|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/04/مصطفى-البرغوثي.mp4[/video-mp4]
|
المذيع : دكتور مصطفى البرغوث الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. دكتور مصطفى أهلا بك معنا. والحقيقة طبعا أنت بالتأكيد متابع وتحدثت كثيرا منذ هذه الكلمات المسيئة التي وصف بها الرئيس أبو مازن حماس.قلبت الدنيا على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي. القضية ليست فقط الكلمة المسيئة. وهو في النهاية يمثل ورمز للدولة لفلسطين.لكن في مدلولتها السياسية وما تبديه من عمق للأزمة على المستوى الداخلي الفلسطيني. دكتور مصطفى، أليس هذا صحيح؟
مصطفى البرغوثي : طبعا، اسمح لي بس في البداية أن أقول نحن كنا نأمل أن تكون دعوة الاجتماع المجلس المركزي هذه مقدمة لتحقيق وحدة وطنية. مقدمة للإعلان مثلا عن الموافقة على البدء بتطبيق اتفاق بكين بتشكيل حكومة وفاق وطني توحد غزة والضفة الغربية وتنشئ قيادة وطنية موحدة مؤقتة كما اتفقنا.وأن يدعى الأمناء العامون للاجتماع حتى نوحد الصف الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. للأسف تحول هذا الاجتماع إلى سبب جديد للانقسامات والخلافات الداخلية. وطبعا نحن لن ندخل في مهاترات. ولا نريد أن نجرح معنويات ومشاعر شعبنا بمهاترات بين الفلسطينيين. هذا كلام لن يحدث. لكن طبعا الكلمة التي قيلت ليست لائقة بالمركز الذي يشغله من قالها.وليست لائقة بالمجلس. وليست لائقة بالشعب الفلسطيني. هذا شيء لا خلاف عليه.
ياريت لو كان التركيز كله على أمريكا وعلى أعداء الشعب الفلسطيني. ليس على بعض. كان كمل على الموضوع ما تقوم به الولايات المتحدة.ولكن للأسف الشديد هذا حدث. في بعض النقاط الجوهرية يجب أن تكون واضحة حتى لا يحدث خلل في التفكير الفلسطيني. وأريد أن أوضحها تباعا:
أولا من يريد أن يقوي منظمة التحرير الفلسطينية التي نعتز بدورها. ويريد أن يعيد لها مكانتها كقائد النضال الوطني الفلسطيني التحرري. يجب أن يسعى للوحدة الوطنية.ويجب أن يسعى لوحدة الصف. وليس لمثل هذه الطرائق التي عمقت في الواقع الخلافات الداخلية.
النقطة الثانية لا يجوز بأي حال من الأحوال.وأنت تذكر أخي أحمد أنني ذكرت ذلك مرارا وتكرارا على قناتكم. آخر ما يمكن أن يكون مقبولا لوم الضحية على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال. ولوم الضحية على ما يلحق بها من أذى من احتلال مجرم يرتكب الجرائم ضدنا منذ أكثر من مائة عام.بما في ذلك تهجير عام 48. بما في ذلك ما جرى في عام 67. بما في ذلك الاحتلال ونظام الأبرتايد.والآن كما ذكرتم في الضفة الغربية. الضفة الغربية ليست تحت حكم حماس ولا يوجد فيها أسرى إسرائيليين. ولكن ماذا يجري في مخيم نور شمس ومخيم طولكرم ومخيم بلاطة ومخيم جنين والفارعة.
ماذا يجري؟ ما هو سبب الألف حاجز التي فرضت علينا الآن في الضفة الغربية؟ من المسؤول عن اعتقال 17 ألف أسير فلسطيني جديد خلال الفترة من 7 أكتوبر حتى اليوم أو عن استشهاد ما لا يقل عن ألف فلسطيني في الضفة الغربية كما ذكر في الخطاب.
