“المؤتمر الوطني الفلسطيني” في الدوحة -الجلسة الإفتتاحية 17-2-2025 (كلمات المشاركين)

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/02/انطلاق-أعمال-المؤتمر-الوطني-الفلسطيني-الأول.mp4[/video-mp4]

تفاصيل الجلسة الأول للمؤتمر الوطني الفلسطيني
قناة العربي عبر يوتيوب – 17-2-2025

كلمة عريفة ومقدمة المؤتمر (انتصار الدنان):

أنا الدكتورة انتصار الدنان أستاذة جامعية وكاتبة وعضو مشاركة في اللجنة التحضيرية بالمؤتمر الوطني الفلسطيني، لاجئة في لبنان، برغم التحديات، نعقد مؤتمرنا الوطني الفلسطيني لنعلن أن الشعب الفلسطيني يستشعر خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، ويأخذ زمام المبادرة للضغط من أجل تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية شاملة، ومواجهة مخططات الإبادة والتطهير العرقي والضم والتهويد.

عاش أجدادنا النكبة الأولى ورووا لنا أهوالها التي أدت إلى تهجير اكثر من 700ألف فلسطيني واستشهاد أكثر من 1600 شخص، لكن لم يخطر ببالنا أن نشهد نكبة ثانية تبث على الهواء مباشرة في القرن 21 في صورة إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع وعقاب جماعي وسط تواطؤ رسمي دولي لتبرز عوار القانون الدولي والنظام الدولي الجديد القائم وفق شريعة القوي التي تملى على الضعفاء وتشرعن هذه الجرائم.

أريد أن أنوه إلى أن هناك ثلاثة وثلاثون عضوا في المؤتمر تم إعادتهم من قبل الاجهزة الامنية ومنعهم من حضور المؤتمر.

نفتتح أعمال مؤتمرنا مع كلمة الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي فليتفضل.

كلمة مصطفى البرغوثي:

الأخوة والأخوات المشاركون في المؤتمر الوطني الفلسطيني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يواجه الشعب الفلسطيني أخطر مرحلة في تاريخه الوطني بتهديده بنكبة ثانية أشد خطورة مما جرى في عام 1948 وتعرضه لثلاث جرائم كبرى في قطاع غزة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية، بما في ذلك التجويع والتهجير من قبل إدارة ترامب الأمريكية وحكومة إسرائيل الفاشية بتطهير عرقي كامل لقطاع غزة وضم وتهويد للضفة الغربية بعد ضم القدس والجولان العربي السوري.

لقد صمد الشعب الفلسطيني صمودا بطوليا أسطوريا في قطاع غزة، أذهل العالم رغم عظمة التضحيات وفقدانه لألاف الشهداء، وما من كلمات يمكن أن تصف شجاعة وبسالة وصمود وثبات كل رجل وإمرأة وشيخ وطفل في قطاع غزة، فتحية لصمودهم البطولي الباسل.

وفي ذات الوقت يواصل الشعب الفلسطيني الصمود والتصدي للعدوان والاستيطان في كل أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس، وفي أراضي عام 1948 حيث يواجه مثل كل الشعب الفلسطيني أسوأ نظام أبارتايد وتمييز عنصري.

إن ما يواجهه الشعب الفلسطيني ليس سوى استمرار وتصعيد للاستعمار الاستيطاني الإحلالي الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر ليشمل بالتوسع الاستيطاني كل فلسطين، ولن يردع إلا بمقاومته والتصدي له، ومقاومة كل أشكال التطبيع معه الرامية لتصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وخصوصا حق العودة وحق الشعب الفلسطيني في الحرية الكاملة وتقرير المصير.

إن مواجهة كل هذه المخاطر وتحقيق انتصار الشعب الفلسطيني في نضاله العادل ضد مشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، يتطلب تجنيد وتوحيد كل طاقاته وقدراته لتغيير ميزان القوى لصالحه، وتبني استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة تركز على دعم صموده وبقائه على أرض وطنها، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه دون إنهاء الانقسامات الداخلية، وإنشاء قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس كفاحية وبوسائل ديمقراطية تضمن تحقيق الشراكة الوطنية، وتتيح للشعب الفلسطيني تطبيق حقه في الاختيار الديمقراطي لقياداته عبر الانتخابات الديمقراطية.

واستجابة للحاجة الملحة لهذه المهمات الجسيمة والمصيرية، فإن المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يفتتح اليوم بمشاركة نخبة مميزة ممثلة لالاف من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الذين وقعوا بيانه الأول من الوطن الفلسطيني في الداخل والضفة والقطاع، ومن أبناء الجاليات الفلسطينية في جميع الدول العربية والأوروبية والأمريكيتين وأستراليا وكل أنحاء المعمورة.

هذا المؤتمر يمثل مبادرة شعبية غير مسبوقة، وحراك وحدوي شعبي مستمر منظم ومتواصل للضغط من أجل تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود النضال الفلسطيني، وتضمن وحدة القرار السياسي والكفاحي، وتحقق الوحدة الوطنية الشاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بنائها على أسس كفاحية ديمقراطية لاستعادة دورها التحرري وحمايتها من كل محاولات التهميش والاحتواء والإضعاف.

ومن أغرب الأمور أن يتهم حراك يسعى للوحدة الوطنية بأنه يقسم الصف الفلسطيني، ولوضع النقاط على الحروف لا بد من إيضاح القواعد التالية التي تحكم طقم عمل وحراك المؤتمر الوطني الفلسطيني.

أولا إن هذا الحراك وهذا ما اتفقنا عليه في التحضيرات التي جرت لهذا المؤتمر، هذا الحراك ليس حزبا ولا مؤسسة ولا يسعى لأن يكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويتقبل الأراء والتوجيهات والمتنوعة، ويكرس بنيانه لتشكيل قيادة وطنية موحدة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وهو بذلك الأكثر حرصا على منظمة التحرير وعلى وحدة القوى السياسية والمجتمعية فيها، للقيام بدورها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ولحماية حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه وصد أي تدخل أو إملاء خارجي في شؤونه الداخلية وقراره الوطني المستقل ولكل محاولات تزوير إرادته أو فرض حلول منقوصة عليه.

ثانيا: إن الانتخابات الديمقراطية التي يمارسها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في جميع أماكن تواجده، هي الآلية المثلى لإنجاز عملية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتقويتها.

ثالثا: يتبنى المؤتمر حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بكل أشكالها بما ينسجم مع القانون الدولي، لضمان نجاح الشعب الفلسطيني في مقاومة وإفشال مشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الصهيوني، وإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري، وتأمين حق الشعب الفلسطيني في التحرر والحرية التامة وتقرير المصير وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، وحماية وكالة الغوث الدولية الراعية لحقوقهم، ويتبنى حق الشعب الفلسطيني في دولته الديموقراطية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. ويؤكد المؤتمر على مكانة وحقوق الأسرى والأسيرات البواسل وعائلات الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لشعبهم وعلى حقوق ورعاية جرحانا البواسل.

رابعا: يعتبر المؤتمر أن اتفاق ونهج أوسلو وعقيدة التنسيق الأمني فشلت بالكامل على يد الاحتلال، ويرفض المؤتمر المراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية أو على الولايات المتحدة كوسيط في ظل اختلال ميزان القوى.

