غازي حمد: تجربة التعامل مع الأميركيين كوسطاء مريرة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/09/غازي-حمد_2025_09_17_20_08_44.mp4[/video-mp4]

قناة الجزيرة

قال غازي حمد القيادي في حركة حماس حول استهداف الاحتلال قادة حماس في قطر:

وفد المفاوضات كان يدرس المقترح الأميركي مع بعض مستشاريه، عندما حاولت إسرائيل اغتيالهم في العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع الماضي.

وقع الهجوم بعد أقل من ساعة من بدء الاجتماع، وعندما سمع المجتمعون صوت الصواريخ، أدركوا أنهم يتعرضون لمحاولة اغتيال.

فقد اعتاد هؤلاء القادة على أصوات عمليات القصف الإسرائيلية وهو ما جعلهم يتعاملون بسرعة مع الحدث والخروج سريعا من المكان الذي ضرب بنحو 12 صاروخا في أقل من دقيقة.

الوضع كان صعبا بسبب قوة الضربات، حيث إن القادة المستهدفين تمكنوا من الخروج من المكان بسرعة.

حماس لا تستبعد بعد هذه التطورات تواطؤ الولايات المتحدة، في تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة والقضاء على معالم الحياة في القطاع وتطهيره عرقيا، لتحقيق أهدافه الدموية التي باتت معروفة للجميع.

العواصم العربية والإسلامية أصبحت تقف في مواجهة هذا العدوان البربري الفاشي، وليست المقاومة فقط”، وإن ما جرى في الدوحة “يؤكد أن القاهرة والرياض وبغداد وعمّان ليسوا بعيدين عن هذا الانفلات الإسرائيلي الجنوني المدعوم أميركيا.

هذه الحالة “تمثل امتحانا لأمن وكرامة الأمتين العربية والإسلامية”، كما انها “تفرض على الدول اتخاذ مواقف للرد على غطرسة بنيامين نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية، الذي يتحدث علنا عن تغيير شكل الشرق الأوسط، ويقصف بيروت ودمشق، ويهدد بقصف كل عاصمة عربية علنا”.

نطالب العرب والمسلمين والمجتمع الدولي، لا الفلسطينيين فقط، بتحمل المسؤولية واتخاذ مواقف جادة لوقف هذه الغطرسة والصلف بعدما لم تعد إسرائيل تقف عند أي خطوط حمراء، وبعدما أثبتت بقصفها بالدوحة أنها لا تريد سلاما ولا تعايشا وإنا “تريد فرض السلام بالقوة والبلطجة”.

تجربة التعامل مع الأميركيين كوسطاء مريرة، حيث إن الحركة تعاطت بمرونة مع المبعوث ستيف ويتكوف، حيث أن الولايات المتحدة “لم تحترم وعودها ولا كلامها، وكانت تبدل وتغير مواقفها ومقترحاتها على مدار الساعة في تواطؤ واضح مع الاحتلال”.

الأخوة في قطر الذين يقومون بدور وساطة عظيمة ومقدرة استلم المقترح في الليل وبعد ساعات ترامب قال للإسرائيليين اذهبوا واقتلوا الوفد المفاوض، إذا لا أعلم كيف تسير الأمور، في وجود دولة حليفة وصديقة للولايات المتحدة الامريكية، لأن هذا يفقد الأمريكان مصداقيتهم وقدرتهم على أن يكونوا وسطاء.

الأميركيين لم يلعبوا دور الوسيط بجدية، واستند في ذلك إلى تملصهم المتواصل من المسؤولية وتواطؤهم مع الاحتلال في الإبادة وقتل المفاوضين وتزويدهم بالسلاح لقتل الفلسطينيين، فضلا عن حديث ترامب الدائم عن فتح أبواب الجحيم على غزة.

الولايات المتحدة أكدت عدم مصداقيتها في هذه الوساطة ولم تترك للعرب أي مجال للتعامل معهم كوسيط نزيه، وحكمت على نفسها بأنها “متواطئة مع إسرائيل في إبادة الفلسطينيين”.

حول تهديدات ترامب من مغبة المساس بالأسرى الإسرائيليين، فإن الحركة “لا تأخذ تعليمات من ترامب ولا تهتم لتهديداته، وإنما تتعامل بمنطق شرعي وديني”، وأن من يقصف غزة بوحشية هو من يهدد حياة الأسرى.

ترامب كان دائما في الجانب الخطأ لأنه لم يدفع إسرائيل لاستعادة أسراها بالطريق الصحيح وإنما دفعها لمواصلة الحرب، وهذا يؤكد تواطؤ الجانب الأميركي في هذه الحرب وعدم جديته في محاولات وقفها.