محمد سليم العوا – مشروع قرار غزة إعادة إنتاج للاحتلال بحماية دولية

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/11/videoplayback-4-1.mp4[/video-mp4]

قال محمد سليم العوا، المفكر والفقيه القانوني :

نحذر من أن مشروع القرار الأمريكي المطروح للتصويت في مجلس الأمن، بشأن نشر قوة دولية في قطاع غزة يمثل بصيغته الحالية إعادة إنتاج للاحتلال ولكن بحماية دولية، تمريره سيمنح إسرائيل غطاء جديدا لإعادة فرض سيطرتها على القطاع.

المقاومة الفلسطينية التي صمدت عامين في وجه الإبادة الجماعية المتواصلة قادرة على فرض إرادتها على المجتمع الدولي.

لا يمكن القبول بأي صيغة تتضمن نزع السلاح بحجة التمييز بين هجومي ودفاعي، لأن هذا سيترك تحديد المعايير لإسرائيل التي ستصنف أي أداة على أنها هجومية، مما يعني تجريد غزة من كل قطعة حديد أو بلاستيك.

المقاومة لا تواجه المجتمع الدولي بل تواجه إسرائيل ومن يقف خلفها من شركاء دوليين، المجتمع الدولي نفسه عجز لعامين عن وقف الإبادة في غزة، وبالتالي لا يملك أي شرعية أخلاقية لفرض ترتيبات جديدة على الفلسطينيين.

نستغرب موافقة عدد من الدول العربية والإسلامية على المشروع الأمريكي، دورها كان يجب أن يكون ترك الفلسطينيين ليأخذوا حقوقهم بأيديهم، القبول بقوة تنفيذية دولية تمتلك صلاحيات استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى استعمار جديد لقطاع غزة وإلى شرعنة القتل المستمر في الضفة الغربية.

موقف الفلسطينيين يجب أن يكون رفضا كاملا لأي مشروع يفرض خضوعهم لقوة أجنبية، ما يمكن التفاهم حوله فقط هو تبادل الأسرى، بينما وقف الحرب أو نزع سلاح المقاومة غير مقبول ولا يمكن ضمانه.

المشروع الأمريكي يتضمن عمليا تقسيما جديدا للقطاع بين منطقة تحرم من الإغاثة لوجود المقاومة فيها، وأخرى تحصل على المساعدات تحت إشراف إسرائيلي، نحذر ان الخطة تخفي أيضا تصورات أمريكية قديمة بينها أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل أجزاء غزة الساحلية إلى منتجع دولي.

النظر إلى غزة بمعزل عن الضفة ولبنان يعد خطأ قاتلا، إسرائيل وشركاءها يسعون إلى إبادة الأمة إن استطاعوا، بينما يواصل المجتمع الدولي التواطؤ أو الصمت.

اثمن موقف القاهرة في رفض التهجير ودعم الفلسطينيين، احمل تقديرا ثابتا للمقاومة ولحق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم، قلبي خالٍ من الضغائن تجاه أحد، وأن ما يعنيه في النهاية هو صيانة مصر ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.