خامسا: يدعو المؤتمر الى الاسراع في تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وإعلان بكين، بما في ذلك تشكيل حكومة وفاق وطني، وصد أي مشاريع أو اقتراحات أو هياكل تروج للتطهير العرقي، أو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس وسائر فلسطين.

سادسا: إن المؤتمر يتوجه للقوى والفصائل الفلسطينية كافة، ولمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والحراكات الشبابية والمبادرات الوطنية الشعبية الساعية لتحقيق الوحدة الوطنية واستعادة الدور الوطني التحرري لمنظمة التحرير الوطني الفلسطينية، ويتقبل المؤتمر كل مساهمة أو مشاركة لتحقيق أهدافه، وهو منفتح على الحوار مع كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

سابعا: إن المؤتمر يؤمن إيمانا قاطعا بوحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة النضال والمصير الفلسطيني، ويرفض رفضا قاطعا كل الادعاءات التحريضية التي تشكك في حرصه المطلق على منظمة التحرير الفلسطينية، بل هو تجسيد لفكر وعمل الفئات الأكثر حرصا عليها، وعلى حمايتها من محاولات التهميش والإضعاف الذي يستغله الاحتلال الإسرائيلي لشطب حق الشعب الفلسطيني المقدس في تمثيل نفسه أو المس بإرادته المستقلة.

ثامنا: يتوجه المؤتمر بالشكر لكل المساهمين في نجاح أعماله ونشاطاته والتحضير لها، والذين لا يسعون لمكاسب أو مناصب شخصية، بل يتطوعون بدافع من حسهم الوطني المسؤول وإخلاصهم لقضية شعبهم، ونختتم بالقول أنه ما من قوة على وجه البسيطة قادرة على كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو وقف نضاله ومقاومته البطولية أو تبديد أحلامه في تحرير وبناء وطنه، بما يحقق الحرية والكرامة والسعادة لأبنائه وبناته، وما من قوة قادرة على قهر إرادة مناضلين ومناضلات.

قرروا أن يكسروا الأغلال، وأن يخترقوا أطواق القمع والترهيب والتخويف، ليصنعوا لشعبهم حاضرا نضاليا فعالا ومستقبلا زاهرا وليساهموا مع كل مكونات الشعب الفلسطيني في معركة النضال الوطني المقدسة من أجل حرية الشعب الفلسطيني.

أيها الإخوة والأخوات لن نعيش في غياهب الماضي لن نعيش في غياهب الماضي. بل سنسير غياب النضال مع شعبنا نحو المستقبل، المجد والخلود لشهداء شعبنا البواسل. والشفاء العاجل لجرحانا والحرية لأسرانا ومسيرتنا في سجون الاحتلال والنصر لشعبنا الفلسطيني في نضاله العادل والسلام عليكم ورحمة الله.

“كلمة عضو اللجنة التنفيذية سابقا وعضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح عبر الفيديو والذي لم يتواجد لاسباب خاصة به.”:

لقاءكم في هذا المؤتمر الوطني الفلسطيني، والذي يتقاطع مع مؤتمرات أخرى شبيهة ويتشارك معها في تناول نفس الموضوعات مما يعكس حالة القلق التي يعيشها ويعيشها جماهيرنا الفلسطينية ومحاولاتها البحث عن حلول ومخارج لهمومها المشتركة هذه المؤتمرات مهمة بفتح آفاق الحوار وتبادل الأفكار واستخراج الدروس من تجارب عديدة مر بها نضال الشعب الفلسطيني، ولا يزال يمر بها شعبنا في غزة والضفة، مدعوما بجبهات مساندة في لبنان واليمن والعراق، وتضامن عالمي غير مسبوق تفخر به شواعر العديد من عواصم ومدن القارات الخمس.

من موقع تقديري لأهمية هذه المؤتمرات، نتقدم إليكم بتسجيل بعض الملاحظات، آمل أن تجد تفهما في مناخ ديمقراطي يجب أن يحكم العلاقات.

أولا: الأوراق المعدة للمؤتمر عن موضوع اساسي ومهم جدا هو الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وهو نفس الموضوع الذي ركزت عليه المؤتمرات الشبيهة التي تعقد منذ سنوات، ولم تنجح في تحقيق اي خطوة عملية تجاه هذا الهدف المهم للوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، حتى لا يكون مصير هذا المؤتمر كالمؤتمرات التي سبقته كالمؤتمر الشعبي ومؤتمر 14 مليون وغيرهما، على القائمين عليه أن يدرسوا تجربة من سبقهم استخراج دروسها.

ثانيا: الفصائل الفلسطينية لديها أيضا نفس الاهتمام بموضوع الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعقدت لقاءات عدة في الدوحة ومكة والقاهرة وبيروت وصولا إلى روسيا والصين، وكانت في كل لقاء، تصل الى اتفاقات معينة، تبقى حبرا على ورق ولم تؤخذ خطوة عملية صغيرة لتنفيذ أي اتفاق.

هل يستطيع المؤتمر بمخرجاته وخاصة التنظيمية، أي تشكيل هيئات قيادية، التغلب عن أسباب فشل اتفاقات بين الفصائل ترعاها دول لتحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

ثالثا: التجربة في غزة والضفة أثبتت أن الوحدة الوطنية تفرضها موازين القوى على أرض المقاومة، فلنقرأ هذه التجربة جيدا لما تحقق تأثيرها على الوحدة الوطنية.

رابعا: على ضوء ما سبق اقترح أن تتغير وجهة المؤتمر بدل الدعوة للوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، على أن يكون قاعدة للجبهة لجبهة مقاومة سياسية وإعلامية مساندة لجبهة المقاومة في الداخل غزة والضفة، وذلك من خلال تبني مهمات ممكن العمل على تحقيقها وتشكل معارك مواجهة مع العدو الاسرائيلي مثلا:

(أ) وضع خطة عمل يطالب بطرد اسرائيل من عضويتها في الامم المتحدة. ولدينا الكثير مما يدعم هذا الطلب.
(ب) التحرك مع الدول والهيئات والاحزاب الصديقة لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، أي تبني وتطوير قضية المقاطعة.
(ج) الاستفادة من قرار إدانة اسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني بمطالبة الدول تنفق على القرار، تم تزويدها أي تزويد إسرائيل بالسلاح في أمثلة من جهات عدة لمواجهة العدو الإسرائيلي، وأعتقد أن لها مفعولها الكبير المثمن والمعجز للمقاومة في الداخل، ويساهم في تغيير موازين القوى في الساحة الفلسطينية لمصلحة دعاة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، علينا أن نخرج من حالة المناشدة والدعاء ممن لا يستطيع أو لا يستجيب بالدعاء إلى الفعل الميداني، اتمنى لكم كل التوفيق والنجاح.

كلمة الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والأستاذ للعلوم السياسية في جامعة لوسيل، ورئيس مركز العودة الفلسطيني في لندن د. طارق حمود:

واصل طريقك كي تعود إلى الديار،هذه يدي وهنا مفاتيح النهار، وأحمل بكفك ما بكته خيامنا، واحفظ بقلبك أغنيات الانتظار، يافا ستهدي البرتقال لعرسكم، كيف ستأتي بالضفاف والبحار، عكا ستجتاز الدموع لنلتقي وهناك فوق السور أشجان الصغار خذ من يدي المفتاح. تلك وصية سيزين المجد المفدى كل دار.

الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسمحوا لي بداية أن أفتتح بتحية وسلام على حراس كرامتنا أهلنا الصابرين في فلسطين، سلام على غزة وهي تنبعث من تحت الرماد، سلام على أبنائها وبناتها شيوخها وشبابها، سلام على شمالها وجنوبها، على واديها وبحرها، على رملها وسمائها، سلام على جباليا وبيت حانون على خانيونس ورفح على دير البلح وبيت لاهيا وعلى المغازي والصراط والبريج على خزاعة وبني سهيلة وعلى كل شبر من تلك البقعة العنيدة.

سلام على الذين عرفنا ولم نعرف من 50 ألف شهيد أو يزيد على الجريح والأسير على المفقود والمهجر، سلام على ضميرنا الحي لم يزل يقاوم، سلام على القدس مساجدها وكنائسها وشوارعها العتيقة، سلام على التاريخ في طرقاتها، فلسطيني الأصل والحاضر والمستقبل، سلام على الضفة وهي تقاوم العدوان وترد بعينها مخرز الاحتلال، سلام على جبالها وتلالها مدنها ومخيماتها، سلام على أهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 على حماة الهوية في حيفا ويافا وعكا وصفد، في طبريا والناصرة وبيسان، في بئر السبع والنقب، سلام على اللاجئين، على مخيماتنا في الأردن وسوريا ولبنان على أملنا الممتد في بقاع الأرض في أوروبا وأمريكا ودولنا العربية في أقاصي الشرق والغرب سلام على الأسرى في سجون الاحتلال وعلى عناوين الحريةقولا وفعلا وعلى العناد الأصلب، من جدران الزنزانة، ومن جبروت البغي والفاشية، الإخوة والأخوات المجتمعون في هذا المكان، يحسب لهذا المؤتمر أنه جمع طيفا واسعا من الشعب الفلسطيني على عنوان واحد مفاده الدعوة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كطريق لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، لقد طرحنا على مدار أكثر من عام نقاشا سياسيا طويلا عبر جغرافيا وطيف سياسي متنوع، سعينا عبره إلى تقريب القناعات وهدم الحواجز الهشة أصلا بين مختلف الشرائح، ولقد خلص معظمنا إلى نتيجة، أن التنوع يمكن أن يصير فرصتنا الثمينة بعد أن كان تحدينا، وإنما يجمعنا ويوحدنا أكبر بكثير مما يفرق ويشتت.

لقد كان من حسن طالع هذا المؤتمر أن مر بظروف عديدة جعلت من انعقاده مبكرا أمرا عسيرا، وهو ما أتاح الفرصة لاستمرار الحوار وتقريب المسافات وجسر الفجوات في القناعات، ساهم هذا في تغيير التنميط الذي يعتاده عقل الانسان إن انفصل عن واقع الطرف الأخر ووجهة نظره.

ليس هذا إدعاء أننا متشابهون اليوم، وفي كون الخلافات الفكرية وهم إنما هو اقتراب الأفهام في من نحن، وعلى ما نختلف وإدراك أن الفروق بيننا في الوسائل لا في النتائج، اختلاف في الطريق الذي يختاره كل واحد منا من أجل الوصول الى وجهة واحدة.

وهنا تحديدا يمكننا القول إن فلسطين التي هي وجهة الجميع، كان ممكنا الوصول إليها عبر طرق مختلفة في السابق، إلا ان هذه الطرق باتت تضيق وتنحسر إلى مسارات أكثر وعورة وتحديدا، لقد دمر الاحتلال كل خيارات الشعب الفلسطيني الذي ترك لخيار الصمود فقط بعد أن فشل ما يسمى المجتمع الدولي والدول الراعية في حماية خياراته الأخرى.

وها نحن نشهد فشل التسويات السياسية ليس بالوصول إلى الوجهة فحسب، وإنما في حماية الطريق نفسه من أن يبقى طريقا ممكنا للصمود الذي نعنيه ليس طرحا رومانسيا أو شعارا نقتبسه من أدب التحرر والصمود الذي نعنيه انما هو طريقنا الوحيد المتاح اليوم في غزة.

وخلال أكثر من 17 عاما من الحصار الخانق، وفي الضفة الغربية والقدس و 48 لم تطرح خيارات للفلسطينيين للخروج من المأزق المتعددة سوى محو أنفسهم وإنكار حركتهم الوطنية، بمعنى أبسط، كان الخيار أقل من استسلام، فالاستسلام نفسه يبقى خيارا، المحو والذوبان والإفناء.

هنا يأتي الصمود كمفهوم وممارسة ترتبط بشكل وثيق بخيار بقاء الفلسطيني فلسطينيا وببقاء الأرض الفلسطينية أرضا فلسطينية من أجل الوحدة، كان هذا المؤتمر والوحدة هي حجر الأساس في إنتاج صمود فاعل وقادر على توليد خيارات أخرى، وإجبار مراكز التأثير الطارئة في قضيتنا على التعامل مع مركز القوة الأهم المتمثل في الموقف الفلسطيني الموحد من أجل هذا العنوان، لا يجتمع المؤتمر اليوم من أجل إلقاء الكلمات والتعارف والتشبيك والهتاف للوطن وأبنائه وحسب، إنما نجتمع لنطرح مبادرات صمود حقيقية جادة وطموحة من أجل البناء على حقائق الواقع بحلوها ومرها وحقائق واقعنا متشابكة، فبقدر ما نواجهه من دمار وقتل وإبادة وتهجير، فإننا نرى قدرا كبيرا من البطولة والتضحية والصمود، هذه حقائق متناقضة، لكن الثانية تولد من رحم الأولى، بمعنى أخر نحن نمتلك رصيدا متخما بالجراح والبطولة معا، وما كانت البطولة يوما دون ألم أو جراح، سنطرح مبادراتنا عبر الأيام الثلاثة من هذا الانعقاد لمواجهة توحش السياسة، خاصة في هياكلها الدولية في الغرب التي طرحت نفسها حاميا وممولا وغطاءا لجرائم الاحتلال في فلسطين.

ولم تكن حرب غزة الأخيرة برهانا على ذلك، وإنما كانت انكشافها الأخلاقي بعد أن طرح هذا التحالف نفسه بصورته المباشرة دون تزييف أو ديباجات في عناوين الصمود، سنطرح آليات العمل في كيفية التوحد في أطر فاعلة كنماذج للوصول إلى إجتماع سياسي وشعبي موحد يحمل الهم الفلسطيني وحركته الوطنية التحررية في كل المحطات والظروف.

نقاشات المؤتمر، سنطرح نقاش الدعم لبرامج الصمود في الداخل والخارج، سنفتح الباب للمقترحات والأراء التي تصب في هذا الاتجاه، سيتفاعل المؤتمر مع مبادرات العمل الوطني الحقوقي والإنساني والمناصرة والمقاطعة وعمل جماعات الضغط، قناعة أننا كفلسطينيين نمتلك كل هذا التنوع في العمل التحرري الذي يمكننا من إنتاج حركة وطنية موحدة قادرة على استثمار هذه الجهود الجبارة لتصب في مسار واحد.