الامر الثالث عندما نتحدث عن تسليم الأسرى. حركة حماس موافقة على تسليم كل الأسرى وعرضت ذلك.ولكن مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المحكمين أحكام مؤبدة والذين سيموتوا في السجن إن لم يتم الإفراج عنهم بتبادل أسرى. يعني من سيحرر هؤلاء الأسرى؟ هل اتفاق أسلو سيحررهم؟ لو كان اتفاق أسلو سيحررهم كان حررهم من زمان. أما أنه يستلموا الأسرى بدون الإفراج عن على الأقل جزء من أسرانا خاصة ذوي الأحكام المؤبدة وحماس عرضت أن تسليم كل الأسرى الإسرائيليين دون نقصان مقابل أن تتوقف هذه الحرب.
لكن ماذا يقول الإسرائيليون؟ يقولون نريد أن نسترد كل الأسرى ونستمر في الحرب وننفذ ما قاله رؤية ترامب بالتطهير العرقي لكل سكان قطاع رزق.
نقطة ثالثة باختصار موضوع السلاح وأنا أوافق طبعا في أي دولة يجب ان يكون هناك سلاح واحد وجيش واحد هذا صحيح. ويجب ان يكون فيها انتخابات ديمقراطية وقيادتها يجري اختيارها بالانتخابات الديمقراطية وما يقرر الشعب يتم.
لكن هل نحن في دولة الآن أم تحت الاحتلال؟ غزة تحت الاحتلال والضفة تحت الاحتلال وإسرائيل تجرد السلطة الفلسطينية من كل صلاحياتها. أصلا الهجمات الجارية في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين تجري في مناطق ألف. المفروض حسب الاتفاق أن تكون تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
هم لا يحترمون السلطة ولا يحترمون صلاحياتها. وبدأوا يهدموا البيوت حتى في مناطق باء وفي مناطق ألف. السلطة مجردة من كل سلطاتها. عندما نصبح دولة على راسنا. طبعا يجب ان يوحد كل شيء. ولكن هذه الدولة يجب أن تكون قيادتها منتخبة ديمقراطيا.بالانتخابات الحرة ديمقراطية والشعب يختار.
الامر الأخير الذي اريد ان أشير له في موضوع أشكال النضال. منذ عشرين سنة ونحن نطالب بقيادة وطنية موحدة.أنا أتفق أنه لازم أشكال النضال يقررها المجموع الفلسطيني معا في قيادة وطنية موحدة. وأيضا هذه القيادة الوطنية الموحدة يجب أن تكون مسؤولة عن القرار السياسي والكفاحي معا.القيادة الوطنية الموحدة هي التي توحد المواقف الفلسطينية. وهذا شيء صحيح. ولكن لماذا لا تنشأ قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير؟
دون أن تكون هناك قيادة وطنية موحدة. كيف يمكن توحيد الطاقات وأشكال النضال وكل الأمور الفلسطينية؟
نحن قاطعنا هذا الاجتماع ولم نشارك فيه لأسباب عديدة : لم يجري التحضير له. ولم نستشار في مخرجاته. ولم تطبق قرارات المجلس السابقة في موضوع التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل ولا قرارات المجلس الوطني. وأضيف إلى ذلك الآن تغييرات تنظيمية إضافة أعضاء.
ولا أعرف إن كانوا ألغوا عضوية أعضاء. ولكن هذه التغييرات يجب أن تخضع لقرارات المجلس الوطني. بما في ذلك التغييرات في قوانين المنظمة التي لا يجوز المس بها دون قرار من مجلس الوطني الفلسطيني.
على كل حال أنا آمل أن نمر من هذه المرحلة بسرعة. وأن يكون فعلا حوار وطني حقيقي. وأن يطبق اتفاق بكين فورا.لنحمي المستقبل الفلسطيني ونحمي الوحدة الوطنية الفلسطينية.
