|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/06/الميادين-الحوثي-_2025_06_12_20_08_36.mp4[/video-mp4]
|
قال قائد أنصار الله، عبدالملك بدرالدين الحوثي، خلال كلمته حول تطورات العدوان على غزة والساحة الإقليمية :
العدو الإسرائيلي لا يرغب بأي سلام حقيقي، ولا ينوي تسليم الشعب الفلسطيني أي جزء من أرضه، بل يمضي عمليًا نحو حسم القضية الفلسطينية بالكامل لصالح مشروعه الاستعماري، وهو ما يُسقط كل رهانات التسوية.
الخيار الصحيح والفاعل والوحيد هو خيار المقاومة، ما عداه ليس إلا طريقا إلى الاستسلام والضياع وخسارة كل الحقوق.
ندعو إلى الجهاد في سبيل الله والتحرك العملي لردع العدو الإسرائيلي، والعمل على إسقاط أهدافه، ونثمن بسالة المجاهدين في قطاع غزة الذين يواصلون تصديهم ببسالة ويكبدون قوات الاحتلال خسائر مباشرة ومؤلمة.
كتائب القسام نفذت أكثر من 16 عملية نوعية خلال الأسبوع، من بينها استهداف آليات عسكرية وقنص لجنود الاحتلال، إلى جانب كمائن محكمة وفعالة، انعكست في حصيلة مهمة من الخسائر تؤكد فاعلية الميدان وثبات المجاهدين.
كما ننوه بعمليات سرايا القدس التي شملت رشقات صاروخية نحو عسقلان المحتلة، مشاركة مختلف فصائل المقاومة في التصدي للعدو داخل القطاع.
العدو الإسرائيلي لجأ للاستعانة بمجموعات خائنة وإجرامية لدعم عملياته في غزة، ذلك مؤشرا على فشله الذريع في تحقيق أهدافه رغم كل وسائل البطش.
ندين العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى، ونعتبره تصعيدا خطيرا في مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، جرائم الاحتلال في لبنان تثبت مجددا أنه لا يمكن الوثوق به، ولا حتى بمن يقدمون له الضمانات الدولية، مما يجعل التمسك بخيار المقاومة في لبنان، والالتفاف حول حزب الله ضرورة وطنية وأمنية ملحة.
بخصوص سةريا، الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا استهدف مناطق متعددة، إضافة إلى عمليات توغل وإنشاء حواجز وتجريف أراضٍ زراعية، ما يكشف استمرار العدوان الإسرائيلي المتعدد الجبهات.
شراكة واشنطن مع الاحتلال الإسرائيلي تمثل محفزا رئيسيا لكل أشكال التصعيد والتجاوزات، إذ تمنح الغطاء السياسي والدولي للعدو للتنصل من القوانين الدولية وعرقلة كل مساعي التسوية.
الكيان الإسرائيلي يرتكب مجازر ممنهجة في غزة ويحول المساعدات إلى مصائد موت.
العدوان الهمجي والممنهج الذي يشنه الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستمر منذ عشرين شهرا، الأسبوع الأخير وحده شهد أكثر من 2400 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.
نسبة الإبادة في القطاع بلغت نحو 9% من السكان، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الحروب المعاصرة، في ظل تنسيق واضح بين الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية، التي وصفها بأنها تهندس عملية الإبادة” عبر التجويع والقنص المباشر في ما وصفه بـ”مصائد الموت ومراكز الإعدام.
الاحتلال الإسرائيلي، بمساندة أميركية، عمد إلى تحويل عملية توزيع المساعدات الإنسانية إلى وسيلة قتل جماعي، حيث يستهدف المدنيون المنتظرون لتلك المساعدات بالنيران المباشرة، ما أدى إلى مشاهد مروعة تعكس عمق الجريمة.
الاحتلال يمنع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة منذ أكثر من مئة يوم، في محاولة لإجبار السكان على التوجه نحو مراكزه التي تحولت إلى كمائن للإعدام الجماعي، ذلك يمثل جريمة أخلاقية وإنسانية فادحة لا نظير لها.
تصاعد الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك، حيث يواصل المستوطنون الصهاينة اقتحاماتهم شبه اليومية، وينفذون طقوسًا تلمودية واستفزازات دينية تهدف إلى فرض وقائع تهويدية بالقوة.