قناعتنا أن العمل في البناء والضغط إنما يتم من أسفل إلى أعلى عبر جهودنا الفردية والجماعية الصغيرة، عبر مبادرات شبابية وطلابية ومشروعات صادقة تنتشر في كل مكان يقف فيه الإنسان الفلسطيني إلى أن تنهض المظلة الجامعة على أصولها وقواعدها، الأولى هي محاولة انطلاق جديدة تسعى لأن تسير دون تجريح أو تخوين أو اتهامات للتجارب السابقة، وإنما استثمارها والبناء عليها، وبالطبع دون الوقوف طويلا وربما بتاتا عند صيحات الخائفين من أي مشروع جديد، وكما بدأنا شعرا ننهي بقول شاعر، ولسوف يعرفك الظلام فينجلي، ولسوف يأتيك الصباح مع انتصار، في كل قلب سوف يكتب عائد، وبكل درب سوف تنهض من دمار.

كلمة أحد أبرز قادة الحركة الوطنية الاسيرة، والذيأطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار للمقاومة الفلسطينية المناضل فخري البرغوثي عبر الفيديو:

اولا نبعث الى اخوتنا واحبتنا في المؤتمر الوطني على جهودهم العظيمة وحرصهم الوطني الصادق من أجل شعبنا الفلسطيني وإلى كل الأشخاص الوطنيين الذين يتواجدون في المؤتمر أو خارج المؤتمر أن يكونوا على قدر المسؤولية لأنه في القضية الفلسطينية أصبحت في خطر وواجب على المؤتمر المتواجد في قطر وفي كل الأوطان من أجل ان الوحدة الفلسطينية أساسية لنصرنا في المستقبل على أعدائنا في فلسطين، لأننا نحن نعيش في أكبر وأعظم جريمة ضد شعبنا الفلسطيني، فنحن نطلب منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية، لأنه نحن تكملة لمنظمة التحرير مش بديل عن منظمة التحرير من أجل أن تصل القناعة إلى السلطة وأجهزتها انه نحن ليس ضد حق وانما نعمل مع بعضنا البعض من أجل إصلاح منظمة التحرير بكل ما معنى الكلمة من أجل الوحدة الفلسطينية بكل فصائلها على استراتيجيه وعلى سياسي موحدة، من أجل أن نكون على قدر المسؤولية أمام العالم وامام شعبنا الفلسطيني، واذا امكن ان نكون الاجهزة الفلسطينية لسنا ضد احد ولم نقبل ان نكون ضد فلسطيني فلسطيني. نحن نعمل من اجل جمع الفلسطينيين وليس للتفريق الفلسطيني، فانا اقول للسلطة بشكل عام نحن وانتم كلنا في نفس الخندق ولكن في خلل في السياسات وفي التعاملات مع شعبنا الفلسطيني. نجلس مع نجمع بعضنا البعض لتقييم ما حصل من اوسلو حتى الان من اجل ان نخوض المعركة السياسية مع بعضنا البعض. واشكر كل من يشارك في هذا المؤتمر لانه حريص جدا على المسار الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية وعلى التاريخ الفلسطيني اللي ندفع ثمنه الشهداء، الشهداء والجرحى، الجرحى والاسرى والاسرى، فنكون على قدر حفاظنا على هذه الارواح.

أما بالنسبة للاخوة الذين لا يسمح لهم الخروج لحضور المؤتمر اعتبرها كانت يعني نقطة لا تخدم الجميع ونحن نعاني من هذه القضايا من الاحتلال نعاني بكل ما معنى الكلمة، الحرمان من السفر ومن الحركة الطبيعية، الحركة السياسية سيئة، وأنا أعتبر الخطوات التي قامت بها الأجهزة من أجل منع الأخوة إلى الوصول إلى قطر أو أي مكان اخر، فواجب أن يتم مراجعة سياساتهم بهذه القضايا لأنها تضر الشعب الفلسطيني وتضر الوحدة الفلسطينية، ونحن كنا نعمل بكل جهدنا من أجل الوحدة الفلسطينية مع كل الفصائل الفلسطينية وانا بطلب كمان أن المؤتمر يخرج بقرارات تفيد وتبني للقضية الفلسطينية المستقبلية.

كلمة عضو اللجنة التحضيرية في المؤتمر الأكاديمي والكاتب الفلسطيني أحمد عزم:

أيها الأخوة لا يمكن في هذه الأيام وفي مثل هذه اللحظات إلا أن يطغى علينا في كل لحظة الألم والحزن الشديد لشهداء شعبنا وجرحاه في قطاع غزة التشرد لما رأيناه من استهداف لكل معاني الإنسانية، ولا يمكن إلا أن نشعر بالغضب ونحن نرى مخيمات شعبنا وقراه ومدنه ونسائه وأطفاله ورجاله يستهدفون في كل فلسطين يوما بعد يوم، ونحن نرى ملايين اللاجئين مازالوا في الشتات، ولكن لا يمكن أن يحدث هذا دون أن نقف، دون أن يقف شعبنا بكل طاقته رافضا للمصير الذي يخطط له رفضا عمليا على الأرض، رغم كل ذلك نرسل من هنا تحية لشعبنا الصامد في غزة والضفة الضفة الغربية وكل فلسطين، ولكل فلسطيني قابض على الجمر يكمل درب الشهداء والأسرى.

أيها الأخوات أيها الأخوة، انطلاقا من شعار منظمة التحرير الفلسطينية الشعار الرسمي للمنظمة، الشعار الراسخ والمتجذر وحدة وطنية تعبئة قومية ومراكمة على الانجازات التاريخية للكيانية الفلسطينية التي جسدتها المنظمة، كان طبيعيا ومنطقيا أن تتجه الأنظار إليها، كان طبيعيا أن نتجه إليها لتقود الشعب الفلسطيني وتتحدث به إلى محطة مفصلية من تاريخ شعبنا كالتي نمر فيها حاليا من حيث الإبادة والتطهير العرقي وإزالة المخيمات والمخططات الاسرائيلية لتقويض كل المعاني الكيانية الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي التي رسخت في وجدان ووعي الشعب في وجدان الأجيال أن المقاومة إذا زرعت فإن السياسة تحصد وأنه مجرم من يزرع ولا يحصد.

منظمة التحرير الفلسطينية هي التي نصت في ميثاقها أن التناقضات بين القوى الوطنية الفلسطينية هي من نوع التناقضات الثانوية التي يجب أن تتوقف لصالح التناقض الأساسي، لذلك لم يكن متخيلا أو متوقعا أن يمضي شهر أو أكثر بعد اندلاع العدوان على قطاع غزة عام 2023 دون أن تنعقد سلسلة اجتماعات من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتتصدر الفعل الوطني، لم يكن متوقعا أو متخيلا أن لا تلتئم أطر قيادية موحدة للشعب الفلسطيني، ليس متخيلا وليس مقبولا ان نمضي 16 شهرا من الإبادة دون التئام جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني وللمجلس المركزي، بل لقد كان المتوقع أن يؤدي الطوفان وتؤدي الإبادة لتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي السابقة خصوصا حول تحقيق الوحدة الوطنية.

