|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/09/videoplayback-7.mp4[/video-mp4]
|
قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خلال برنامج “المسائية” :
قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خلال برنامج “المسائية” :
لم يصلنا في قيادة حركة حماس أي مقترح بشكل رسمي عبر الوسطاء، الذين من المعتاد أن تأتي مثل هذه الأفكار والمقترحات عبرهم.
كل ما يقال حتى الآن نسمعه في وسائل الإعلام، لكن رسميا لم يصل الحركة أي مقترح فيما يتعلق بكل الحديث الذي يدور الآن على لسان ترامب أو غيره.
هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الجانب الأمريكي بالتنسيق مع الاحتلال حول مبادرات وأفكار كثيرة، وتأخذ وقتا حتى يتم بلورتها بشكل نهائي، ثم تقدم إلى حركة حماس عبر الإخوة الوسطاء.
لا نستطيع أن نعطي أجوبة متكاملة ورسمية حول ما ينشر في وسائل الإعلام، لكن لدينا محددات وثوابت واضحة في موضوع التفاوض.
لا توجد مطالب خاصة لحركة حماس، لا بقيادتها ولا بأي أمر يخصها. نحن نفاوض من أجل مصلحة شعبنا الفلسطيني، وبالذات أهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون إلى إبادة يومية أمام وسائل الإعلام.
مطالبنا مطالب وطنية فلسطينية وتتم دوما بالتنسيق والتشاور التام مع مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية.
نحن أحرص الناس على وقف هذه الحرب منذ أيامها الأولى، وسيبقى هذا الهدف الأساسي لنا.
انسحاب الاحتلال من قطاع غزة أمر متفقٌ عليه وطنياً ومحل إجماع فصائلي وشعبي.
حق الشعب الفلسطيني والطبيعي والذي تكفله كل القوانين والأنظمة الدولية في تقرير مصيره، هو مطلب فلسطيني منذ أن كانت القضية الفلسطينية، ومنذ أن كان هذا الاحتلال، ومنذ أن كانت الثورة الفلسطينية عبر عقود طويلة، هذا مطلب يتلاءم مع القوانين الدولية.
نحن من أكثر الشعوب حضارة وخبرة ووعيا سياسيا، ولا يقبل من أحد أن يعاملنا كأننا شعب قاصر يحتاج إلى وصاية من أي طرف، خاصة بعد هذا الصمود الأسطوري لشعبنا، وهذا الثبات على المواقف والتمسك بالأرض.
إدارة الشأن الفلسطيني في غزة أو الضفة شأن فلسطيني داخلي، يجب أن يحوز على توافق فلسطيني داخلي، مع الترحيب بأي جهود تدعم بهذا الاتجاه، وليس من حق أي طرف لا إقليمي ولا دولي أن يملي على الشعب الفلسطيني كيف يدير شؤونه، وكيف يختار قيادته، وكيف يقود هذه المرحلة الحساسة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
توني بلير شخصية غير مرحب بها في الحالة الفلسطينية، وارتباط أي خطة بهذا الشخص بمثابة نذير شؤم للشعب الفلسطيني. ويجب أن يعي العالم وكل من يريد أن يصل إلى حل فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، أن وجود مثل هذه الشخصيات السلبية، التي ربما تستحق أن تكون أمام المحاكم الدولية للجرائم التي ارتكبتها في سنوات سابقة، ليس مدخلاً حقيقياً أو إيجابياً أو مقبولاً للحديث عن أي ترتيبات متعلقة بالقضية الفلسطينية.
أعتقد أن توني بلير معروف للعالم، ويمكن تسميته بـ “شقيق الشيطان”، وهو لم يأتِ بأي خير لا للقضية الفلسطينية ولا للعرب ولا للمسلمين، ودوره الإجرامي والتخريبي منذ الحرب على العراق، الذي كان له دور أساسي فيها، سواء بالتنظير لها أو بالمشاركة العملية.
