خليل الحية :لا تحفظ على إدارة شخصية وطنية لغزة وقضية السلاح موضع نقاش

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/10/خليل-الحية-المقابلة-_2025_10_26_23_00_03-1.mp4[/video-mp4]

أبرز ما جاء في لقاء رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية في برنامج المقابلة على شاشة الجزيرة مساء اليوم الأحد:

نوجه التحية لشعبنا الفلسطيني الذي صبر وثبت على أرضه، وقدم نموذجا من التضحية والفداء أمام أعتى قوى الظلم والجبروت والقتل.

الاحتلال كان يريد تهجير شعبنا وإنهاء القضية الفلسطينية، لكن ثبات شعبنا ومقاومته الباسلة أفشل مخططات العدو الصهيوني، طوفان الأقصى وما بعد السابع من أكتوبر كان مقدمة لنيل شعبنا الفلسطيني لحقوقه.

الاحتلال فشل في أن يحقق أهدافه، ولا أعتقد أن الاحتلال لديه الدافعية للعودة للحرب، كل الأهداف على مدار السنتين لم يحققها، بثبات شعبنا ورغم التضحيات الجسام.

غزة قدمت أكثر من 10% من سكانها بين شهيد وجريح وأسير ومفقود، وهذه إحصائية صعبة جدا.

لدينا الإرادة الكبيرة والكافية من جانبنا ألا تعود الحرب، ولا نعطي الاحتلال أي ذريعة لعودة الحرب.

المجتمع الدولي الشعبي والرسمي لن يسمح للاحتلال بعودة الحرب، ولكنه يمكن أن يقوم بمنغصات من هنا وهناك لإعاقة الإعمار وإعاقة دخول المساعدات وفتح المعبر، متذرعا بحجج واهية غير حقيقية.

سلمنا 20 أسيرا من جنود الاحتلال، سواء في الخدمة أو الاحتياط بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار والتزمنا بذلك.

هناك إشكاليات في البحث عن جثامين أسرى الاحتلال، لأن الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة، وحتى إنّ بعض من دفن هذه الجثامين استشهد، أو ما عاد يعرف أين دفنهم، ورغم كل ذلك حتى الآن تمّ تسليم 17 جثة للاحتلال الإسرائيلي من أصل 28 جثة، وتبقى من القائمة التي قدمها الاحتلال 13 جثة.

إخواننا في المقاومة وفي كتائب القسام جادون في البحث ليلا ونهارا والكل يشهد على هذه الجدة، وهناك غرفة عمليات موجودة في القاهرة فيها الوسطاء وفريق من الاحتلال، ونحن في جهة مقابلة موجودون في غرفة خاصة نتابع أولا بأول.

كان هناك اتفاق أن تدخل معدات من الجانب المصري، وأن يتم تحديد أماكن للبحث وقد تمّ ذلك، وقبل يومين تم تحديد أماكن جديدة للبحث عن جثامين، وأعتقد أنه سيتم الدخول غدا لهذه المناطق التي يقع بعضها داخل المنطقة الحمراء المتواجد فيها الاحتلال، برعاية الصليب الأحمر.

هناك جدية وقرار منّا ومن المقاومة أننا لن نبقي أحدا من هذه الجثامين، وسنبحث بكل جدية ومسؤولية، وعلى الاحتلال ألا يتذرع بهذه الذريعة الواهية لاستكمال إيلام شعبنا الفلسطيني.

هناك قضايا وطنية لا تملكها حماس وحدها، بل يملكها الكل الوطني، وأجرينا العديد اللقاءات مع الفصائل الفصائل بما فيها حركة فتح.

ما اتفقنا عليه مع الفصائل الفلسطينية هو تقريبا نفس القضايا التي اتفقنا عليها مع حركة فتح، حيث توافقنا بشكل واضح على ما صدر في بياننا، والذي جاء الأمر الأول فيه، اللجنة الإدارية التي يسعى الإخوة الوسطاء لتشكيلها لتستلم مسؤولية إدارة غزة، وقد وافقنا على مجموعة الأسماء التي عرضها علينا الإخوة المصريون، وقلنا لهم نحن نعطيكم الحرية أن تختاروا من أبناء شعبنا من الكفاءات من يدير قطاع غزة، ونحن جاهزون لتسليم مقاليد الإدارة بشكل كامل، وقد اتفقنا على ذلك.

أعطينا الإخوة المصريين قبل ما يقرب من 4 شهور قائمة تضم أكثر من 40 اسماً من الشخصيات الوطنية العامة التي ليس لها انتماء سياسي، وقلنا لهم اختاروا منها من تشاءون، وستكون هناك قوة مدنية شرطية تتبع للجنة الإدارية في قطاع غزة.