من كان أولى؟ من كان أولى بالتنسيق مع طلبة الجامعات المتضامنين في العالم مع حركات التضامن العالمية مع شعبنا والرد على الحملات الاعلامية والدعائية الصهيونية، من كان أولى من ان يفعل ذلك في أطر منظمة التحرير، ولكن للاسف هذه الاطر مغيبة وغائبة، وبعضها لم يفتح باب عضويته للشعب الفلسطيني ولم يعقد مؤتمراته منذ عشرات السنوات بعضها منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو انتقل القادة الصهاينة وبسبب تجذر وثبات شعبنا في أرضه لمخطط أسموه حسم الصراع عوض إدارته والتعايش معه، متطلعين الى تحجيم وحسم ما يسمونه بالخطر الديمغرافي، وذلك بإسناد من الإدارة الأمريكية فأمعنوا قتلا وتشريدا في مدن وقرى ومخيمات شعبنا إزاء كل ذلك، فإننا ومن منطلق التأكيد غير القابل للتأويل على شرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا، تنادينا للحوار انطلاقا من حتمية الدور الوطني للمنظمة، وهو ما يتطلب على نحو قطعي استجماع وتأطير كافة القوى الوطنية في الوطن وخارجه، لتشكيل قيادة وطنية جماعية وعلى أسس ديمقراطية، لنتخلص من وضعية تقوم على تفردية تجاوزت وأبطلت عمليا كافة المؤسسات القاعدية لمنظمة التحرير.

إن حق شعبنا في سائر وسائل المقاومة، وفي ظل القانون الدولي، وهي أمر لا مساومة عليه، وإن تعبئة جميع طاقات الفلسطينيين هي حق وواجب.
إن النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية يؤكد في المادة 4 أن الفلسطينيون جميعا أعضاء طبيعيون في منظمة التحرير الفلسطينية، ومن هنا من حق كل فلسطيني وفلسطينية أن يسأل ويسائل وأن يناقش في كل مكان تواجد فيه أين منظمة التحرير الفلسطينية وهيئاتها؟ وأين مكانه هو في هذه الهيئات؟ وله أن يسأل لماذا لم تدعو رئاسة المنظمة والمجلس الوطني للالتئام وإعادة بناء هيئات المنظمة وفق نظام المنظمة على الأقل؟ ومن هنا من حقنا وواجبنا البدء بالحوار والضغط والعمل للتغيير وفق الأسس التالية والاليات التالية التي يجب أن نناقشها في الأيام المقبلة وهي مقترحة بين أيديكم:

أولا: المبدأ الاول عدم المساومة او القبول بأي بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية لسنا بحاجة ان نؤكد اننا لا نسعى ولا يوجد لدينا أي توجه لتجاوز منظمة التحرير، وأننا نرفض أي محاولة تستهدف إضعاف منظمة التحرير التي تحظى بشرعية دولية دفع شعبنا أثمانا باهظة لتكريسها وبصفتها مكسبا جوهريا يجب الحفاظ عليه، ولذلك فإننا نتطلع لتكون هي الإطار الوطني الجامع لكافة القوى الوطنية الحية والفاعلة وما نرفضه هو حالة التعطيل الراهنة للمنظمة.
ثانيا: علينا أن نعمل على تفعيل الهيئات والاتحادات المهنية والشعبية، إن جزء كبير من عضوية المجلس الوطني الفلسطيني تتحدد من خلال انتخابات الاتحادات المهنية والشعبية، وهذه الهيئات تحقق أيضا وظائف التعبئة ووحدة الشعب، ومن هنا سنسعى أن تطالب الشرائح الاجتماعية المختلفة بحقها ومكانها في هذه الهيئات لتؤدي واجبها الوطني، وهذا سيؤدي تلقائيا لإنجاز جزء كبير من التجديد المطلوب في المنظمة كل هذا جنبا إلى جنب مع السعي لممارسة الانتخابات الديمقراطية والتوافق الحقيقي لتجديد منظمة التحرير الفلسطينية.

ثالثا: سنعتمد إلية الحوار ونضع بين أيديكم توصية لتشكيل اطار مختص بقنوات حوار وطني واسع ومتشعب، يتضمن الحديث الى القيادة والقوى والفصائل الفلسطينية، بما في ذلك الهيئات المسؤولة الرسمية في منظمة التحرير، وذلك لمناقشة المطالبة بتفعيل الانتخابات القطاعية والشاملة. وسنطلب من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المبادرة ليبدأ حراك اعادة البناء والتجديد وفق نظام المجلس الوطني وصولا لتطوير والتفعيل المنشودين وفق وتوافق وطني، ويجب أن يمتد الحوار يجب ان يمتد الحوار للأجيال الجديدة الى مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني على قاعدة إدخال القوى الشعبية الفاعلة الى المنظمة وتفعيلها، ويتضمن الحوار أيضا الجاليات وتوحيدها لتطالب بدورها في منظمة التحرير، نحن نحمل لواء الحوار مع في كل هذه المجالات.

رابعا: (حملات الضغط) سننظم حملات تشمل كل أدوات جماعات الضغط المدنية والشعبية المختلفة من اتصال وفعاليات جماهيرية ومنتديات إعلام والخ، ونوصي أن نضع أن تضع لجنة مختصة بحملات الضغط أهداف محددة متدرجة من مثل المطالبة بإعلان أسماء وتفاصيل أعضاء المجلس الوطني الحاليين كما كان معمولا به بالماضي وأن نطالب بعقد الانتخابات للاتحادات وتجديد العضوية فيها. وأن نتابع قرارات المجلسين الوطني والمركزي ومدى تطبيقها.

خامسا: وربما الأهم سنعمل على (بناء شبكات مجتمعية للنضال والإسناد)، ما يميز حراكنا عن غيره هو سعيه لإقامة شبكات مجتمعية للقطاعات المختلفة، أو التنسيق بين هذه القطاعات من شباب ومرأة ومهنيين ونقابيين وأكاديميين، بحيث تطالب هذه الشبكات من جهة بدورها ومكانتها ومكانها في منظمة التحرير، ومن جهة ثانية تنسق فيما بينها للوصول للأهداف المنشودة لكل قطاع في إطار شعار منظمة التحرير التعبئة والوحدة، وبحيث يوفر مؤتمرنا المنصة للتنسيق والتشبيك بين هذه الأطر الفاعلة في الإغاثة في المناصرة، الصمود، المقاطعة، الضغط، وفي حفظ الرواية، ليلتقي الفلسطيني مع الفلسطيني فلتعد الحياة للأطر والروابط الطلابية والشبابية للاتحادات المهنية ليلتقي الرسام والشاعر.

سادسا وأخيرا: (الفرق القانونية) تشكل فرق يجب ان تتشكل فرق لدراسة مواثيق وأنظمة منظمة التحرير ودراسة اليات التفعيل ورصد اي مخالفات تجري لهذه الأنظمة، هذا فضلا عن النظام القانوني العالمي المتاح للشعوب ضد الاحتلال وضد الأبرتهايد والعنصرية وتأييد أي مبادرات، بما في ذلك مبادرات منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الاتجاه، ودعم اي اي جهد يصب في هذا المسار.

نمضي على درب القادة والشهداء والأسرى المؤسسين نمضي خلف ولأجل كل شبل وزهرة نستمر لاجل فلسطين كل فلسطين حتى الحرية والنصر وشكرا لكم.