المذيع طيب نقطة لعلك مررت عليها سريعا. لكن بالتأكيد السيد أبو مازن له وجهة نظر.يقول يا جماعة سلموا ما لديكم من الأسرى. وارفعوا الذرائع التي تستخدمها إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة على المدنيين. هل هذا صحيح؟
البرغوثي : الآن إذا قررت حماس تسليم الأسرى حتى بلا أسرة في هذه اللحظة.هل ذلك سيوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع؟ لسنا بحاجة لتحليل أستاذ أحمد. لنقرأ ما يقول نتنياهو. لنسمع ما يقول نتنياهو.نتنياهو يقول أعطوني الأسرى وسأكمل الحرب. أعطوني الأسرى وسأعيد احتلال كل غزة. أعطوني الأسرى وسأقوم بتهجير كل سكان غزة في تطبيق لرؤية ترامب.
هل ممكن أن نقبل أن يتم تطهير عرقي لسكان قطاع غزة؟ ونحن نرى على الأرض أن إسرائيل تحاول إنشاء معسكرات اعتقال لتحشر فيها كل سكان قطاع غزة وتضعهم في ظروف قاتلة. 51 يوم لم تدخل كسرة خبز ولا كأس ماء ولا حب الدواء.هذا ما كان يجب الحديث عنه. الآلاف الشهداء الفلسطينيين والجرحى والمصابين. 11 ألف جريح قد يموتوا لأن إسرائيل لا تسمح لهم بأن يخرجوا للعلاج.
لا أريد أن أعيد وأكرر ما قلته. المقاومة الفلسطينية قالت أنها مستعدة لتسليم جميع الأسرى دفعة واحدة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.ام ان الأسرى الفلسطينيين ليس لهم أهل. مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. خاصة من ذوي الأحكام العالية ووقف الحرب.
أما أن نتنياهو يأخذ أسراه ويكمل الحرب على غزة ويكمل الدمار ويكمل عملية التطهير العرقي. هذا طبعا لا يمكن أن يقبل به أي عقل فلسطيني.
المذيع ماذا بعد دكتور للحقيقة على ما يبدو أن الفجوة داخل البيت الفلسطيني تزداد يوما بعد يوم.والبعض يقول أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه. إسرائيل ستفعل كل ما تريد بالقضية الفلسطينية. أو يمكن حتى تنهيها بالمرة.ماتى سيفيق القادة الفلسطينيون ويعيدوا ترتيب البيت الداخلي؟
البرغوثي : والله يا أخي أحمد هذا الكلام مؤلم. وفعلا قلبنا ينزف أكثر من أي وقت مضى. بسبب استمرار الخلافات الداخلية واستغلال إسرائيل لهذه الخلافات.وبطشها بنا وهي ترانا منقسمين ومختلفين. يعني لا توجد كلمات أكثر للقول. أكثر من أن أعيد وأكرر أنه ليرتقي القادة الفلسطينيون على جميع مشاربهم ومن كل اتجاهاتهم إلى مستوى الوحدة العظيمة التي صنعها الشعب الفلسطيني على الأرض في المقاومة والشعب الوحدة العظيمة التي يصنعها أبناء المخيمات الآن في جنين وطولكرم ونور شمس وجباليا ومنطقة رفح وخان يونس وكل الوطن الفلسطيني ليرتقوا إلى مستوى المعاناة التي عاناها الشعب الفلسطيني.
أقل ما يجب أن يقدم الآن للشعب الفلسطيني هو توافق فوري وقيادة وطنية موحدة وتعديل لبناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية بانضواء الجميع فيها. وأنا أقول بكل وضوح وصراحة هناك خطة واقعية عملية ملموسة. أنا متأكد أن عدد كبير جدا من الإخوة من جميع الفصائل الفلسطينية بما في ذلك من الإخوة في حركة فتح الذين نقدرهم تماما موافقون على ما أقوله بأنه من الحاجة الآن من الضروري من الملح تنفيذ اتفاق بكين لأن هذا سيحمي الساحة الفلسطينية سنوجبه إسرائيل بصفوف موحدة تكون لنا حكومة وفاق وطني هذه الفرصة الوحيدة لكسر مخطط ناتنياهو لفصل غزة عن الضفة وإيجاد كيان أو هيئات عميلة تعمل في الصالح.
