أيمن الصفدي من برلين: المنطقة تشهد تصعيدًا خطيرًا ونرفض العدوان على غزة وإيران

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/06/الصفدي-ونظيرة-الألماني.mp4[/video-mp4]

أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، مع وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فاديفول، في برلين الأربعاء، محادثات موسعة ركزت على جهود إنهاء التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني قال الصفدي:

نؤكد عمق ومتانة علاقات الصداقة الأردنية الألمانية، وضرورة تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ثنائيا وفي إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.

نؤكد أهمية الحوار الشامل الذي أجراه مع نظيره الألماني، وقال: “في وقت تشهد المنطقة تصعيدا خطيرا يتطلب منا جميعا أن نعمل معا من أجل إنهاء التصعيد، ومن أجل وقف الحرب، ووقف الدمار الذي يدفع المنطقة برمتها باتجاه الهاوية، وبما ينعكس على الأمن والسلم الدوليين”.

 العلاقات الأردنية الألمانية تتقدم نحو المزيد من التعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والدفاعية وغيرها، “وفي جهودنا المشتركة من أجل العمل على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”.

نثمن دور ألمانيا في تقديم الدعم للاجئين في المنطقة عبر منظمات الأمم المتحدة، وعبر دعم مباشر لهؤلاء اللاجئين، وتحديدا في الأردن، حيث إن الأردن هي أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم، نسبة إلى عدد السكان.

 أشار الصفدي إلى التعاون في مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وفي إيصال المساعدات الإنسانية.

 “المملكة كانت وستبقى شريكا لكم ولأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي وفي المجتمع الدولي، من أجل إنهاء دوامات العنف والحروب والصراعات في المنطقة، والعمل من أجل تحقيق الأمن والسلام العادل”.

“أولوياتنا هي وقف التصعيد الآن بين إسرائيل وإيران، والحرب لن تحقق أمنا وسلاما لأحد، الحرب ستدفع باتجاه المزيد من الصراع في المنطقة بانعكاسات خطيرة على العالم برمته”.

“نحن نرفض العدوان الإسرائيلي على إيران، كنا حذرنا من أنه خرق فاضح لقوانين الشرعية الدولية وتصعيد خطير في الوقت الذي كان هنالك مفاوضات بين الولايات المتحدة وبين إيران من أجل التوصل لحل للملف النووي الإيراني”.

“كلنا مجمعون على أننا لا نريد لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا، نحن في المملكة موقفنا الثابت والدائم بضرورة بناء منطقة شرق أوسط خالية من كل السلاح النووي، ومن كل أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي ندعم المفاوضات التي كانت جارية من أجل التوصل لحل هذه القضية، ونؤكد دعمنا أيضا لكل الجهود المبذولة من أجل العودة للمفاوضات للتعامل مع الملف النووي، وللتعامل مع كل القضايا التي تسبب التوتر والصراع في المنطقة”.

نشدد على أن الحرب لن تحقق شيئا سوى دفع المنطقة نحو هاوية المزيد من الصراع، وأكد أن قصف المنشآت النووية، وخصوصا تلك التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية خرق للقانون الدولي.

 “دعوتنا الواضحة هي وقف هذه الحرب، والعودة إلى المفاوضات من أجل التوصل لحل دبلوماسي لهذا الصراع.”

 “نحن نريد للعلاقات في المنطقة أن تكون مبنية على أساس احترام القانون الدولي، احترام القانون الدولي الإنساني، احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل معا من أجل تحقيق السلام الذي يضمن الأمن للجميع”.

 “إنه في الوقت الذي نشهد فيه الحرب تتفاقم بين إيران وإسرائيل، ما تزال الكارثة في غزة تتفاقم نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة أيضا”.

 “نحن كنا من اليوم الأول ندعو وما زلنا ندعو من أجل وقف هذه الحرب، والتوصل لاتفاق تبادل يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويعالج الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم في غزة”.

نشدد على أنه “في الوقت الذي تركز فيه الجهود على إنهاء التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، يجب ألا ينسى العالم أن ثمة قتلا يوميا في غزة، بالأمس فقط أكثر من حوالي 100 فلسطيني ارتقى في غزة نتيجة العدوان، وهذا أمر يجب ألا ينسى، يجب أن تستمر الجهود من أجل وقف العدوان على غزة أيضا، والتوصل لوقف لإطلاق النار”.

نؤكد أهمية الجهود التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة لتنفيذ اتفاق تبادل، ودعم الأردن لها.

نحذر من خطورة ما يجري في الضفة الغربية المحتلة حيث أكد بقوله: “هنالك حرب أخرى تجري في الضفة الغربية نراها تتبدى يوما بعد يوم عبر إجراءات إسرائيلية لا شرعية تقوض حل الدولتين الذي أتفق معك معالي الوزير بأنه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة”.