كلمة عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستاذ أحمد غنيم:

تقرير اللجنة التحضيرية.
في الثاني والعشرين من شباط الماضي. التقى في قاعة قريبة من هذه القاعة ثلة من الفلسطينيين من مختلف دول العالم جمعتهم روح الانتماء للوطن فلسطين بعضهم لم تطأ قدماه ارض الوطن. وبعضهم ما زالت ذاكرتهم تعج بصورة الهجرة والنزوح القسري عن الوطن والبعض من الذين امتشقوا سلاح الهمة وانخرطوا في صفوف العمل من اجل تحريره هبوا من شتات المنافي إلى خنادق الفداء. والبعض من الذين تجذروا في تراب الوطن وحملوا رايته عاليا حين تهاوت الرايات وانهارت الهمم في جنبات الأمة. لم يثنيهم عن واجبهم الوطني لا سياسة القتل ولا القمع. ولا العقاب الجماعي. ولا سجون الإحتلال. ولا حروب الإبادة هذه الثلة من المؤمنين أن النصر يولد من الإيمان بالحق المستند للرواية التاريخية. والعزيمة القوية. والرؤية الخلاقة المدركة، والرؤية الخلاقة المدركة للخط الواصل بين المبادئ الوطنية من وحدة الوطن ووحدة الشعب، وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، وبين متطلبات التحرر الوطني. وفي مقدمتها الوحدة الوطنية الشرط الأهم لتحقيق النصر من هنا اطلق نداء الوحدة. في الرابع عشر من شباط الماضي التقى ثمانون شخصية فلسطينية وأكاديمية هنا على هامش منتدى فلسطين السنوي وتدارسوا واقع الحالة الفلسطينية في ظل حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ودعوا إلى موقف فلسطيني موحد في مواجهة حرب الإبادة، وشكلوا اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني من خمسة وثلاثين شخصية فلسطينية كانت حاضرة لمنتدى. للمنتدى. لمنتدى فلسطين. كمبادرة شعبية لحراك شعبي مستمر والية للحوار والضغط والتغيير، خاصة بعد 17 عام من الحوار بين الفصائل التي لم تنجح في إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، وأصدروا نداء تحت عنوان نداء نحو قيادة وطنية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، والذي وقع عليه الاف الفلسطينيين من اكثر من 36 دولة في العالم.

وفي اذار التالي تم توسيع اللجنة التحضيرية الى 80 عضوا لتضم عددا من الفاعلين السياسيين من الوطن ومختلف دول الشتات. وشكلت لجنة تحضيرية ايضا في الوطن، اتمت لقاءها الوجاهي في مدينة رام الله في حزيران الماضي. وعقدت مؤتمرها بتقنية الزوم في الاسبوع الماضي على خلفية التعقيدات الأمنية واللوجستية التي فرضت على عقد المؤتمر وجاهيا في الوطن. انتظم عمل اللجنة التحضيرية ضمن خمسة لجان هي اللجنة الفكرية، لجنة التواصل والاعلام، لجنة العضوية، اللجنة المالية واللجنة اللوجستية. وتشكل من اللجنة التحضيرية لجنة متابعة من عشرة أعضاء من الداخل والخارج لمتابعة أعمال اللجنة التحضيرية ولجانها الخمس. عقدت اللجنة التحضيرية سلسلة اجتماعات منذ تشكيلها في شباط الماضي بواسطة تقنية الزوم ولقاء وجاهيا واحدا في أكتوبر من العام الماضي هنا في الدوحة، بينما عقدت مجموعة من لقاءات وجاهية للجان الفرعية في الكويت وتركيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وقطر ولبنان، فضلا عن العديد من اللقاءات المصغرة في دول وعواصم عربية وغربية أخرى. استكملت اللجنة التحضيرية أوراق العمل على النحو التالي. ورقة المحددات السياسية. ورقة محددات المفهوم. ورقة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. أوراق خاصة. ورقة اللاجئين وحق العودة. ورقة المبادرات ودعم الصمود وورقة تنظيم أعمال المؤتمر الوطني. الورقة النظامية. تم عقد سلسلة من اللقاءات وورشات العمل وندوات مباشرة وأخرى عبر تقنية الزوم، تم من خلالها مناقشة أوراق العمل مع معظم الموقعين على النداء، وأقرت الأوراق بعد دمج المحددات السياسية وورقة محددات المفهوم في ورقة سياسية واحدة. هي الورقة المفاهيمية. كان لنا ورقة المحددات السياسية وورقة لمحددات المفهوم.

تم دمج الورقتين في ورقة واحدة، سميت الورقة المفاهيمية السياسية التي تعرض اليوم ضمن جدول أعمال المؤتمر لتشكل أرضية النقاش العام الذي سوف يحدد مخرجات هذا المؤتمر ضمن رؤية واضحة وأهداف موضوعية قابلة للتحقيق واليات عمل منجزة، ومن أجل تعميم أهداف المؤتمر لدى قطاعات شعبنا الفلسطيني، تم انجاز الموقع الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤتمر الوطني الفلسطيني، عقدت لجنة المتابعة لقاءات مباشرة مع الأعضاء الموقعين على النداء في عدد من الدول ضمن برنامج خلق البيئة المناسبة لنمو الفكرة، وتحقيق الانسجام بين الموقعين على النداء، الذين جاؤوا بوزنهم السياسي متخطين كل الحواجز الفئوية والفصائلية والحزبية، مقدمين نموذجهم الطليعي ورسالتهم المبكرة في تجسيد هدف الوحدة حيث شرعية الوطن أعلى من شرعية الحكم، عندما تغيب المصالح والحسابات الضيقة ويصبح الوطن ما يجمع الناس يصبح الوطن ما يجمع الناس يصبح الوطن ما يجمعنا، وليس القيود الضيقة الفئوية والفصائلية والحزبية، وليس الأيديولوجيا أو الانتماء الحزبي بدأت لجنة المتابعة سلسلة اتصالات من اجل تأمين مكان لعقد المؤتمر الوطني، وتم منح موافقة مبدئية من إحدى الدول العربية لم تترجم إلى موافقة عملية طرقت اللجنة لجنة المتابعة واللجنة التحضيرية أبواب دول عدة حيث استعصت الجغرافيا السياسية على كسر أزمة المكان لإتمام الوحدة ضاقت الأرض بنا ضاقت بنا طرقنا الأبواب لنلم شملنا، في هذه القاعة سدت أبواب كثيرة طاردونا في كل العواصم ليغلقوا لنا باب الأمل بأننا نستطيع أن نقدم على التغيير، لكن الإصرار بقي مع اللجنة التحضيرية حتى تمكنت وحققت…استعصت الجغرافيا السياسية على كسر طوق أزمة المكان لإتمام الوحدة، فجاءت الموافقة القطرية مشكورة على قبول عقد هذا اللقاء في الدوحة وهي مبادرة شعبية فلسطينية تستهدف حماية النظام السياسي الفلسطيني والمساهمة في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية استمرارا لدور قطر المستمر في العمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخاصة في هذا الوقت حيث لا يمكن مواجهة حرب الإبادة وخطر التهديد بالتهجير دون إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

على مدى عام، عملت اللجان الخمس للتحضير لإطلاق المؤتمر الوطني الفلسطيني، فأتمت اللجنة الفكرية إنجاز الورقة المفاهيمية وخطة المائة يوم التي سوف تعرض ضمن لجان عمل المؤتمر غدا، وورقة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وورقة الصمود ومواجهة حرب الإبادة وخطر التهجير، وأتمت اللجنة الإعلامية مهمة جبارة من حيث إعداد الأليات والمنصات والأدوات الإعلامية وأنجزت الخطة الإعلامية وجهزت المواد اللازمة من بوسترات ومنشورات وفيديوهات وبوستات وباقي المتطلبات الإعلامية، وأنجزت لجنة العضوية سجل العضوية ليس فقط للمشاركين في جلسة المؤتمر، بل لكل الموقعين على النداء كأساس لداتا معلوماتية سوف تتطور مع مراحل تطور المؤتمر الوطني الفلسطيني، وأتمت اللجنة اللوجستية أعمالها في التحضير لعقد المؤتمر ضمن جهد جبار أيضا في ظل ظروف وتعقيدات مالية ولوجستية شتى وأمامكم رغم كل الصعاب تلمسون نتائج عمل اللجنة في نجاح الترتيبات لعقد المؤتمر.