وأصلا نتنياهو يرفض حماس ويرفض فتح ويرفض منظمة التحرير ويرفض أي وجود فلسطيني في غزة. وبالتالي الرد عليه يجب أن يكون بتوحيد الصف الفلسطيني. وهناك خطة واقعية اسمها إعلان بكين الذي صدر في شهر تموز من العام الماضي نكاد نقترب من مرور عام كامل عليه. وهو فعلا خطة عملية ملموسة وواضحة. وبعد ذلك يا أخي في الساحة الفلسطينية اتجاهات مختلفة. والبعض يقول أن المعارضين ضعاف وقلال.طيب دعنا نذهب الى الانتخابات. بعد ما نوقف هذه الحرب الدموية والهمجية حكومة الانتقالية تعد لانتخابات. وليقرر الشعب ما يريده.
أكبر أسباب أزمتنا السياسية الداخلية الآن عدم تنفيذ القرار الوطني المشترك بإجراء انتخابات عام 2021 وتحدي إسرائيل بإجرائها في القدس رغم انفها. وعدم وجود انتخابات للشعب الفلسطيني منذ 20 عاما. وليس فقط للمجلس التشريعي وحتى للمجلس الوطني.
لا يوجد أمامنا طريق إلا توحيد الصف الوطني. وأنا أرجو من الجميع أن يتجنبوا المهاترات.وأن يتوقفوا عن المهاترات. وأن لا ينجروا إلى مثل هذه المهاترات. لأنها تضعف معنويات الشعب الفلسطيني.ولا تفيدنا بأي شكل.
المذيع : دكتور حتى نذهب للمشهد العام. هل نحن أمام مشروعين في فلسطين؟ مشروع تمثله المقاومة الفلسطينية المسلحة.إذا صح هذا التعبير. حماس والجهاد إلى آخر من يحملون السلاح. ومشروع آخر تمثله السلطة وفتح.مشروع يرى في الجهاد السلمي. إذا صح هذا التعبير. والاشتباك مع العدو عن طريق المجتمع الدولي.ومؤسساته والقوانين الدولية. هو الخيار. وعلى ما يبدو أن هذا المشروع لن يلتقي يوما ما بهذا المشروع.وكل فريق متمترس بمشروعه. هل هذه حقيقة؟وفي النهاية يجب أن يكون هناك مشروع واحد. إما السلاح.أو المشروع السلمي المتعلق بالاشتباك مع المجتمع الدولي.
