك، فيمكن أن يحفظ هذا السلاح ولا يستعمل ولا يستعرض به.
في ذات الوقت عرضنا فكرة الهدنة طويلة المدى بحيث تشكل ضمانة حقيقية، ولا مانع لدينا أن تكون قوات الاستقرار الدولي على الحدود مثل قوات “اليونيسيف”، تفصل بين غزة والاحتلال.
الضامنون مثل قطر ومصر وتركيا والدول الأخرى يستطيعون أن يضمنوا غزة وحماس وقوى المقاومة، بحيث ألا يأتي من غزة أي تصعيد عسكري. لكن المشكلة ليست هناك، فالمشكلة في التصعيد والقتل والعنف الإسرائيلي ضد أهل غزة.
غزة التي تخرج من هذا الركام والمعاناة القاسية، قد أدت ما عليها وزيادة، وغزة استراتيجيتها القادمة أن تنشغل بنفسها للتعافي وإعادة الحياة من جديدة.
المقاومة تطرح مقاربات تحقق الضمانات لعدم وجود تصعيد عسكري من غزة مع الاحتلال، بمقاربات واقعية منطقة وعملية بعيدا عن فكرة نزع السلاح، فنزع السلاح عند الفلسطيني يعني نزع الروح.
تجربتنا مع الاحتلال، أنه عندما يُنزع سلاح الفلسطيني أو يفقد سلاحه تأتي المجازر، مثل صبرا وشاتيلا، والمجازر التي ارتكبت في فلسطين عبر التاريخ، فالفلسطيني يعيش تحت الاحتلال ويعتز بسلاحه.
أصدقاؤنا في العالم والمنطقة يستطيعون صناعة مثل هذه الرؤية التي يمكن التوافق عليها مع الإدارة الأمريكية، وبالتالي تفرض على الإسرائيلي، وما زال الوسطاء يبحثون ذلك مع الإدارة الأمريكية.
تصريح وزير الخارجية المصري الذي يقول فيه إن القوة الدولية دورها حفظ السلام وليس فرض السلام، تصريح موفق ويعبر عن الموقف المصري والعربي والإسلامي بشكل عام والوسطاء في قطر وتركيا.
بعض النصوص التي ذكرت فيها ما سُمي بـ”قوة الاستقرار” تتحدث عن دورها في التعامل مع السكان، وبالتالي نزع السلاح، هذا غير مقبول.
فلسفة قوة الاستقرار نتعامل معها من مدخل واحد، وهو أن تكون موجودة على الحدود لتضمن عدم وجود اشتباكات، وأن تحفظ السلام لا أن تفرضه، والأولى أن يشدد على الطرف الصهيوني لأنه هو من يملك أدوات الدمار.
دخول هذه القوات لغزة يعني أنها تحولت إلى قوات احتلال بديلا عن الاحتلال الصهيوني، وهذا لا يمكن أن تقبله أي دولة عربية ومسلمة أو أي دولة تحترم نفسها.
توافقنا على أن تسلم إدارة غزة لحكومة تكنوقراط من داخل غزة، بعد أن تعثر إيجاد صيغة حكومة تبسط دورها في غزة والضفة، خاصة مع ظروف الحرب على غزة، والفيتو الصهيوني، ومن هنا جاء إنشاء هيئة تكنوقراط لحكم غزة، وقد أُنضج الأمر.
جرى حوار معمق مع الفصائل والإدارة المصرية، وقدمت قائمة من 40 اسماً، استخلص منهم 8 شخصيات ذات كفاءة، يمثلون تنوع المجتمع الغزي الذي يملك القدرة والإبداع، ويلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، ونصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لا تتدخل فيه حماس وقوى المقاومة.
مجلس السلام الذي جرى الحديث عنه والذي يرأسه ترامب محفوف بالمخاطر، حيث إنه اقترح أن يضم المجلس عددا من رؤساء الدول، وأن يكون هناك مجلس تنفيذي تحت هذا المجلس هو الذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، وهذا الذي نتوقف أمامه، لأنه مرفوض بالنسبة لنا، فهو شكل من أشكال الوصاية، ويذكر بالانتداب البريطاني منذ مئة عام.
العودة إلى صيغة الانتداب أو الوصاية غير مقبول، وهم يعتبرون أن حكومة التكنوقراط أداة ملحقة بهذا المجلس التنفيذي، وهذا أمر مقلق وغير مقبول في الوعي الفلسطيني.
يحسب للموقف الأردني والمصري أنه كان حازما في رفض موضوع التهجير سواء من غزة أو الضفة الغربية، لأن ذلك يشكل تعديا على الحق الفلسطيني من ناحية، كما يشكل تهديدا وخطرا أمنيا وغير أمني على مصر والأردن.
الإدارة الأمريكية بضغط من الدول العربية والإسلامية ومن أطراف أخرى، ضغطت على الإسرائيليين لكي يوقفوا مسيرة الضم، ولكن “إسرائيل” تقوم بالضم فعليا.
“إسرائيل” تريد أن تحسم الهوية السياسية للضفة الغربية وأن تلحقها بالسيادة الصهيونية من خلال خطوات عملية، فهناك ضم فعلي يجري، خاصة في مناطق شمال غرب القدس، وأي مناطق أخرى ذات حساسية، يعملون على ضمها أولا بأول.
هناك خطوات عملية كذلك لبسط الإدارة الصهيونية حتى على المناطق “ب” التي تخضع وفقا لاتفاقية أوسلو للأمن الصهيوني والإدارة الفلسطينية، و”إسرائيل” تحاول أن تستعيد سلطتها الإدارية في مناطق “ب” بل تفكر في استعادتها في مناطق “أ” التي هي تحت الإدارة الفلسطينية.