أما اللجنة المالية فقد واجهت تحديات شتى في توفير الإمكانيات المالية لإتمام عقد المؤتمر، وعلى مدى عام من التحضيرات حيث اعتمدت على أساس التمويل الذاتي، وما زالت اللجنة تواجه تحديات في توفير المصادر المالية، غير أنها تغلبت جزئيا على هذه التحديات بجمع بعض التبرعات من رجال أعمال فلسطينيين، لكنها اعتمدت بالأساس في عقد هذا اللقاء على التمويل الذاتي للأعضاء، حيث تقرر دفع رسوم اشتراك من كل عضو من الأعضاء مائة دولار رسم اشتراك كحد أدنى، ووضعت ضمن نموذج طلب المشاركة تحديدا لقدرة المشاركين على التمويل الذاتي لحضورهم المؤتمر من حيث حجز التذاكر، السفر والإقامة على حساب المشارك المقتدر، وإمكانية التبرع من قبل المشاركين لمشاركين أخرين، ما خفف إلى حد ما من التحديات المالية.
وسوف تعرض اللجنة المالية عند إنجاز المؤتمر وجمع رسوم الاشتراك تقريرها المالي، وفي هذا السياق أيضا، اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر باسمكم جميعا، وباسم لجنة المتابعة واللجنة التحضيرية لكل من ساهم بالتبرع من أجل التغلب على الصعوبات المالية، تمت اللجنة التحضيرية إنجاز البنية التحتية الإدارية والإعلامية وأدوات العمل والمضمون الفكري والسياسي وسجل العضوية، ثم حددت موعد انعقاد المؤتمر الوطني في الدوحة في 17 إلى 19 من شباط الحالي، وقد أنجزت اللجنة التحضيرية أعمالها بنجاح، اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر إلى زملائي في لجنة المتابعة وفي اللجنة التحضيرية، ولكم جميعا ولكافة الأعضاء الموقعين على النداء على جهودهم الكبيرة في الإعداد لهذا المؤتمر. كما أتقدم باسم اللجنة التحضيرية وأعضاء المؤتمر بالشكر الجزيل من الطواقم الفنية التي عملت على مدى أيام وليالي لإنجاز التحضيرات الفنية واللوجستية لعقد المؤتمر، خاصة الأخت الدكتورة المتفانية سلام الراوي والأخ معتز الظاهر، وكافة الأخوات والإخوة الذين بذلوا جهودا جبارة، كل أخت بإسمها وكل اسم بإسمه، سهروا الليالي ونجتمع في هذه القاعة. أنا أعلم مدى الجهد الذي بذلوه. وأنهم واصلوا الليل بالنهار حتى نحقق هذا اللقاء.

وفي الختام، إن اللجنة التحضيرية واثقة من أننا سننجز أعمال مؤتمر ناجح شكلا وموضوعا ومخرجات مؤتمر يليق بكم بهذه النخبة المميزة، مؤتمر يمنح الأمل لشعبنا أن الوحدة ممكنة وأن الصمود والوحدة أمام تحديات حرب الإبادة، طريقنا لدحر وهزيمة مخططات التهجير والخطة البشعة التي عبرت عنها التصريحات الهوجاء للرئيس الأمريكي ترامب، تلك الخطة الخارجة عن المعايير الإنسانية والأخلاقية وعن المواثيق الدولية، واسمحوا لي أن أتقدم بإعلان انتهاء أعمال اللجنة التحضيرية.

وبذلك أرجو أن تعذروني على أي تقصير أو أخطاء في الأعمال التحضيرية خاصة اللوجستية واللوجستية منها لكن إذا قصرنا بذلنا كل ما نستطيع، نعلم أنكم واجهتم بعض الصعوبات لكل واحد منكم في قلوبنا جميعا مكانا كبيرا في هذه القاعة، سنحدد مستقبلا مهما في مسألة التغيير لكل شعبنا. إن اللجنة التحضيرية تأمل أن أقدم باسمها إليكم اليوم بعد اعلان انتهاء مهمتها اقتراحا توافقيا على هيئة رئاسة إدارة جلسات المؤتمر، آمل أن يلقى قبولكم، نحن نقدم اقتراح بأسماء أعضاء إدارة جلسات المؤتمر وإدارة جلسات المؤتمر، الهيئة تبدأ عملها بعد أن تنزل أعضاء لجنة المتابعة على المنصة وينتهي عملها في الجلسة الختامية لهذا المؤتمر، وثم المؤتمر يحدد هيئته بعد ذلك.

الأسماء المقترحة لرئاسة الهيئة والتي نأمل أن تلقى قبولكم، إذا لقيت قبولكم برفع اليد أرجو أن نرى رفع اليد إذا لقي هذا الاقتراح قبولكم (الأخ معين الطاهر رئيسا لهيئة إدارة جلسات المؤتمر) (الأخ عوني المشني عضوا) (الأخت صابرين عبيد الله عضوا) (الأخ عدنان حمدان عضوا) (الأخت ليلى فرسخ) (أحمد أبو النصر عضوا)
من يعارض يتفضل يرفع يده لا معارضين .. معين الطاهر رئيسا، الأخ عوني المشني، الأخت صابرين عبيد الله، الأخ عدنان حميدان، الأخت ليلى فرسخ، الأخ أحمد أبو النصر.
وبما انه تم التصويت بالغالبية أو بالغالبية العظمى على هذا الاقتراح، لم يكن هناك أي صوت رافض للاقتراح أو ممتنع اعلن استلام رئاسة المؤتمر لهذا المؤتمر، وأتمنى لهذا المؤتمر النجاح وأطلب من لجنة المتابعة بعد شكرها اخلاء المنصة لرئاسة المؤتمر. شكرا لكم.

تعريف بكل عضو من أعضاء هيئة رئاسة المؤتمر تقديم انتصار الدنان:
 الباحث والكاتب الفلسطيني والعضو السابق في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية الأستاذ معين الطاهر الإعلامي.
 الإعلامي ونائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حاصل على درجة الماجستير في الإدارة التربوية الأستاذ عدنان حميدان.
 الكاتب الصحافي والناشط السياسي أسير سابق وعضو لجنة المتابعة للمؤتمر الوطني الأستاذ عوني المشني.
 رئيس ملتقى الجالية الفلسطينية في بلجيكا الاستاذ احمد ابو النصر.
 الباحث في مجال الاقتصاد السياسي الدكتورة ليلى فرسخ.
 الناشطة المجتمعية والسياسية والقيادية في المبادرة الوطنية الفلسطينية، الاستاذة صابرين عبيد الله.

