|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/10/المنار-نعيم-قاسم-_2025_10_27_00_28_16.mp4[/video-mp4]
|
قال سماحة الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، خلال مقابلة خاصة :
حزب الله يمثل مشروعا استراتيجيا يرتكز على رؤية واضحة في معالجة قضايا المواطنين، والتفاعل مع التحديات التي تواجههم، سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، تربوية أو متصلة بالعدوان واغتصاب الأرض. وشدد على أن الحزب يتخذ مواقف واضحة في مواجهة أي تحدٍ يمس الحقوق والقضايا الأساسية.
المقاومة بالنسبة لحزب الله ليست مجرد خيار عسكري أو مكسب تكتيكي مؤقت يمكن التخلي عنه، بل هي منهج حياة متكامل لا ينفصل عن جوهر الحركة، نحن لا نتعب، ومسيرة الحزب قوية وصلبة، ولا يمكن أن نذهب إلى الاستسلام لمجرد الشعور بالإرهاق، بل نستمر في الدفاع والصمود.
جميع أبناء حزب الله يحملون روح الاستشهاد، من المقاتلين على الخطوط الأمامية وصولاً إلى العائلات التي قدمت الكثير من التضحيات، صفة الاستشهادي تخص كل فرد من أفراد الحزب، وهي تعني اقتحام الصعاب وتقديم كل غالٍ من أجل تحقيق الهدف مهما كان الطريق صعباً.
مطمئن في قيادة حزب الله ويتخذ القرارات ضمن إطار مؤسساتي جامع، حيث يتشارك القيادة مع الشورى والمجاهدين والشعب، لست وحيداً، فالحزب يضم شبكة قيادية جماعية متكاملة على كافة المستويات، وهذا سر صلابته ونجاحه.
ارفض مغادرة لبنان أو الذهاب إلى إيران خلال الحرب الأخيرة، لأسباب أخلاقية وميدانية، إذ اعتبر أن قيادة المعركة تفرض عليه البقاء بين رفاقه في الميدان، وأن القيادة لا تستقيم إلا عندما يكون القائد حاضراً في ساحة المواجهة، جنباً إلى جنب مع المجاهدين والأهالي.
إدارة معركة “أولي البأس” جرت بقيادة جماعية تضم الأمين العام، وقيادات الحزب، ومجلس الشورى، وبمتابعة حثيثة من المجاهدين والمجاهدات وجميع العاملين في الميدان، ولفت إلى أن السيد علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية في إيران، قدم مختلف أشكال الدعم للمقاومة، وتابع تفاصيل المعركة وحاجاتها، دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر في قيادة الحرب نفسها، موضحاً أن القرار والعمل كانا لبنانيين بالكامل.
الروايات التي تتحدث عن قيادة خارجية إيرانية للمعركة غير صحيحة، كل الانجازات التي تحققت في “أولي البأس” كانت ثمرة العمل الجماعي لحزب الله ونتاج التواصل المستمر بين القيادة السياسية والعسكرية للحزب.
عملية استهداف منزل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذلك تم بناءً على عمل استخباري دقيق وقرار سياسي واضح، تماماً مثل استهداف تل أبيب بصواريخ المقاومة، الانضباط العالي الذي أبدته القيادة العسكرية للمقاومة خلال إدارة العمليات، وإلى أن استمرار العمليات كان ممكنا لو استمرت المواجهة.
الرد على اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، المقاومة قامت بما أمكن وما يقتضيه الواجب في ذلك الوقت، ضمن ما تملكه من قدرات وإمكانات.
معركة “أولي البأس” تمثل انتقالاً نوعياً إلى مرحلة جديدة في أساليب العمل والمستوى القيادي وتفاعل الجمهور، ونؤكد أن فائض القوة الذي راكمته المقاومة منذ عام 2006 وحتى 2023 كان الركيزة الأساسية في تحقيق الردع أمام الاحتلال الإسرائيلي.
التكتيك اليوم اختلف، وأن أدوات الصراع وأساليب العرض تطورت، مع حفاظ المقاومة على فائض القوة القادر على مواجهة التحديات، قرار الإسناد خلال المعركة كان موفقاً، ولو أعيدت الظروف لاتُّخذ نفس القرار مجدداً.