هذه الممارسات تترافق مع توسّع استيطاني في مدينة القدس، عبر إنشاء مغتصبات جديدة، وعمليات هدم وإخلاء ممنهجة في أحياء الشيخ جراح، وسلوان، والعيساوية، وجبل المكبر، بهدف طرد السكان الفلسطينيين وتغيير الطابع الديمغرافي للمدينة.
الاحتلال يسعى كذلك إلى السيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس يهودي، في استهداف مباشر لقدسية هذا المعلم الإسلامي التاريخي.
أما في الضفة الغربية المحتلة، فأوضح السيد الحوثي أن الكيان الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم القتل والخطف والتجريف ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من مخيماتهم، في سياسة استيطانية توسعية تقوم على القمع والتطهير العرقي.
العدو الإسرائيلي لم يعد يكتفي بقتل الفلسطينيين في المعارك، بل أصبح يستهدفهم في لقمة عيشهم، وفي أماكن عبادتهم، وفي منازلهم وممتلكاتهم، داعين الشعوب الحرة إلى الوقوف بوجه هذا المشروع التدميري الذي يستهدف الأمة بأسرها.
جبهة اليمن تواصل القصف النوعي لعمق الكيان الإسرائيلي… وعملياتنا تهدف لفرض حصار جوي.
جبهة الإسناد من اليمن، أرض الإيمان والجهاد، مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، القصف بات يمتد بعمق إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
القوات اليمنية نفذت 11 عملية استهدفت مواقع تابعة للكيان الإسرائيلي في مدن حيفا، ويافا، وأسدود، باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة.
خمسا من هذه الضربات الصاروخية استهدفت مطار اللد، الذي يسميه الاحتلال “بن غوريون” في يافا المحتلة، إحدى أبرز الضربات نُفذت مساء الثلاثاء، وكانت عملية قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله.
العملية تسببت في حالة من الإرباك والتخبط في المنظومة الدفاعية الجوية للاحتلال، حيث أُطلقت عدة صواريخ اعتراض في اللحظة نفسها التي كانت تقلع فيها إحدى الطائرات من المطار، ما أدى إلى مشاهد دخان كثيف في محيط المطار، وأكد وصول الصواريخ إلى أهدافها.
ونتيجة لهذه الضربات، أُجبر ملايين المغتصبين الصهاينة على اللجوء إلى الملاجئ، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والبلدات المحتلة.
هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى فرض حصار جوي على كيان الاحتلال، ردا على تصعيده الوحشي وارتكابه مجازر الإبادة الجماعية في غزة.
الحصار البحري المفروض على الاحتلال الإسرائيلي مستمر أيضا، من البحر الأحمر إلى خليج عدن وباب المندب، حيث توقفت الملاحة الإسرائيلية بالكامل في مسرح العمليات.
نأسف من وجود أنظمة عربية وإسلامية تسمح بمرور سفن تنقل البضائع إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأبيض المتوسط، معتبرًا ذلك موقفًا مخزيا وتواطؤا مع العدو على حساب دماء الشعب الفلسطيني.
نكسة حزيران درس لم يستوعب… والمقاومة الفلسطينية نموذج يجب دعمه بلا تردد
ندعو إلى الاستفادة من دروس التاريخ، لا سيما في ذكرى نكسة حزيران 1967، تلك الهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية آنذاك ما تزال تلقي بظلالها السلبية على العقل العربي الرسمي الذي لم يتجاوزها حتى اليوم.
العدو الإسرائيلي تمكن خلال ستة أيام فقط من إلحاق الهزيمة بثلاثة جيوش عربية، واحتلال ما تبقى من فلسطين، وأجزاء من دول عربية أخرى، رغم أن تلك الجيوش كانت في وضع ميداني مريح، وغير محاصرة كما هو حال المقاومة في قطاع غزة اليوم.
هزيمة حزيران كان لها وقع نفسي ومعنوي قاس على الأنظمة العربية، لكنها لم تقابل بتشخيص حقيقي ولا معالجة جدّية، بل على العكس، اتجهت معظم الأنظمة إلى الانخراط في مسارات تصب في خدمة العدو الإسرائيلي، وتخلت تدريجيا عن لاءاتها الثلاث لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف التي أُعلنت في قمة الخرطوم عقب الهزيمة.