كلمة معين الطاهر:

أخواني أخواتي من كان حاضرا معنا في هذه القاعة، او من يتابعنا على منصات التواصل الاجتماعي. أرحب بكم أجمل ترحيب في المؤتمر الوطني الفلسطيني، وأشكركم على ثقتكم الغالية الممنوحة لي ولزملائي على المنصة في لجنة رئاسة المؤتمر التي تنتهي مهماتها بمجرد انتهاء أعمال مؤتمركم، أي لن يبقى لها صفة بعد انتهاء أعمال هذا المؤتمر وتشكيل هيئاته الدائمة التي ستتابع مسيرته وتراكم إنجازاته، بعد أن تقرروا خطة عملكم من أجل استنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية، ونعدكم أن يكون هذا المؤتمر مؤتمرا وطنيا ديمقراطيا نتحاور فيه بحرية من أجل تحقيق أهدافه المتمثلة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، ومواجهة مخططات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والضم والتهجير.

الأخوات والإخوة، جاء الطوفان الأقصى بعد أن تجاهل المجتمع الدولي نكبة الشعب الفلسطيني، وهمشت القضية الفلسطينية بعد موجة التطبيع العربي والاتفاقات الإبراهيمية، وكادت أن تصل إلى حافة التصفية، في ظل تقاعس النظام العربي الرسمي، وعجز السلطة الفلسطينية، وانهيار عملية السلام المفترضة بعد سنوات من المفاوضات العبثية.

وعلى الرغم من حرب الإبادة الجماعية التي شنت ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عادت القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث من جديد، وأضحت موجة جديدة من التطبيع العربي أكثر صعوبة، وتصاعدت الحراكات الشعبية في العالم العربي، وشهدت الجامعات الامريكية والاوروبية موجة احتجاج واسعة، كما شهدت دول عدة حركة مقاطعة واسعة، واعترفت بعض الدول في أوروبا وأمريكا الجنوبية الجنوبية بالدولة الفلسطينية، يمكن القول بحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن القضية الفلسطينية عادت قضية مركزية في العالم العربي، ومن المؤسف أنه ووسط حرب الإبادة والمعاناة الإنسانية عجزت السلطة الفلسطينية عن مواكبة الحدث، وكأن الحرب تجري في كوكب أخر وقتل شعبا غير شعبها ونأت بنفسها عن جميع دعوات الوحدة وتشكيل قيادة موحدة، كما لم يعقد أي اجتماع جدي لأي من الهيئات القيادية.
وانشغلت بتحميل حركة حماس نتائج حرب الإبادة بدلا من تحميلها للاحتلال والنزاع على من سيتولى إدارة غزة بعد الحرب، معتقدة أن موقفها بعزل المقاومة سيعزز من فرصها لتحقيق ذلك، متجاهلة موقف الاحتلال القائل لا لحماس او لعباس، وموقف الإدارة الأمريكية القائل بإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية، ترافق ذلك كله مع عجز كامل للنظام العربي الرسمي استمر منذ بداية الحرب وحتى اليوم، إذ لم يتمكن النظام العربي الرسمي من الضغط على الولايات المتحدة على الرغم من توفر سبل ذلك، ولم يتمكن من وقف حرب الإبادة وكسر الحصار وإيصال المساعدات وإنهاء المعاناة الانسانية.

ولعلنا نتساءل ماذا سيحدث لو سيرت آلاف الشاحنات عبر الحدود برايات عربية ودولية؟ هل يجرؤ الاحتلال على منعها او قصفها؟ وهل فات الأوان على ذلك لكسر الغطرسة والجنون الاسرائيلي؟

اخواتي أخواني، على الرغم مما قيل لنا من اتهامات عبر بيانات رسمية وذباب الكتروني، فإننا نؤكد أننا هنا في هذا المؤتمر نحن زملاء القادة المؤسسين للحركة الوطنية الفلسطينية ورفاقهم وابنائهم وبناتهم وأحفادهم وعدد كبير منهم في هذه القاعة، أو ممن وقعوا على بيان نداء من أجل الوحدة وانضموا الى اعمال المؤتمر.

نحن مصرون ومصممون على إعادة إعادة بناء منظمة التحرير، ولن نقبل بديلا منها ولن ننجر لمعارك جانبية، طريقنا هو الحوار مع الجميع والضغط وخلق آليات للتغيير عبر حراك شعبي سلمي واسع سيتسع ويكبر ليضم عشرات ومئات الالاف من أبناء وبنات شعبنا.

نؤكد للسلطة الفلسطينية أن من يستهدفها هو الاحتلال وحده الذي يسعى إلى تفتيت النظام السياسي الفلسطيني وتحويله إلى كانتونات منفصلة، وأن الطريق الوحيد للمحافظة على النظام السياسي ومواجهة مخططات الضم والتهجير هو الوحدة الوطنية.

المؤتمر حراك شعبي مستدام في الداخل والخارج، وهو إذ يبدأ أعماله اليوم عبر نقاش عام حر ومسؤول وواعي، يمثل مؤتمرا وحدويا يضم التجمعات الفلسطينية في أماكنها، كما يضم الاتجاهات السياسية والفكرية على تعددها، وهو يميز منذ وثيقته السياسية الأولى ما بين المشروع الوطني الفلسطيني الذي له صفة الثبات والاستدامة، والمستند إلى الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني من جهة، وبرامج التيارات والفصائل والإكراه وإكراهات السياسة التي قد تتغير بين مرحلة وأخرى.

من بين أعضائنا قد نجد من يتبنى هذا البرنامج أو ذاك، وهذا حق له لا ينازعه عليه، لكن على من يتبنى حل الدولتين مثلا أن يحقق تفكيك الاستيطان وانسحاب الجيش الاسرائيلي وأن يفاوض على برنامج زمني لتحقيق ذلك لا على قضايا الأرض والسيادة والمياه والاقتصاد والبيئة ومن يسعى لحل الدولة الواحدة، فينصب نضاله على تفكيك الفكرة الصهيونية وإنهاء نظام الأبرتايد كشرط لهذا الحل وأي إنجاز قد يتحقق في هذا الطريق أو ذاك يراكم خطواتنا على طريق تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، لن نختلف على هذه القضايا أو البرامج، يوحدنا المشروع الوطني الفلسطيني الذي يوحدنا بتغير البرامج السياسية، أو يتأثر بإكراهات السياسة ويتمسك بالثوابت الوطنية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وحقه في مقاومة الاحتلال بأشكالها المختلفة التي شرعتها القوانين الدولية وحقه في العودة وإقامة دولته الفلسطينية الفلسطيني على أرضه ووحدة شعبه وأرضه وقضيته ونضاله.

سنخصص جلسات هذا اليوم للنقاش العام الذي نأمل أن يثري حوارنا ويوحد مفاهيمنا، ويعزز من وحدتنا، ويمهد الطريق أمام عمل اللجان المتخصصة، ويفتح أمامنا آفاقا أكبر من أجل تحقيق أهدافنا،ولعل في كلمات أعضاء لجنة المتابعة التي تليت قبل قليل ما يضيء أمامنا هذا الدرب،

ختاما نقف ننحني اجلالا لأرواح الشهداء، للجرحى للأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال. للذين تم تحريرهم خلال الأسابيع الماضية، للأسرى، لقادة الاسرى، الذين ننتظر بأمل أن يتم تحريرهم، نوجه التحية، لمروان البرغوثي، لأحمد سعدات، لاإبراهيم حامد، لعباس السيد، ولغيرهم العشرات من قادة الأسرى في سجون الاحتلال الذين كنا نأمل أن نراهم معنا هنا على هذه المنصة، وشكرا، وأعلن اختتام هذه الجلسة.