البرغوثي : الواقع هذا وصف غير دقيق. دعوني أفسر لماذا. أولا في شيء اسمه المقاومة المسلحة.وفي شيء اسمه المقاومة الشعبية. وكلاهما حق للشعب الفلسطيني. والمقاومة الشعبية ليست كما يصفها البعض بأنها شيء قليل التأثير.الانتفاضة الشعبية الأولى كانت من أرواح أشكال المقاومة الشعبية. كسفن كسر الحصار التي تحدت إسرائيل من أرواح أشكال المقاومة الشعبية. جميع القوى مارستها. بما في ذلك الإخوة في حركة حماس. حركة حماس منذ عام 2014 وكل حركات المقاومة في غزة والجهاد الإسلامي وكل القوى الأخرى. من عام 2014 إلى عام 2019 مارست المقاومة الشعبية.تذكر مسيرات كسر الحصار ومسيرات تحدي إسرائيل. ودفع الشعب الفلسطيني ثمناً غالياً حتى عندما كان يتظاهر بشكل مقاومة شعبية ودون استخدام السلاح. كانت الخسائر هائلة بسبب إطلاق الرصاص على المتظاهرين.وهذا نفسه جرى في الضفة الغربية. إذن لا هذا الشكل محتكر لهذا ولا هذا الشكل محتكر لذلك. لكن السؤال الأهم.إذا أردنا أن نناقش موضوع أشكال النضال يجب أن تكون قيادة موحدة. هي التي تناقش هذا الأمر. والأهم من ذلك أسباب الخلاف والانقسام هي بالواقع أمرين.لم يعد لهم أساس موضوعي. السبب الرئيسي ليس موضوع أشكال النضال. لأنه كما قلت القوى تستعمل كل أشكال النضال.وهذا حق مشروع في القانون الدولي. كل أشكال النضال دون استثناء. سواء كانت مقاومة شعبية أو مقاومة مسلحة.ما دمت تحت الاحتلال من حقك أن تقاوم. لكن سبب الخلاف والانقسام الداخلي اثنان. السبب الأول كان الاختلاف على البرنامج والرؤية السياسية.في طرف تعلق بفكرة الحل الوسط مع الحركة الصهيونية. وتحديدا نهج أوسلو الذي أدى لاتفاق أوسلو. اليوم الحركة الصهيونية على رؤوس الأشهاد ترسل رسالة واحدة للشعب الفلسطيني أنها لا تقبل بحل وسط.وتقول لا مكان لدولة فلسطينية وتعتدي على أراضي الفلسطينيين بالاستيطان. وتقول أن تصدر قانون في الكنيسة الإسرائيلية بأن أرض فلسطين التاريخية كلها لليهود فقط. وحق تقرير المصير فيها لليهود فقط.إذن الخلاف على موضوع حل وسط مع الحركة الصهيونية انتهى. لم يعد هناك أساس لهذا الوهم الذي بدأ مع اتفاق أوسلو.
الوهم الثاني كان أن الولايات المتحدة تستطيع أن تكون وسيطاً بيننا وبين إسرائيل. هذا الوهم أيضاً مات ورأينا ماذا فعلت الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها شريكاً استراتيجياً لإسرائيل حتى في ارتكاب الجرائم الجارية.
يبقى سبب ثاني للخلاف والانقسام السلطة. الخلاف على السلطة. طبعاً كان في صراع على السلطة. هذا شيء أكيد. ولكن هل بقيت سلطة حتى يأتي الصراع عليها؟ لا في غزة بقيت سلطة عملياً هي تحت الاحتلال ولا في الضفة الغربية بقيت سلطة فعالية.السلطة أصبحت بلا سلطة وأصبحت أيضاً تحت الاحتلال مثل شعبها. إذن ما يلزمنا اليوم كيف نتعاون ونتنافس بشكل إيجابي في قيادة الشعب الفلسطيني وعلى أسس ديمقراطية. مبدأها الأول أن قبولنا لبعضنا البعض واحترامنا لبعضنا البعض وتقديرنا لبعضنا البعض.آن أوان أن ترتقي فعلاً القيادات إلى مستوى التضحيات وعطاء ووحدة نضال الشعب الفلسطيني.
المذيع : أنتم لم تذهبوا اليوم وحضرتك عبرت عن ذلك في البداية. لستم أنتم فقط حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عدد كبير من الفصائل للحقيقة لم يذهبوا. هذا معناه أن أي شيء يخرج عن هذا الاجتماع لن يكون لا أقول مؤثراً لن يكون معبراً عن الطيف الفلسطيني دكتور.