المجاهدين الذين تصدوا للعدوان وكانوا على الخطوط الأمامية هم أكثر من استشهاديين، فقد قاتلوا حتى آخر رمق وقدّموا مثالاً غير مسبوق في التضحية والثبات، مئات المقاومين الأسطوريين تمكنوا من إيقاف تقدم أكثر من 75 ألف جندي إسرائيلي، شهادة السيد حسن نصر الله منحت المجاهدين زخماً إضافياً عزز من صمودهم الأسطوري ورسّخ روح الفداء والإقدام في صفوفهم.
المجاهدين رسموا معركة “أولي البأس” التي ستظل نموذجاً متجدداً إلى يوم القيامة، حيث كان لوجودهم وصمودهم الدور الحاسم في منع الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى نهر الليطاني أو التوغل نحو بيروت وتحقيق أهدافه العسكرية في لبنان.
قوة الرضوان تشكل جزءاً لا يتجزأ من قوة المقاومة وقد واجهت ذات الخسائر والتضحيات، لكنها تواصل أداء دورها الحيوي ضمن منظومة الصمود والمقاومة الشاملة.
الحشود المليونية التي ظهرت في تشييع القادة الشهداء والكشافة التي تربي الأجيال الجديدة هي صورة حية لإرادة الجمهور وصناعة مستقبل المقاومة في لبنان، حضور المقاومة مستمر ومتكامل، والأساس في بقائها هو الإيمان والإرادة، أما باقي العناصر التنظيمية فهي مكملات تعزز هذا الطريق.
رسالتي للمجاهدين، أنتم الذين أعطيتمونا الزخم والدفع للأمام، وأنا جزء منكم وأتمنى أن أكون بينكم جنديا على خط المواجهة وفي قلب الميدان.
الشعب هو الرقم واحد في معركة المقاومة، وقيمته تفوق قيمة القادة والمقاومين أنفسهم، أبناء المجتمع المقاوم لا يُقدّرون بثمن، فهم من يجعلون المسيرة أكثر قوة وصلابة، اقول للشعب بكم تصبح المسيرة أقوى، وأنتم جزء لا يتجزأ من المقاومة ومن انتصاراتها.
حزب الله لا يبادر إلى الحرب، بل يتخذ موقف الدفاع المشروع في مواجهة عدو يسعى إلى إبادة الشعب واحتلال الأرض، إذا لم يتم التصدي للكيان الإسرائيلي، فإنه سيواصل التوسع والسيطرة وقد يقضي على مستقبل الأجيال القادمة، لسنا من يقود شعبنا نحو خيارات سيئة، بل نحو خيارات عظيمة تحفظ الكرامة وتؤسس لمستقبل أفضل.
لا عزة في المنطقة إلا بالمقاومة، وأن خلل ميزان القوى الحالي هو مرحلة لا يمكن فصلها عن مراحل المواجهة والصمود السابقة، مشدداً على أن خيار المقاومة هو الخيار الحتمي للدفاع عن الأرض والإنسان وضمان الكرامة الوطنية للأجيال القادمة.
العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تتميز بمتانة استثنائية، التنسيق بين الطرفين كان دائماً في أعلى درجاته، خاصة خلال فترة العدوان، حيث جرى التشاور المستمر حول تطورات الميدان والمواقف المقاومة.
الحزب يضع الرئيس بري بشكل دائم في صورة التطورات كافة المرتبطة بالعمل المقاوم، فيما يقوم الرئيس بري بمتابعة القضايا والتنسيق من جانبه بلا انقطاع، ما عزز التكامل والتفاهم في أصعب الظروف.
بعد مرور سنة على الاتفاق الأخير، لا يزال التنسيق بين الحزب والرئيس بري في أوج قوته، الأمر الذي وصفه بأنه “محل حسد من الآخرين، على توافق وجهات النظر، والتقاطعات في الحرص على الطائفة والوطن والمقاومة، قواعدنا واحدة ونحن نحمل نفس المبادئ العامة، وهذا يفرض علينا مواصلة العمل المشترك بروح واحدة من أجل حماية لبنان ومصالحه الوطنية.