ننتقد فشل الأنظمة العربية في تبني خيار دعم المقاومة الفلسطينية بجدية، وتسليحها وتأهيلها، رغم أن هذا المسار وحده كان كفيلًا بتغيير معادلة الصراع، على غرار ما حققته المقاومة اللبنانية من إنجازات كبرى في مواجهة الاحتلال.
معظم الأنظمة العربية لم تكتفِ بالتقاعس، بل اتخذت مواقف عدائية تجاه فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، وصنفتها في نهاية المطاف كحركات إرهابية، في وقت تثبت فيه الوقائع الميدانية اليوم أن هذه الفصائل تحقق ما عجزت عنه الجيوش.
العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة في قطاع غزة، رغم فارق الإمكانات الهائل، ما يثبت أن خيار المقاومة هو الخيار المجدي والفاعل، وأنه لا بد من دعمه دعمًا صادقًا وكاملًا من قبل الأنظمة والشعوب العربية.
التخاذل العربي اليوم، والتجاهل المتكرر لحقائق التاريخ والمعركة، يمثل خطيئة كبرى، داعين إلى النظر بوعي إلى نموذج المقاومة في غزة، باعتباره درسًا حيًا ونموذجًا ناجحًا وجديرًا بكل أشكال الدعم والاحتضان.
التخاذل العربي والإسلامي فضيحة كبرى وساهم في تشجيع الكيان الإسرائيلي على المضي في جرائمه
نحمل الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التواطؤ والتقاعس حيال المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ونؤكد أن التخاذل الرسمي العربي والإسلامي يعد من أبرز العوامل التي شجعت العدو على مواصلة جرائمه الوحشية في قطاع غزة.
معظم الأنظمة العربية لا تقدم الحد الأدنى من الدعم للفلسطينيين، بل وصل بها الحال إلى تصنيف فصائل المقاومة كمنظمات إرهابية، في الوقت الذي تتجاهل فيه جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعب أعزل يواجه حربًا إبادة منذ أشهر طويلة.
الأمة الإسلامية بواقعها الحالي تفرط في مسؤولياتها الإنسانية والدينية والأخلاقية، وهو تفريط ستكون له عواقبه، لا سيما وأنه يشكل تهديدا مباشرا لأمن الأمة ودينها ومصالحها، ويزيد من خطورة المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة.
التجاهل العربي للمخاطر غير مبرر، خاصة أن العديد من الدول غير الإسلامية اتخذت مواقف عملية تفوق مواقف الأنظمة الإسلامية التي تسخر تريليونات الدولارات لصالح الولايات المتحدة، بدلًا من دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
حالة الإفلاس الأخلاقي والإنساني التي تعيشها الأمة الإسلامية هي من أخطر ما يواجهها، ونشدد على ضرورة مراجعة العلاقة مع الله والعودة إلى هُدى القرآن الكريم لتصحيح المسار وتحمل المسؤولية.
الأمة الإسلامية تحتاج إلى تربية إيمانية حقيقية تعزز الثقة بالله وتعيد الاعتبار لفرائض الدين، مناسك الحج رغم عظمتها باتت تؤدى اليوم بشكل منفصل عن أهدافها التربوية والوحدوية والنهضوية، وهو ما يفرغها من مضمونها الروحي والسياسي العميق.
عيد الأضحى هو مناسبة عظيمة لتجديد التسليم لأوامر الله وتأكيد روح التضحية والفداء، وهو الدرس الذي يجب أن تتلقاه الأمة اليوم لتخرج من حالة التبعية والانقسام والتراجع.
نحذر من أن الفجوة الكبيرة في الالتزام بتوجيهات الله تنتج آثارا كارثية على واقع الأمة، كل تفريط أو مخالفة للهدي الإلهي ينتج ظلمات تُغرق الأمة وتُحول ساحاتها إلى ميادين للمنكرات والظلم، بدلا من أن تكون منارات لنشر الخير ومواجهة قوى الشر والطغيان.
ندعو إلى تحويل المناسبات الدينية إلى محطات إيمانية وتربوية حقيقية، تعيد الأمة إلى نهجها الرسالي، ونؤكد على أهمية دور الدعاة والمبلغين في إحياء هذه الروح من خلال العودة إلى القرآن الكريم، والتفاعل الحي مع توجيهات الله، لا سيما في ظل ما تشهده الأمة من تهديدات واستهدافات.