اللجنة ستدير قطاع غزة كاملا في كل القضايا، ونحن سنسلم كل مقاليد الإدارة في غزة، حيث ستدير اللجنة كل شيء، ولها الصلاحيات الكاملة. هناك جهاز إداري كامل يدير قطاع غزة، واللجنة القادمة ستكون عنوانا لقطاع غزة ليديروا هذا الجهاز.

توافقنا على القوات الأممية التي ستأتي للفصل ومراقبة وقف إطلاق النار، وقلنا في بيان إن القوات مهمتها هي الفصل وتأمين الحدود ومراقبة وقف إطلاق النار حتى لا يخترق من قبل أي جهة.

نرحب بجهات عربية وإسلامية لتكون ضمن القوات الأممية، المهمة المركزية لها هي حفظ وقف إطلاق النار ومراقبته، وحفظ الحدود، وليس لها عمل في داخل قطاع غزة.

توافقنا مع الفصائل جميعها أن الهيئة الدولية التي ستكون مهمتها الإعمار، سيكون مهمتها جلب الأموال للإعمار، والإشراف على الإعمار، ونحن نريد الاستعجال في ذلك.

نريد استمرار وقف إطلاق النار، وتدفق المساعدات، والبدء الفوري لإعادة الإعمار، ونطالب المجتمع الدولي والإخوة الوسطاء بالاستعجال والبدء في الإعمار مباشرة.

نؤكد أن غزة والضفة الغربية هي وحدة وطنية واحدة، ولا نقبل فصل غزة عن الضفة الغربية، والأصل أن تنتهي مدة اللجنة الإدارية إما بانتخابات فلسطينية أو بتشكيل حكومة فلسطينية موافق عليها.

الموقف الإسرائيلي الصهيوني لا يريد الفلسطينيين عموما، وإذا بقي العالم تحت المطلب الإسرائيلي لن يكون هناك استقرار في المنطقة.

بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة، والموقف الدولي الشعبي والرسمي، اقتنعت الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب أنه يجب أن تنتهي الحرب. الإدارة الأمريكية أعطت نتنياهو كل المواقيت والفرص ليحقق ما يريد ولم يستطع.

عندما أعطى الرئيس الأمريكي التزاما بانتهاء الحرب، بالتالي ما عادت الإدارة الأمريكية يمكن أن يقنعها نتنياهو بأكاذيبه وألاعيبه.

جمعني لقاء قصير بويتكوف وكوشنير، ومن قبله لقاء مطول مع بولر قبل أشهر. وتحدثنا في اللقاء أننا كفلسطينيين دعاة استقرار، ونبحث عن حقنا المسلوب، وأننا نريد أن نعيش مثل شعوب العالم في كيان فلسطيني في دولة فلسطينية، وليس لدينا مشكلة إلا مع الذي احتل أرضنا وطردنا منها.

قلنا إننا نريد دولة فلسطينية وفق القانون والقرارات الدولية التي شرعها العالم حتى تستقر المنطقة، ولسنا هواة حروب ودماء، فمن يدفع ثمن هذه الدماء هم نحن وأبناؤنا.

تفاجؤوا بأنهم التقوا بمجموعة من أستاذة الجامعات والمهندسين والأطباء، وأننا لسنا كما يقال عنا أو كما يتم اتهامنا بأشياء لا نقبل بها، وقلنا لهم بالمختصر ما الذي نريده.

هم نقلوا لنا تأكيدات الرئيس ترامب أن الحرب انتهت، وأن الرئيس معني بهذا الأمر، وأن غزة يجب أن تستقر وأن يعيش أهلها فيها، وأن يبدأ الإعمار.

نحن قلنا لهم إن الرئيس ترامب هو القادر في هذه المرحلة على وقف الحرب، ونطالبه أن يلجم الاحتلال الإسرائيلي.

حدث الدوحة وما أحدثه من فشل ذريع للاحتلال الإسرائيلي، هذا الفشل غير المسبوق، والفشل الأكبر في تاريخ الاحتلال الصهيوني، جعل هناك انتكاسة عند الكيان الصهيوني وثورة دولية.

لا يعقل أن نستلم مقترحا أمريكيا من رئيس الوزراء القطري عصرا، ويأتينا المقترح بالكامل معدلا الساعة التاسعة ليلا، ثم يقصفنا الاحتلال عصر اليوم الذي يليه، وهو يعلم أننا سنناقش هذا المقترح.

كل هذه العوامل في نهاية المطاف جعلت حادثة الدوحة مؤشر ومنحنى لنهاية الحرب.