المقاومة خيار لا يمكن التخلي عنه في مواجهة العدوان، مهما بلغ مستوى التعافي أو قوة الإمكانات، نحن نقول أمام العالم كله إننا سنبقى مقاومة حتى لو لم يتبق لنا سوى الأظافر أو عصا، ولن نتوقف، وأكد أن حزب الله جاهز للدفاع، لا للمبادرة بمعركة أو شنّ هجوم، لا قرار لدينا ببدء قتال، ولكن إذا فرضت علينا معركة فلن ندع الكيان الإسرائيلي يمر وسنقاتله حتى الرمق الأخير، وهذا قرار راسخ مهما كانت الظروف.
الحزب في موقع الدفاع ولن يتخلى عن هذا الدور، وسيستمر في المقاومة مهما كان مستوى القدرات المتاحة، من يمتلك الإرادة ويتوكل على الله لا تنقطع به السبل وسيجد دائماً طريق الاستمرارية.
من يعتدي ويقود لبنان للخيارات الصعبة هم إسرائيل وأمريكا، لسنا من افتعل الأزمة أو دفع نحو الخيارات الخطيرة، بل هم من يعتدون ويحرضون، وقد ارتضينا في حزب الله أن نلتزم بما هو أنبل وأشرف موقف حين وافقنا على الاتفاق مع الدولة اللبنانية والتزمنا به عشرة أشهر دون أي ضربة، رغبة في إراحة البلد ومنع الذرائع، لكن العدو بقي بدون أن يتوقف.
المقاومة في لبنان هي مقاومة وطنية لجميع اللبنانيين، داعين الجميع للخروج من منطق التقسيم، ونؤكد على استمرار التحقيقات في القضايا المختلفة، وأن الحزب سيعلن تفاصيلها أمام الناس حين تنتهي، العمل سيستمر بغضّ النظر عن التحديات، متمنياً أن تتوسع الإمكانات وتنفتح السبل أمام المقاومة الوطنية.
استمرار الأميركي والإسرائيلي في التصعيد، يهدف إلى الضغط السياسي لأخذ مكاسب لم تتحقق بالحرب. وأوضح أن القدرات الردعية المتوفرة اليوم قد لا تمنع اندلاع الحرب، لكنها تحول دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المرجوة مهما بلغ حجم المواجهة، إذا فكرت إسرائيل بشن حرب كبيرة أو ضخمة فلن تحقق شيئًا، وليعلموا ذلك مسبقا.
احتمال اندلاع الحرب موجود ولكنه غير مؤكد، ويتوقف على حسابات وموازين القوى في الميدان، ناصحًا قادة الاحتلال بضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، مؤكداً أن تطبيق الاتفاق يصب في صالح جميع الأطراف. وقال: “إن لم تطبقوا الاتفاق فلن تحصلوا على نتيجة، ونحن سنبقى على جهوزية لمقاومة أي عدوان محتمل”.
البيئة الشعبية المقاومة تدرك أن الثبات والصمود هو السبيل نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستشهداً بمعركة “أولي البأس” التي فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه خلالها، مؤكداً أن أي إنجاز جديد له مستحيل بعد هذا الاتفاق.
وفي سياق حديثه عن غزة، إسرائيل لم تحقق أهدافها واضطرت بعد عامين إلى التراجع، ونجدد التأكيد أن الكيان الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أهدافه في لبنان، عليها أن تكتفي بما حصل وإلا فنحن جاهزون للدفاع.
حزب الله سلّم الأمانة للدولة اللبنانية بعد الاتفاق، وأصبحت الدولة اليوم مسؤولة عن الدفاع وبسط السيادة الوطنية ومنع العدوان، وأكد التزام الحزب بتطبيق الاتفاق، لو قمنا بالردّ الآن سيصور الأمر كخرق للاتفاق وسنعطي إسرائيل ذريعة.
ندعو الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها الوطنية، مر عشرة أشهر من الاتفاق ولم تتحرك الدولة، يجب أن تضغط وتصرخ وتتحمل مسؤوليتها، فهذه تجربة علنية أمام الجميع، والتزام الحزب باتفاقاته يعكس جدوى الاتفاقية، وعلى الجميع استخلاص الدروس من هذا النموذج من الالتزام، ولم يستبعد الشيخ قاسم تغير الظروف وأن تبحث الدولة اللبنانية يوماً ما في صيغة تفاهم جديدة مع المقاومة حول آليات الرد على الكيان الإسرائيلي.