“لا بد من أن نحمي حل الدولتين، وإذا لم يكن الوقت الآن هو لتنفيذ حل الدولتين، فبالتأكيد، بما أننا نجمع على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، فعلينا أن نستمر في جهودنا من أجل أن نحمي حل الدولتين، وأن نبقي على جدوى تنفيذه عبر وقف الإجراءات التي تقوضه من استيطان إلى مصادرة للأراضي إلى محاصرة للاقتصاد الفلسطيني”.

 “أيضا أود أن أؤكد، كما أكد جلالة الملك في الأمس في ستراسبورغ بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية مستمرة في القيام بكل ما نستطيعه من أجل أن نحمي هذه المقدسات، أن نحفظ حرية العبادة في هذه الأماكن، وأن نحفظ القدس أيضا، مدينة ذات رمزية كبيرة للأديان السماوية الثلاثة، بحيث تكون مدينة سلام، لا مدينة حرب”.

“إن الجهد الأردني مستمر بالتعاون مع شركائنا في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة، وبالتأكيد بالتنسيق مع أشقائنا في المنطقة، من أجل أن نرفع هذا الكابوس عن منطقتنا، أن ننهي هذه الكوارث التي تعرض أمننا جميعا للخطر، أن نتقدم باتجاه سلام حقيقي، سلام يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، في حريته، سلام يحفظ أمن واستقرار كل دول المنطقة، وأيضا سلام يحفظ الأمن لفلسطين ولإسرائيل، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، ولنعمل جميعا من أجل بناء المستقبل الذي يعيش فيه كل شعوب المنطقة، فلسطينيون وإسرائيليون وكل الشعوب بأمن وسلام واستقرار”ز

 “الحرب لن تحقق السلام، الحرب لن تحقق الأمن، وحده السلام العادل الذي يلبي الحقوق، الذي يحفظ حقوق الجميع، هو الذي يحفظ الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، وهذا أمر مستمرون في المملكة في العمل من أجله”.

بحثت ونظيري الألماني الأوضاع في سوريا وشدد على أن “سوريا تمر في مرحلة مهمة، ثمة حكومة جديدة تعمل على إعادة بناء الوطن السوري الحر المستقل السيد الذي يحفظ حقوق جميع أبنائه”.

 الأردن يثمن اتفاق سوريا وألمانيا إنشاء مجلس تعاون اقتصادي، وأضاف الصفدي “نعتقد أن هذه خطوة مهمة نشجعها، لا بد من أن نسهم جميعا في إيجاد الظروف التي تتيح للحكومة السورية الجديدة إعادة بناء سوريا الآمنة المستقرة التي لا تشكل خطرا على أحد، وأعتقد أن هذه الخطوة من ألمانيا خطوة مهمة وخطوة مؤثرة، وستساعد في توفير الحياة الكريمة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والخراب والدمار، ونحن مستعدون أيضا نعمل معكم في هذا السياق من أجل دعم هذه العملية”.

تناولنا الأوضاع في لبنان، “ونحن متفقون على ضرورة دعم أمن واستقرار وسيادة لبنان، وتوفير الدعم الذي يستحقه لبنان في هذه المرحلة التي يسير فيها نحو إعادة البناء، ونحو استرداد دور مؤسساته وتفعيلها، بحيث تكون الدولة هي الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح، وهي التي تحمل المسؤوليات”.

“في كل هذه الملفات ثمة تحديات كبيرة، لكن أيضا أود أن أؤكد بأن ثمة تعاونا كبيرا بين الأردن وألمانيا من أجل حلها. نريد الشيء ذاته، نريد السلام، نريد الأمن، نريد التنمية، نريد الاستقرار بمنطقتنا وللعالم، وسنستمر في العمل لتحقيق ذلك”.

نؤكد على الدور المحوري لألمانيا، وعلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها معالي الوزير، من أجل الإسهام في تحقيق هذا الهدف، وقال: “لكم في الأردن شريك من أجل تحقيق هذا الأمن وهذا السلام، ونشكركم على جهودكم، وأؤكد مرة ثانية على أن جلالة الملك، حفظه الله، يرى العلاقة مع ألمانيا علاقة استراتيجية، علاقة مؤثرة، علاقة لا تسهم فقط في تعزيز التعاون الثنائي، ولكن أيضا تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وفي رد على سؤال قال الصفدي إن “ثمة إجماعا عربيا على رفض العدوان على إيران، وعلى رفض الحرب بشكل عام سبيلا لحل الصراعات”، وأضاف “نعتقد أن حل الصراعات يكون ويجب أن يكون عبر الأدوات الدبلوماسية، وعبر المفاوضات المستندة إلى القانون الدولي وإلى القانون الدولي الإنساني وإلى ميثاق الأمم المتحدة الذي يعرف شركاؤنا الأوروبيون أكثر من غيرهم أهمية التزامهم لأن هذه القوانين كلها انبثقت من أزمة أوروبية وباتت هي المرجعية التي يجب أن نعمل جميعا وفقها”.