إسرائيل تفكر في شطب السلطة، كما أن هناك عملية تهجير في مناطق الغور وحول القدس والمناطق البدوية، وهدم وتدمير، وبالتالي هناك استباحة للضفة الغربية، وإطلاق العنان للمستوطنين يعيثون بالأرض فسادا، إضافة إلى الاستيطان.
الضفة وإن توقف مشروع ضمها الرسمي بسبب الضغط الأمريكي، لكن الضم الفعلي المتدرج بالأمر الواقع مستمر. “فإسرائيل” تريد أن تكون دولة إسرائيلية من البحر إلى النهر، ويهجر معظم الفلسطينيين، ومن يبقى يظل تحت الحكم والاستبداد الصهيوني.
هنا يأتي الخطر على الفلسطيني ودول المنطقة، فأي نجاح للمخططات الصهيونية، فإن الخطر سيأتي على الأمن القومي العربي؛ لذلك فصمود الفلسطيني هو مصلحة فلسطينية ومصلحة عربية وإسلامية.
السلطة عليها مسؤولية كبيرة، ولا أحد يتعامل مع مشروعها السياسي، وتقلص صلاحياتها، وينظر لها أن تكون أداة أمنية، وعندما أدرك الشهيد ياسر عرفات أن أوسلو وصلت إلى طريق مسدود انتفض على هذا الواقع وكان مظلة حقيقية لانتفاضة عام 2000، ولقي ربه شهيدا جراء هذا الموقف البطولي.
نريد قيادة فلسطينية تدير بعقل سياسي وصمود، ولا شك أن الوحدة الفلسطينية، وإعادة بناء المرجعية الفلسطينية على أسس صحيحة تشمل الجميع في الداخل والخارج يقوينا أمام عدونا.
على الدول العربية والإسلامية تعزيز الصمود الفلسطيني، وتستطيع الأمة العربية والإسلامية ليست فقط رفع الشعارات، بل تقديم عون حقيقي لأهل الضفة الغربية، حتى نحفظ الشعب على أرضه، والوطن الفلسطيني، والأمن القومي العربي، ولا نجعل “إسرائيل” تتفرغ لاستهداف الأمة العربية.
لا شك أن الدعم الإيراني كان ولا زال مهما وأساسيا ويشكرون على دعمهم بكل أشكاله، وكذلك تلقت حماس طوال مسيرتها مساعدة من كل الدول العربية والإسلامية على تفاوت في الأنواع والمقادير والمراحل المختلفة، فحماس انفتحت على الجميع.
نشكر كل من وقف إلى جانبنا وهناك من ضحى إلى جانبنا، لكن حماس لم تكن يوما تتموضع في محور بعينه بعيدا عن بقية أجزاء الأمة العربية والإسلامية، ومنذ أن كانت حماس انفتحت على كل الدول، وبسطت علاقاتها مع كل الدول العربية والإسلامية إلا من أبى أن يفتح أبوابه لنا.
حماس تتموضع تموضعا صحيحا مع شعبها في الداخل والخارج، ومع النظام العربي والإسلامي الرسمي كدول، ومع الأمة العربية كجمهور وشعوب، وهذا ثقافتنا.
حركة حماس في مسيرتها تعتمد بعد الله تعالى على ذاتها، وقررت منذ نشأتها الاعتماد على ذاتها، ثم تلتحم بأمتها، ونحن معنيون بتعزيز حضورها العربي والإسلامي، فنحن جزء من هذه الأمة، ولا نتخلى عن حلفائنا ولا عن أصدقائنا ولا عن من وقف معنا.
نتمنى للأمة ألّا تنقسم إلى محاور كأنها متصارعة، بل العكس، أن تصنع فيما بينها علاقات من الأخوة والتعاون ومصالح متبادلة، وحفاظ على استقرار المنطقة العربية، والتفرغ للتصدي للخطر الصهيوني، فهناك خطة على كل دولة.
نحن أصحاب مبادئ ولا نقف مع أي طرف في أي موقف خاطئ، وسعداء بما حققه الشعب السوري من حرية، ومن حق كل شعب عربي أن ينعم بالحرية والكرامة، ونحن لا نتدخل في شؤون الدول، ولا نحكم على التجارب، فنحن جزء من الشعب العربي الإسلامي، ويهمنا ما يهم هذه الشعوب.
ترجل الشهداء طبيعي في مسيرة حركات التحرر، وغياب القادة لا يضعف مسيرة الحرية والتحرير، وقد ترجلت قافلة عظيمة من الشهداء من حركة حماس والفصائل الفلسطينية.
حركات التحرر لا تنكسر، وحماس قادرة على إعادة بناء نفسها ومؤسساتها، ولديها الآلية الداخلية الديمقراطية والشورية، والمؤسسة الراسخة، ولا قلق من هذا الأمر على مستقبل الحركة.
نؤمن في قيادة حماس بالسهل الممتنع، بمعنى كيف تحافظ على روحك وهويتك ومبادئك وثوابتك، وبذات الوقت تتحرك في عالم السياسة وتقدم مواقف بلغة ذكية يفهمها الآخر، وتصنع شراكة وطنية، هذه فلسفة حماس، وليست وحدها، بل مع مجموع القوى الفلسطينية.
هذا الكيان ومع كل ما أحدثه من دمار سنهزمه بإذن الله، لأن هذه حقائق التاريخ، والله تعالى مع هذا الشعب العظيم، لأن هذه الأرض المباركة كانت مقبرة للغزاة عبر التاريخ.