شعبنا قادر على أن يحكم نفسه بنفسه، ولدينا من الإمكانيات والقدرات والخبرات والكفاءات الفلسطينية التي يعرفها كل العالم، موجودة داخل فلسطين وخارج فلسطين، ما يمكننا من إدارة شؤون أنفسنا، والتعامل مع مختلف القضايا الداخلية، وإدارة علاقاتنا الفلسطينية مع الإقليم ومع العالم.
التفاوض كما هو معلوم مضى عليه شهور طويلة، وهناك محددات فلسطينية تتمثل في ضرورة وقف الحرب بشكل واضح وتام لا يقبل التأويل، وضرورة انسحاب الاحتلال من قطاع غزة؛ وهذه مسألة ليست محل للنقاش، وربما التفاصيل يتم الحديث فيها، لكن المبدأ لا يمكن التنازل عنه، وحق شعبنا في إدارة شؤونه الداخلية، والإغاثة العاجلة، وحقه في إعادة الإعمار.
نحن منفتحون على كل المقترحات وكل الأفكار التي يمكن أن تأتي من أي طرف؛ لكن دون التنازل عن الثوابت الوطنية التي تحظى بإجماع لدى القوى والفصائل ولدى الرأي العام الفلسطيني.
ما يقال حول الموضوع المتعلق بالمقاومة والسلاح، إن حقنا كفلسطينيين في مقاومة الاحتلال حق مشروع يتلاءم تماما مع القوانين والشرائع الدولية والقانون الدولي، ومن حقنا أن نمارس المقاومة بكل أشكالها في الدفاع عن أنفسنا.
هذه المقاومة في حالة دفاع عن النفس وعن الشعب الفلسطيني، وموضوع السلاح ليس موضوعا خاصا بحركة حماس، وعندما يتحدث الاحتلال ومؤيدوه عن موضوع السلاح في قطاع غزة، قد يظن البعض أننا نتحدث عن أسلحة ثقيلة وأسلحة نوعية، نحن نتحدث عن أسلحة فردية يملكها مقاومون في الميدان يواجهوا بها هذا الاحتلال بترسانته العسكرية الهائلة والإجرامية التي يمتلكها.
سلاح المقاومة الفلسطينية هو ملك للشعب الفلسطيني، وأي حديث في هذا الموضوع، فكأنه مطالبة للشعب الفلسطيني بالاستسلام أمام هذا الاحتلال ليقوم بمزيد من المجازر، هناك محاولة للتضليل والإيحاء بأن وجود السلاح في قطاع غزة هو أحد أسباب استمرار حرب الإبادة التي يشنها نتنياهو على قطاع غزة، في حين أن ما يمارس في الضفة الغربية التي لا تملك أسلحة مثل الموجودة في قطاع غزة، مخاطر حقيقية واستراتيجية على المشروع الفلسطيني، وهناك قتل يومي، واعتقالات، وهدم بيوت، وتدمير بنى تحتية، ومصادرة للأراضي، واعتداء على المسجد الأقصى والأسرى.
إذا أراد الناس الحديث عن موضوع السلاح على أنه السبب في الحرب على قطاع غزة، فهذا ينافي الوقائع وينافي ما يجري خاصة في الضفة الغربية المحتلة.
خطابا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأمم المتحدة هذا الشهر كانا مخيبين للآمال، غالبية الأصوات في الشعب الفلسطيني لا تقبل هذا المنحى في الحديث، والغالبية العظمى من الفصائل الفلسطينية لا توافق على هذا الخطاب.
نريد أن تكون هناك وحدة وطنية فلسطينية، ومن ضمن تواصلنا مع حركة فتح، وجهنا لهم دعوة رسمية للحوار الثنائي بطلب رسمي في بداية هذا الشهر، وجاء تقديم هذا الطلب بعد أن منعت الولايات المتحدة الوفد الفلسطيني من الذهاب إلى نيويورك وحرمته من التأشيرات.
طالبنا بلقاء رسمي ثنائي، على طريق الحوار الوطني الشامل، للاتفاق على كل القضايا الوطنية الحساسية. نحن في مرحلة غير مقبول من أي طرف فيها أن يحاول فرض وجهة نظره الخاصة أو التي يتبناها مهما كانت الأسباب. القضية المستهدفة اليوم هي القضية الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني، ومستهدف التاريخ والواقع والمستقبل.