وقال الصفدي إن الحوار مع نظيره الألماني “كان حوارا بين شركاء، بين أصدقاء. نريد الهدف ذاته، نريد أن نحقق الأمن والسلام والاستقرار. أعتقد نحن متفقون على ضرورة العودة إلى الدبلوماسية سبيلا لحل كل الخلافات ولحماية المنطقة”.

 ما يجري في الشرق الأوسط ينعكس على أوروبا، وبالتالي لا بد من “حماية محيطنا المشترك من تبعات حرب ستكون كارثية بتداعياتها على الجميع، ونرى دورا رئيسا لأوروبا في هذا المجال.”

 الأردن يشجع الانخراط ما بين الترويكا الأوروبية( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) وما بين إيران من أجل محاولة فكفكة هذه الأزمة، والتقدم نحو وعد الحل السلمي لها”.

 “دور الولايات المتحدة دور أساسي أيضا، ونحن كنا دعمنا، وما نزال ندعم مفاوضات أمريكية إيرانية من أجل التعامل مع الملف النووي الإيراني”.

“لنكن صريحين، المنطقة تقف الآن على هاوية انفجار كبير منذ حوالي أكثر من عام ونصف، ونحن نرى الحرب الإسرائيلية على غزة متفاقمة ومستمرة، ونرى المجاعة الإنسانية تتفاقم، ونرى كل منظمات الأمم المتحدة تشير إلى أن ثمة خروقات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهذا يجب أن يتوقف. فما نطرحه هو إنهاء للتصعيد، العودة إلى المفاوضات، ليس فقط فيما يتعلق بالملف الإيراني الإسرائيلي، ولكن أيضا فيما يتعلق بجذور الصراع في المنطقة، وهي القضية الفلسطينية، وقف الحرب على غزة، السماح بإدخال مساعدات فورية وكافية عبر منظمات الأمم المتحدة من أجل توزيعها على غزة، إيجاد السبل التي تضمن الأمن للجميع الفلسطينيين والإسرائيليين، واتخاذ خطوات عملية فاعلة من أجل حل الصراع بكليته عبر تنفيذ حل الدولتين، لأن لا بديل عنه”.

“ما الذي تريده إسرائيل من استمرار الحرب على غزة الآن؟ علينا أن نفكر وقلتها وأكررها لشركائنا في الاتحاد الأوروبي، ما يروجه بعض الساسة الإسرائيليين من أنهم محاطون بدول تريد تدميرهم، هذا كلام يثبت التاريخ وتثبت الوقائع أنه كلام عار عن الصحة. ما نريده جميعا في المنطقة هو التوصل لسلام عادل ودائم يحفظ حقوق الفلسطينيين وأمنهم واستقرارهم، ويحفظ أمن إسرائيل ويضمن قبولها في المنطقة”.

نشدد على أن “هذا هو الطرح العربي الذي يعود للعام 2002، وهذا هو الطرح الذي ما نزال متمسكين به، كل من يدعي بأن الدول العربية تريد تدمير إسرائيل يخالف الواقع الذي يؤكد أن كل الدول العربية تريد أن تنخرط في جهد سياسي حقيقي من أجل تحقيق السلام العادل الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويحفظ أمن إسرائيل أيضا”.

“إن الدول الأوروبية التي نعتز بشراكتنا وصداقاتنا معها، إذا أرادت أن تدعم إسرائيل، فعليها أن تدعم وقف الحرب، أن تدعم التوجه باتجاه تحقيق السلام العادل، لأن الاستمرار في الحرب من منطلق استراتيجي لن يحقق شيئا سوى تكريس العداء وتكريس الكراهية وتكريس الرفض للآخر، وهذا لن يحقق سلاما، فدعم حقوق شعوب المنطقة كلها بأن تعيش بسلام يكون عبر دعم التوصل لحلول سياسية على أساس القانون الدولي، تضمن حقوق جميع الأطراف”.

 “ثمة شريك في العالم العربي من أجل تحقيق هذا الهدف، لا نرى شريكا في إسرائيل الآن من أجل تحقيق هذا الهدف. ونحن نريد، ومستمرون في العمل مع شركائنا من أجل إيجاد الأفق السياسي الحقيقي الذي يخلص كل شعوب المنطقة من الدمار والقتل، وموقفنا الواضح في كل الدول العربية بأننا ندين قتل المدنيين بالمطلق، ونريد لكل المدنيين أن يعيشوا بأمن وسلام، بحيث لا يكون فرق بين حياة وحياة، الكل سواسية، والكل لهم نفس الحقوق”.