البرغوثي : لن يكون معبراً عن وحدة فلسطينية بالتأكيد.وأحكي معلومات أنا لن أستطيع أن أذكرها الآن بنفسي لأن هذه منوطة بأصحاب الشأن يجب أن يعلنوها على ما يبدو أنه في ناس أيضاً انسحبوا من اجتماع المجلس المركزي الآن بعدما جرى. وهناك مستقلين أيضاً لم يشاركوا. وبالتالي نحن بحاجة لمجلس من نوع آخر بحاجة لمجلس يوحد الناس يضم الناس معاً يوحد الاتجاهات المختلفة كما فعلنا في موسكو وفي بكين في اجتماعاتنا الأخيرة ووصلنا إلى صيغة مشتركة لم يكن صعب في خلال 48 ساعة استطعنا أن نصل إلى اتفاق والاتفاق موجود لذلك طبعاً نحن لم نشارك للأسباب التي ذكرتها ليس لأننا نحب المقاطعة المبادرة الوطنية هي آخر تنظيم يرغب أو يحب أن يقاطع أي محفل وطني ولكن الطريقة التي جرى فيها التحضير وما نراه اليوم هو كان من الأسباب التي جعلتنا نمتنع عن المشاركة على أمل أن تكون هذه رسالة توقف الوعي بضرورة توحيد الصف الوطني بأسرع وقت وبضرورة أن نسعى للوحدة ولمجلس يضم الجميع ولا ننسى أننا بحاجة للمجلس الوطني الفلسطيني و لأعادة بناء ديمقراطي لمنظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون معبرة عن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لا يوجد حدا حريص على المنظمة أكثر منها وحريص على دور المنظمة وعلى مكنتها كممثل الشعب الفلسطيني ولكن هذا يقتضي فعلاً الدخول في عملية ديمقراطية لتوحيد صفوفها
المذيع : ما الذي يقف حجر عثرة في تنفيذ مخرجات بكين وموسكو يا دكتور
البرغوثي : للأسف هناك جرى توقيع الاتفاق ووقعته كل القوى بما في ذلك الإخوة في حركة فاتح والإخوة في حركة حماس ولكن لم يوضع موضع التنفيذ يجب أن يبدأ الأمر بقرار من السلطة بالبدء بالمشاورات لتشكيل حكومة الوفاق الوطني واقتراح أسماء وحماس قالت أنها لا تريد أن تكون في هذه الحكومة ولا تريد أن تكون هي الحكومة طيب مش هذا هو مطلب فلتكون حكومة ولكن مقبولة من الجميع حتى تستطيع أن تتعاون مع الجميع ويجب أن تكون أنا أؤكد مرة أخرى حكومة انتقالية مؤقتة حتى تنتهي الحرب وتبدأ عملية أعادة العمار وفور ذلك يجب أن يسمح للشعب الفلسطيني بإجراء الانتخابات الديمقراطية الحرة حيث يختار الفلسطينيون بشكل ديمقراطي قياداتهم وهذا حق وأننا مثل ما هو كل شعوب الأرض
المذيع : رسالتك دكتور ما الذي ينهي لو حاولنا أن نختصر كل ما ذكرنا هذا المأزق الفلسطيني المستمر على ما يبدو الذي لا يبدو أنه في الأفق القريب من الممكن أن ينتهي رسالتك في هذا السياق ما الذي ينهي هذا المشكلة
البرغوثي ممكن أن ينتهي إذا تغلبت لغة العقل ولغة الحرص على المصلحة الوطنية ورسالتي احتراما لدماء الشهداء واحتراما لجراح الجرحى وألأمهم واحتراما لأمهات الشهداء واحتراما لمستقبل فلسطين التي تتعرض الآن لمخاطر جمة لم يسبق لها مثيل أكبر من مخاطر حتى نكبت عام 48 مخاطر التصفية مخاطر التطهير العرقي مخاطر الضم والتهويد احتراما لحق الشعب الفلسطيني ولذكرى شهدائه ولمعاناة أسراه الذين يعانون الأمرين عشرة الاف أسير الآن في هذه اللحظة في سجون الاحتلال احتراما لكل ذلك أنا آمل أن ننحي الخلافات ونفتح الطريق لتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة فورا وماذا سيكون المشهد إذا لم توحد ولم يلتائم شمل البيت الفلسطيني سيسهل ذلك على إسرائيل تحقيق أهدافها وسيلحق دمارا وضررا كبيرا بالشعب الفلسطيني لكن أنا أثق بالشعب الفلسطيني وأثق بقواه الحية وأثق بأن الروح الإيجابية في داخله أقوى من أي شيء أخر وستفرض نفسها في نهاية المطاف ليس بعيدا وإنما قريبا إن شاء الله
