|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/09/videoplayback-2-1.mp4[/video-mp4]
|
قال السفير حسام زكي، أمين عام مساعد الجامعة العربية، خلال برنامج “المسائية” :
الهدف الرئيسي من القمة العربية والإسلامية الطارئة التي تعقد في الدوحة حاليا، يكمن في إرسال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والجهات التي قامت بالاعتداء ومن يؤيدها، مفادها أن هناك تأييدا واسعا لدولة قطر في مواجهة العدوان الأخير، وأن هذا العدوان لم يكن له أي مبرر منطقي.
استخدام الأمين العام للجامعة العربية لمصطلح “الحماقة” يعكس أن من الخطأ تصور أن مثل هذا الاعتداء سيوقف قطر عن أداء دورها الإقليمي، أو يردعها عن المشاركة في الوساطة، خاصة في محادثات وقف إطلاق النار التي تتم بالتنسيق مع مصر والوسطاء الأمريكيين.
القمة الحالية لا تختلف من حيث المضمون عن قمة سابقة، لكنها تركز هذه المرة على موقف سياسي مهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وليس على اتخاذ إجراءات عملية مباشرة.
لا أعتقد أننا بصدد إجراءات عملية بقدر الحاجة إلى اتخاذ موقف سياسي جامع في مواجهة العدوان الإسرائيلي، أو بعبارة أخرى، الهدف هذه المرة ليس الإجراءات العملية بقدر ما هو بلورة موقف سياسي واضح.
مخرجات القمة ستعكس التوافق بين الدول المشاركة، حتى وإن لم ترق إلى مستوى طموحات الشارع العربي، مشيرا إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بمناقشة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وأن أي حوار حول هذه الاتفاقية لم يتم طرحه رسميا داخل الاجتماعات، وإنما تدور هذه الأفكار في الأروقة الإعلامية فقط.
تفعيل الاتفاقيات الدفاعية المشتركة يتطلب تعريفا واضحا للعدو المشترك، سواء بالمفاهيم السياسية أو العسكرية، وهذا لم يتحقق بعد.
وحول الانتقادات المتعلقة بضرورة اتخاذ خطوات عملية أكثر، الموقف العربي والإسلامي، بالرغم من قسوته اتجاه إسرائيل، يسعى إلى التوافق بين الدول على موقف سياسي موحد، وهو هدف في حد ذاته.
التوجه العام للقمة كان الحفاظ على التوافق بين الدول المشاركة، والحفاظ على وحدة الموقف السياسي بين الدول العربية والإسلامية المختلفة، مع التركيز على دعم قطر وإدانة العدوان الإسرائيلي عليها، وضرورة وقف الحرب في غزة باعتبارها أصل المشكلة.
هناك بعض الاتجاهات الشعبوية التي وصفها بأنها غير عقلانية وقد تؤدي بالأوضاع إلى منزلقات خطيرة، مؤكدا أن القمة لم تتطرق إلى فرض إجراءات عملية أو تصعيد مباشر، بل إلى بلورة موقف سياسي جماعي يرسخ التضامن مع قطر، ويؤكد الدعم العربي الكامل لحقوق الفلسطينيين ووقف الحرب في غزة، مع التأكيد على عدم السماح باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية أو تكرار الاعتداء على الدوحة.
التوافق بين الدول العربية والإسلامية هدف في حد ذاته، وأن القمة تهدف إلى بلورة موقف سياسي واضح يرسخ التضامن والدعم، دون الخروج عن هذا الإطار السياسي.
الدول المشاركة في القمة، بما فيها الدول العربية الـ22 والدول الإسلامية غير العربية، مثل تركيا وإندونيسيا وإيران ودول أخرى إفريقية وآسيوية، أظهرت إرادة جماعية للوقوف عند هذا الحد، وعدم تصعيد الموقف إلى خطوات عملية قد تؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.
البيان الختامي للقمة سيركز على دعم جهود قطر ومصر في الوساطة، وإدانة العدوان الإسرائيلي على قطر، والوقوف عند موقف سياسي جامع يدين الاعتداءات على غزة، ويؤكد على التضامن العربي والإسلامي في هذه المرحلة الحرجة، مع مراعاة الحاجة إلى عقلانية الموقف وعدم الانزلاق وراء خطاب شعبوي قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
الاجتماعات الرسمية داخل الجامعة العربية تتميز بأجواء محددة، حيث يفضل غالبا الحفاظ على التوافق بين الدول المشاركة وعدم الخروج بخلافات أو مواقف متناقضة.
فكرة التوافق مهمة للدول سواء كانت مضيفة أو مشاركة، أي خروج عن هذه التوافقات قد يؤدي إلى فقدان بعض الدول أو حدوث انقسامات، وأن التوافق يعد مكسبا سياسيا لصالح الموقف العربي.
الهدف من هذه الديناميكيات هو ضمان أن تكون المواقف جماعية ومتفق عليها، بما يعكس مصالح الدول العربية ويعزز موقفها السياسي، حتى وإن لم يكن بالإمكان تلبية جميع تطلعات الشارع العربي أو الرأي العام.
الدول العربية تحدد مصالحها وفقا لظروفها الخاصة وارتباطاتها وأهدافها، وأن هذه الأطر توضع بحيث يكون بالإمكان الاتفاق على موقف سياسي مشترك يمكن اعتماده من الجميع.
وفيما يتعلق بالانتقادات الإسرائيلية حول بعض الدول المشاركة في القمة، وزير الخارجية الإسرائيلي هاجم بعض الحضور في الدوحة، وأن شن انتقادات مشابهة يحدث دائما من إسرائيل، لكنها معتادة ولا تغير من الديناميكيات القائمة في العمل العربي المشترك.
الجهود الدبلوماسية والسياسية تهدف إلى وقف آلة الحرب الإسرائيلية التي بدأت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومنع استمرار الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن المحاولات السابقة للوصول إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار تم انتهاكها من قبل إسرائيل، مما يعكس اعتماد الدولة الإسرائيلية على القوة كأسلوب حياة واستمرارها في تنفيذ عدوانها رغم كل الجهود الدبلوماسية.
وفيما يتعلق بفاعلية الجامعة العربية، السؤال عن فقدان الجامعة لقدرتها على حماية الدول والشعوب غير منصف، مشيرا إلى أن العمل مستمر عبر القنوات الرسمية مع الدول العربية والإسلامية، ومن خلال المؤسسات الدولية المختلفة، بهدف الوصول إلى حلول سياسية تحفظ الحقوق والمصالح، بعيدا عن تصعيد عسكري قد يزيد الأزمة تعقيدا.
الإجراءات السيادية للدول العربية، أي خطوات مثل قطع العلاقات الاقتصادية أو التحكم في حركة الطيران الإسرائيلي تتخذها كل دولة وفق سيادتها ومصلحتها الوطنية، مضيفا أن هذه الإجراءات تدرس بعناية لتجنب أي تأثير سلبي في العلاقات الدولية أو الإقليمية.
كل الجهود تتركز على العمل السياسي والدبلوماسي لإنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة وإيقاف التصعيد، مع الحفاظ على التوافق بين الدول العربية والإسلامية، وهو ما يمثل المعيار الأهم في عمل الجامعة العربية داخل القمة العربية والإسلامية الطارئة.