|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/08/فلسطين-بدر-عبد-العاطي-_2025_08_18_12_35_59.mp4[/video-mp4]
|
قال بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، من معبر رفح البري من الجانب المصري :
وجودنا اليوم على معبر رفح ليس مجرد موقف رمزي، بل تأكيد على أن مصر كانت وستظل سندا للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه المشروع لنيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
اننا نتواجد اليوم لنبعث برسالة تضامن صادقة لا لبس فيها للشعب الفلسطيني العظيم الصامد، الذي يعيش واحدة من أشد المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، كما أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري العظيم يؤكدون أننا معكم في معاناتكم وصمودكم، وثباتكم على أرضكم.
الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة يتعرض لقتل ودمار وتخريب وما يعيشه من مأساة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والتجويع، والتصعيد العسكري المستمر لما يقرب من عامين ووصول إلى تهديدات خطيرة باستمرار احتلال القطاع وهو انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية.
ما يتعرض له الشعب في قطاع غزة من قتل ودمار وتخريب، وما يعيشه من مأساة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار وحملة التجويع الممنهجة، والتصعيد العسكري المستمر لما يقرب من العامين، وصولا إلى تهديدات خطيرة باستمرار احتلال القطاع، وهو جرح مفتوح في ضمير الإنسانية، وانتهاك فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية لا سيما اتفاقيات جنيف الأربع التي تفرض على القوة القائمة بالاحتلال واجب حماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الانسانية لا معاقبتهم جماعيا.
لقد شاهدنا جميعا الاستهداف الممنهج من آلة الحرب الإسرائيلية للمدنيين وللبنية التحتية، بما في ذلك استهداف منتظري المساعدات، فضلا عن اتباع سياسية التجويع حتى ضد الأطفال الأبرياء ما أدى لوفاتهم بسبب سوء التغذية، ونقض الأدوية، وانتشار الأمراض والأوبة في مشاهد يندى لها الجبين، ونؤكد هنا أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ لا يتغير، ومصر ترفض رفضا قاطعا أي محاولات أو مخططات للتهجير أو المساس بالوجود الفلسطيني على أرضه سواء من خلال فرض سياسة الأرض المحروقة وخلق ظروف يستحيل معها العيش، والتوسع الاستيطانية، أو من خلال ممارسات أخرى من شأنها فرض واقع سياسي أو ديمغرافي جديد يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بما في ذلك النوايا المعلنة بالبقاء في القطاع والتصريحات الاستفزازية غير المسؤولة التي تطالب بضم الضفة الغربية أو أوهام ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، وليس ببعيد عن ذلك ما يحدث في الضفة من انتهاكات سافرة، والاستيلاء على الأراضي، والاستمرار بسياسة الاستيطان والاعتداء على المدنيين، وهذا أمر لا ينفصل عن الانتهاكات الممنهجة التي تحدث في غزة.
مصر وكما ذكر الرئيس السيسي من قبل لن تشارك على الإطلاق في أي ظلم تاريخي للشعب الفلسطيني.
مصر بقيادة الرئيس السيسي لم تتوقف منذ بداية الأزمة عن العمل على جميع المسارات الممكنة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات، فسياسيا نحن نشارك في جهود الوساطة مع قطر والولايات المتحدة، ونجري الاتصالات مع شركائنا الاقليميين والدوليين، لدفع جهود لتهدئة والعودة إلى وقف إطلاق النار، وبدء مسار سياسي جاد لإنهاء الحرب، وكما تعلمون هناك وفود فلسطينية وقطرية متواجدة على الأراضي المصرية للعمل على بذل جهود مكثفة لوضع حد لأعمال القتل والتجويع الممنهجة وحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء.
أما على الصعيد الإنساني، بتوجيهات من الرئيس السيسي وبتنسيق مع المجتمع المدني والدول والمنظمات الدولية ومن خلال وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، يتم تقديم كافة أنواع الدعم الممكنة للشعب الفلسطيني، فمصر وحدها ساهمت بنحو 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم ادخالها إلى القطاع منذ بداية الأزمة، وقد بلغ أجمالي المساعدات التي دخلت القطاع أكثر من 550 ألف طن من المساعدات فضلا عن اجراء 168 عملية اسقاط جوي للمساعدات الغذائية والطبية، واستقبال ما يزيد على 18 ألف جريح ومصاب فلسطيني ومرافقيهم في أكثر من 172 مستشفى مصريا، ومنذ 27 تموز/ يوليو الماضي وحتى 17 آب/ أغسطس الجاري، دخل إلى القطاع 1288 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم، وهذا الرقم محدود للغاية ولا يمكن أن يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني الذي يحتاج على الأقل إلى 700-900 شاحنة يوميا حتى يلبي الاحتياجات لأهالينا في القطاع.
احتياجات الشعب الذي يتضور الجوع ويتعطش لقطرة مياه لا يمكن التعامل معها إلا من خلال إغراق قطاع غزة بالمساعدات العاجلة وبدون أي قيود أو عقبات تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمام تدفق المساعدات، وهناك أكثر من 5 آلاف من الشاحنات موجودة على الجانب المصري وهي تنتظر لدخول المساعدات الى الجانب الفلسطيني، ولكن سلطات الاحتلال تفرض القيود وتمنع دخولها.
المعبر من الجانب الفلسطيني يتم استهدافه واحتلال القوات الاسرائيلية له، وستواصل مصر عملها مع كافة الاطراف لتهيئة الظروف التي تتيح تدفق المساعدات الانسانية بما يتناسب مع حجم الكارثة الانسانية، وتوجيهات الرئيس أننا على أتم الاستعداد لإغراق قطاع غزة بالمساعدات الانسانية والطبية العاجلة ولذلك يجب ازالة القيود التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.
هناك أكثر من 5 معابر تربط إسرائيل بقطاع غزة وعليها مسؤولية قانونية واضحة بفتح هذه المعابر وللأسف هي لا تفتحها، والمجتمع الدولي لا يفرض الضغوط اللازمة ويتحدثون دائما عن معبر رفح المخصص فقط عن دخول الأفراد لكننا نقوم بكل جهد ممكن لتمكين ولتوسيعه لإدخال المساعدات الانسانية ولكن التعنت الاسرائيلي تمنع تدفق المساعدات.
نشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بالنفاذ الفوري والآمن المستدام وغير المشروط للمساعدات الانسانية التي يحتاج اليها سكان القطاع من كافة معابره، مطالبا المجتمع الدولي الذي استفاق مؤخرا على حجم الكارثة بالعمل جديا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، وتهدف زيارتنا اليوم على الجهود المخلصة والدؤوبة التي تقوم بها لحشد وتوفير المساعدات الانسانية وتفقد أوضاع عدد من المصابين والجرحى المتواجدين في المستشفيات.