بشارة بحبح – خطة ترامب خاضعة للتغيير والنقاش

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/10/videoplayback-1.mp4[/video-mp4]

قال بشارة بحبح، رئيس لجنة العرب الأمريكيين، للتعليق على المحطات مهمة من اتصالاته مع قيادة حركة حماس ودوره كوسيط غير رسمي بين الحركة والإدارة الأمريكية، ورسم صورة مفادها أن الطريق لا يزال أمام تفاوض طويل، وأن بعض بنود الخطة عرضة للتعديل سواء من الجانب الإسرائيلي أو من خلال ضغوط أمريكية ودولية :

خطة الرئيس ترامب التي أعلنها الأسبوع الماضي خاضعة للتغيير والنقاش وليست نهائية، ، وأن العناصر الرئيسية الواردة فيها لم تعد نهائية ولا مطبقة تلقائيا دون توضيحات وضمانات وجداول زمنية، والقضايا الجوهرية على الطاولة هي إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، لكن هناك توضيحات مهمة بشأن آليات التنفيذ، وعلى رأسها آلية الانسحاب الإسرائيلية وتوقيته.

يوجد مسودات تضمنت جدول انسحاب يمتد إلى 24 شهرا، إسرائيل حذفت هذا البند أو عدلت فيه، وأن غياب تاريخ واضح للانسحاب الكامل يجعل الالتزام الإسرائيلـي ضعيفا ما لم تحدد جداول زمنية ملزمة.

هناك صعوبة الإنهاء السريع لقضية الأسرى والجثامين، بينما قد يكون إطلاق سراح الأحياء ممكنا لأن كل واحد معروف مكانه، فإن استرجاع الجثامين يمثل مسألة أعقد لأنها مرتبطة بعمليات ميدانية وتوثيق لذلك قد تمتد عملية الإفراج إلى أسابيع أو أشهر.

الشرط الأول لنجاح أي اتفاق هو وقف القصف وقتل المدنيين، وأن استمرار العمليات الإسرائيلية يجعل بدء عملية صفقة حقيقية أمرا مستحيلا.

قيادة حماس جادة في الرغبة بإنهاء الحرب، لكن صنع القرار داخل الحركة معقد ويمر عبر هياكل متعددة تضم عشرات الأشخاص، بينها عناصر داخلية وخارجية، ما يطيل أمد اتخاذ القرار، حماس لا تتخذ قرارها إلا بعد استنفاد بدائلها، وأنها تحرص على أن يكون قرارها الأفضل بالنسبة لشعبها.

قبول حماس بخطة ترامب دبلوماسية وذكية، إطلاق سراح عدد من الأسرى كخطوة أولى، مع إبقاء مطالبها الأساسية ـ انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع، عدم تهجير السكان، وإدارة فلسطينية لقطاع غزة عبر لجان تكنوقراطية فلسطينية ــكقواعد لا يمكن التنازل عنها.

الرئيس ترامب بلغ قناعة بضرورة إنهاء حرب غزة وأن هدفه أن يعتبر صانع سلام في الشرق الأوسط، لاسيما وأن إنهاء الحرب قد يمنحه مكافآت دولية، كما ألمح إلى أن ترامب يعلم جيدا أن إنهاء حرب غزة هو ما سيمنحه جائزة نوبل للسلام.

ترامب أصبح الضامن الوحيد القادر على إجبار إسرائيل على قبول تنازلات، لأن إسرائيل لن تلتزم بمعظم بنود الخطة دون ضغط رئاسي مباشر.

يوجد فدا أمريكيا مخولا للتكلم باسم الرئيس يشارك في المفاوضات، وأن “جاريد كوشنر” عاد إلى الواجهة لخبرته في الملف ولفهمه لطبيعة تفكير ترامب ودوره المهم في العملية.

يوجد توتر شديد بين ترامب ونتنياهو، وأن ترامب قال لنتنياهو كلمات قاسية خلال زيارته إلى واشنطن، ترامب بدأ يدرك أن نتنياهو يتلاعب به ما خفض من قدرة إسرائيل على إفشال المفاوضات، ترامب أجبر نتنياهو على الاعتذار لدولة قطر، هذا التوتر كان له أثر في دفع واشنطن لتشديد الضغط.

نشدد على أهمية دور الوسطاء، القطريين والمصريين يعملون من أجل المحافظة على الحقوق الفلسطينية، وأن دورهم يكمل ما تفعله الوساطة الأمريكية، الهجوم على قطر كان خطأ استراتيجيا ومجنونا ويضر بدورها كدولة وسيطة فاعلة.

نقاط حساسة وردت في النقاشات:

اولا- سلاح المقاومة، نزع السلاح مطروح للنقاش، وأن التوافق المرجو قد يقتصر على الأسلحة الثقيلة، بحيث تسلم هذه الأنواع إلى جهة عربية بشراكة فلسطينية (مثلا مصر بشراكة السلطة)، مع الحفاظ على نوع من القدرة الدفاعية غير المعروفة بسلاح ثقيل.

ثانيا، إعفاء القادة، عرضت واشنطن احتمال إعفاء قادة حماس وعدم ملاحقتهم كشرط لإنهاء الحرب، نصحت حماس بقبول بند عدم ملاحقة قادتها مقابل وقف القتل وإنهاء الحرب، هذا قد يمنح فرصة لإنهاء المعاناة رغم مخاطر مستقبلية تحتاج ضمانات.

ثالثا، إدارة غزة، حق إدارة غزة يجب أن يكون بيد الفلسطينيين أنفسهم، وأن للسلطة الفلسطينية دورا أساسيا في إدارة القطاع، مع وصاية دولية أو إشراف في مناح متعلقة بالأموال وإعادة الإعمار لا أن تكون وصاية سياسية شاملة.

يوجد قيادات إسرائيلية من الصف المتطرف، بن غفير وسموترتش مجنونان وأن تهديداتهما بإسقاط الحكومة إن طبقت الخطة لا تهدف إلا للمزايدة السياسية، وأن وجودهما داخل الحكومة أفضل لهما من إسقاطها لأنهما يستمدان نفوذهما من البقاء في الجهاز السياسي.

أكثر من مرة أن نجاح الخطة يعتمد على وجود إيضاحات وتعديلات وضمانات وجداول زمنية، وأن انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع يجب أن يكون مجدولا بوضوح وإلا لن تنضبط إسرائيل.

بعض التعديلات ربما تتعلق بخارطة الانسحاب ومراحل تنفيذه، وقد تتضمن مناقشات حول استمرار إسرائيل في السيطرة على بعض المحاور الحدودية إذا لم يتم الاتفاق مع مصر، ما سيعقد إبرام الصفقة.

حقيقة هناك تفاؤل أكبر من أي وقت سابق بسبب إصرار ترامب على إنهاء الحرب ورغبته في الظهور كصانع سلام، مع تحفظه على نقاط التنفيذ العملي، خاصة ما يتعلق بجدول الانسحاب وضمانات عدم التهجير.

حماس مستعدة للقتال حتى آخر مقاتل لديها لكنها في الوقت ذاته مستعدة للدخول في تفاهمات تحفظ حق الشعب الفلسطيني وتمنع تهجيره.