نحن شعب تحت الاحتلال، ومن حقنا بالقانون الدولي أن نواجه الاحتلال، وسلاحنا الذي نحمله نحن وكل الفصائل مرتبط بوجود الاحتلال والعدوان، فإذا انتهى هذا الاحتلال وأقيمت لنا دولة فلسطينية فهذا السلاح وحاملوه سيتحولون إلى الدولة.

هناك نقاش وحوار وطني جاد في هذه القضية وفي غيرها، للبحث عن حلول ومقاربات لا تمنع الفلسطيني من حقه المكفول دوليا، وتحمي حالة وقف إطلاق النار، ونحن مستعدون للالتزام بوقف إطلاق النار كما هو متفق عليه.

مع وجود القوات الأممية ومع وجود سلطة تدير قطاع غزة، فإن القطاع سيكون آمنا مطمئنا، ولن يكون هناك تبادل لحرب أو إطلاق نار ما التزم الاحتلال بذلك.

الاتفاق لا زال في بدايته ولا زلنا نتحدث عن الجثامين وإدخال المساعدات والإيواء، ولا زال شعبنا مشردا، ونحن في بداية الطريق. ما نريده الآن إسعاف شعبنا وإيواءه، واستمرار وقف إطلاق النار وعدم العودة إليه، وبدء الإعمار، وستكون هذه الأمور مشجعة ومثبتة لشعبنا.

 

قضية الأسرى قضية وطنية بامتياز، وكنا نسعى ونأمل أن تنتهي معاناة الأسرى جميعا وأن يخرجوا في هذه الصفقة، لكن الظروف حالت دون ذلك، لكن قضية الأسرى وتحريرهم ستبقى على طاولة بحث القيادات الفلسطينية.

الاحتلال الإسرائيلي وضع فيتو على قائمة كبيرة من قامات الحركة الأسيرة منهم الأخ مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعباس السيد، وحسن سلامة وغيرهم من أبطال ورموز الحركة الأسيرة.

التزام الاحتلال بالاتفاق يلزمه أن يدخل كل شيء إلى قطاع غزة، وحسب الاتفاق يجب أن يدخل يوميا ما لا يقل عن 600 شاحنة وفق اتفاق يناير، وغزة تحتاج إلى 6000 يوميا وليس 600.

نطالب إخواننا الوسطاء أن يفتحوا المجال لدخول كل شيء لقطاع غزة دون قيود، والاحتلال اليوم يتذرع بالجثامين لإعاقة المساعدات وإعادة فتح المعبر، وكل ذلك مخالف للاتفاق.

السابع من أكتوبر كان نتيجة طبيعية لكل سلوك الاحتلال الجاثم على أرضنا من 77 سنة، ويمتنع عن إعطائنا أبسط حقوقنا المشروعة، والاحتلال الذي يقول لا يوجد شعبنا الفلسطيني، ويهوّد القدس ويضع القرابين، ويضع قانونا لتقسيم المسجد الأقصى، وقتل غزة 19 عاما تحت الحصار، والاحتلال الذي كان يعد لاستهداف أمني يطال كل قيادات الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.

طوفان الأقصى رغم ما قدمه شعبنا من شهداء وجرحى وأسرى وتهديم البيوت والممتلكات، لكنه نقل القضية الفلسطينية إلى طور جديد، وكشف زيف الكيان الصهيوني الذي جمّل نفسه عبر عشرات السنين، بأنه كيان إجرامي نازي صهيوني قاتل لا يؤمن بحقوق البشر.

هناك ثورة معرفية ووجدانية في العالم ضد الكيان الصهيوني، وهذا كان يحتاج إلى جهد كبير، لكن الطوفان حققه، ولا نريد التوقف هنا، بل نريد أن يحاكم على جرائمه، وأن يستعجل العالم بإقامة الدولة الفلسطينية، وعودة اللاجئين، حينها سيدرك العالم ويدرك الفلسطيني أن الضحايا والأحزان لم تذهب سدى، بل كان لها أثر.

الضفة الغربية تحت سطوة الاستيطان والضم والقضم، وشعبنا يدفع أثمانا كبيرة، فما هو السبيل في مواجهة الاحتلال إلا أن تقاومه.

لا نريد لشعبنا أن يستمر في هذه المعاناة، بل نريد له أن يستقر ويأمن، وأن يكون في دولة نأمن بها جميعا، والشعوب وهي تطالب بحقها لا يوقف زحفها شيء رغم الآلام، ونحن في غزة والضفة وكمقاومة قد قدمنا أعز ما نملك من أبنائنا وقادتنا.