المذيع : سؤال متعلق أخير بالاحتلال الإسرائيلي وفكرة الحرب وإيقاف الحرب إلى آخره. وعلى ما يبدو أنهم ما زالوا في مربع عدم إيقاف هذه الحرب بشكل أو بآخر. إلى أين نحن ذاهبون دكتور لحرب طويلة. إبادة جماعية.كان بالأمس معي مفكر أمريكي يقول لي أن إسرائيل اتخذت قرارا بإفناء هذه القضية. إفناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إما تقتيلا مباشرا أو بإجبارهم على الهجرة في النهاية. فهل بالفعل هذا هو السيناريو؟
البرغوثي يا أخي العزيز هناك حكومة فاشية في إسرائيل صهيونية دينية فاشية بكل معنى الكلمة.لا تؤمن بشيء اسمه حقوق أي إنسان في الدنيا. فعلا تريد أن تبطش بالشعب الفلسطيني ولو صح لها أن تفنيه ستفنيه. ولكن لن تستطيع.هي ليست كلية القدرة. وبالعكس هي أيضا تعاني من نقاط ضعف لا أول ولكن ما الذي تخطط له؟ الآن تخطط لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتصعيد الهجمات في الضفة الغربية بهدف الضم والتهويد إما تدريجيا أو مرة واحدة. هذا هو المخطط في الضفة الغربية التي أيضا يستهدفونها بمؤامرة التهجير مثل قطاع غزة.
أما في قطاع غزة فما يحاولون عمله هو شطر قطاع غزة إلى أجزاء صغيرة ثم إنشاء معسكر اعتقال كبير يزجلون فيها بكل المليوني فلسطيني والمليونين ومائة ألف شخص ويضعوهم في ظروف قاسية جدا ويسيطر الجيش الإسرائيلي على مداخل هذه المناطق ومن لا يدخل يقوم باغتياله أو قتله. هكذا يخططون وبعد ذلك يضعون الناس في ظروف قاسية لترحيلهم. هذا مخطط إسرائيل.
لكن هل ستنجح فيه؟ أنا متأكد لا. ولكن كيف يمكن أن لا تنجح إسرائيل بتوحيد كل طاقاتنا؟ بالحفاظ على مقاومتنا؟ ليس تسليمها بالحفاظ على نضالنا سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وهناك موضوع آخر وهو الجهد الذي يجب أن يبذل على المستوى العالمي كله من أجل محاصرة ما تقوم به إسرائيل. اليوم مثلا صدر قرار من وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مشترك يقول أنه على إسرائيل أن تدخل المساعدات إلى قطاع غزة وممنوع أن تستعمل إسرائيل المساعدات الإنسانية كوسيلة حرب طيب شكرا ولكن إذا لم تنذ إسرائيل ذلك ماذا ستفعل؟ بيان لو قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنه إذا لم تنفذ إسرائيل ما نطالب به وتحترم القانون الدولي سنفرض عليها عقوبات عندها يكون للبيان أسنان ويكون للكلام تأثير هذا ما يجب أن نسعى إليه أن نعمل على محاصرة هذه الجريمة ودعني أقول لك بكل صراحة لا توجد قوة في هذا الكون لم توجد ولن توجد قوة في هذا الكون تقضي على الشعب الفلسطيني أو على بقائه أو على مستقبله مهما فعلوا هذا الشعب باقي وسينتصر في نهاية المطاف