الضفة الغربية ليست أحسن حالا من قطاع غزة، رغم الدمار الهائل في القطاع الذي لا يقارن بأي مكان آخر، لكن المخاطر على كل الحالة الفلسطينية، ما يستلزم حوارا وطنيا فلسطينيا جادا لكل المكونات الفلسطينية، وما يتم التوافق عليه فلسطينيا، نحن في حماس ملتزمون به، وهذه قناعتنا طيلة الفترة الماضية، وما زلنا متمسكين بهذا النهج.
حتى الآن لم يأتنا رد من الإخوة في قيادة فتح حول هذه الدعوة من حركة حماس، كنا دوما حريصين على الاتصالات واللقاءات، ولم نترك فرصة إلا بحثنا عن الحل الوطني، أو الحد الأدنى من التوافق الوطني، وكانت هذه الدعوة من آخر الخطوات من حركة حماس.
حركة حماس مكون أساسي في الحالة الفلسطينية، ونحن كنا وسنبقى موجودين في الميدان، انطلقنا من بين أبناء شعبنا، ومن بين أزقة القرى والمدن، ونحن حين ندعو للحوار الوطني الفلسطيني ننطلق من باب الحرص على شعبنا الفلسطيني وعلى المصلحة الوطنية الفلسطينية، في ظل هذه المرحلة الحساسة والخطرة.
إذا تحقق الحد الأدنى من التوافق الفلسطيني، سنكون أمام فرصة لتحقيق مكاسب على المستوى الفلسطيني، خاصة مع الموقف الشعبي والدولي الذي بدأ يتغير تجاه الاحتلال.
الاحتلال بالفعل رغم ما يملكه من قوة ومعه الولايات المتحدة، بدأ يوما بعد يوم يعيش في عزلة حقيقية ويشعر بأثرها، ليس فقط الحكومة المتطرفة، وإنما حتى الناس في داخل الكيان، ونستحضر هنا قول القائد يحيى السنوار حين قال: إن لم تعطونا حقوقنا كفلسطينيين وحقنا في تقرير المصير، وحقنا في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة في غزة والضفة والقدس، إذا لم تفعلوا ذلك فسوف نجعلكم تواجهون غضب العالم وعزلة دولية، وهذا ما يحدث يوما بعد يوم.
محاولة الإيحاء أن المشكلة في المقاومة أو في حركة حماس، هذا كذب وتضليل، فأين كان العالم الذي يطالب بوقف المقاومة ووقف الدفاع عن أنفسنا، أين كان خلال 7 أو 8 عقود مرت على الشعب الفلسطيني التي حاول خلالها بكل الوسائل ومنها الدبلوماسية والسياسية، ليقول كلمته ضد الاحتلال؟
إذا كانت هناك نوايا لدى الأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى حل واستقرار للمنطقة، يجب أن توجه كل الضغوط تجاه الاحتلال ونتنياهو على وجه الخصوص، لأنه الطرف الوحيد الذي يتسبب بعدم الاستقرار في المنطقة.
هل المشكلة فقط في قطاع غزة؟ انظروا ماذا تفعل هذه الحكومة المجرمة في الضفة الغربية وفي لبنان وسوريا وإيران واليمن، والاعتداء الأخير على الدوحة. السبب الأساسي في أزمة المنطقة هو هذه الحكومة ونتنياهو على رأسها.
حماس منذ شهر ديسمبر 2023، أخذنا قرارا داخليا في قيادة حركة حماس وعرضناه على الفصائل، وعلى العديد من الدول التي تربطنا بها علاقة جيدة ومباشرة، بأن حماس لا تريد الاستمرار في إدارة الشأن في غزة وحدها، وهذا قبل اشتداد الحرب والقتل والدمار على شعبنا الفلسطيني.
نحن من اقترحنا حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون غزة والضفة، وهذا ما تم التوافق عليه في إعلان بكين، الذي شاركت فيه كل الفصائل الفلسطينية ووقعت عليه، وما زلنا نعتبر ذلك حلا مثاليا.