عدنان الضميري : حماس لا تريد ولا تفكر بأن تتخلى عن دورها الانقلابي في حكم غزة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/01/عدنان-الضميري_2025_01_28_13_31_46.mp4[/video-mp4]

قال اللواء عدنان الضميري عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح:

 المذيع: أهلا بك سيادة اللواء. معنا على شاشة الحدث في كل المحادثات التي جرت خلال الفترة الماضية ما بين فتح وحماس، كان الحديث دائما على عودة حماس وأن تكون جزء من المعادلة، ولكن اليوم حين تقول حماس بأنها جزء من المعادلة، وأنه لا يوجد فراغ في غزة، وأنه لا يوجد مفهوم اليوم التالي، ما الذي تعنيه حماس عن دورها في هذه المرحلة؟

بالبداية لا بد من الإشارة أن كل الواقع الذي ينقله المراسلين من كل الفضائيات العالمية هو الذي يعطي الصورة إن كان هناك فراغ إداري أو لم يكن فراغا إداريا.

إذا المقصود بالفراغ الإداري هو عصا الأمن والإستعراض الأمني هذا ما معقول. إنه موجودة. حماس ظهرت في تسليم الأسيرات الإسرائيليات بصورة أنيقة في اللباس العسكري وفي السلاح العسكري الفردي، لكن إذا كان القصد الإداري في إدارة حياة الناس الإنسانية والتعليمية والصحية، فإن ما يقوله عدمي ليس له علاقة بالواقع الموجود أمام التهجير، وأمام أيضا الإبادة التي لا زالت قائمة، والسؤال الكبير هو هل إنتهت الحرب؟ أنا باعتقادي لن تنتهي الحرب بعد، هناك مرحلة ثانية، المرحلة الثانية أكثر غموضا من المرحلة الأولى فيها تفاصيل كثيرة والتفاصيل الكثيرة تشكل شكلا من الخلاف.

المذيعه: قبل الحديث عن غموض محادثات المرحلة الثانية، وهي المرحلة الدقيقة أيضا في هذا الاتفاق، ولكن أنت تحدثت عن غياب الإدارة الإنسانية والإغاثية وحتى مساعدة الناس، نحن نرى هذه الحشود لا توجد عملية تقديم مساعدات لهم أثناء كل هذا الطريق الطويل، وهذه الساعات الطويلة من السير على الأقدام وصولا إلى شمال غزة، كانت أيضا السلطة الفلسطينية تحدثت عن لجنة داخل غزة ستساعد أين هي أيضا؟

أولا السلطة الفلسطينية موجودة بوزارات الشؤون الاجتماعية وموجودة بوزارة التعاون الدولي ووزارة الصحة والهلال الأحمر وبكل هذه الإدارات هي إدارات للسلطة الفلسطينية، ولم تكن حماس مسؤولة عنها في يوم من الأيام، ولم تكن جزءا منها، بل كانت معطلة لها دائما.

هذا الموضوع يشير إلى أن لغة حماس اليوم هي لغة مضطربة بما قاله أبو مرزوق، وبين ما قاله سامي أبو زهري، الاضطراب هو بمحاولة إرسال رسائل أوراق اعتماد لدى الأمريكان بأننا موجودين كحماس، ولا تنسونا من اللغة الموجودة لديكم.

لكن اللغة الأمريكية لازالت لغة أمريكية إسرائيلية في التخلي عن حل الدولتين، وفي موضوع غزة هي لغة تؤدي إما إلى الإنفصال وإما التهجير.

 

المذيعه:  امام الحديث وعن التهجير الذي يتحدث به ترامب ولكن بالعودة إلى كل المراحل الدقيقة المقبلة، حماس تقول (لا يوم تالي) لا يوجد هذا المفهوم حتى وإن كان هذا التعبير هو تعبير إسرائيلي في بداية الأزمة، ولكن أين السلطة الفلسطينية الأن؟ وأيضا فيما يتعلق بهذه المرحلة حماس تتحدث عن فتح معبر رفح، مصر تقول إنها لن تفتح المعبر إلا بعد التوصل مع اتفاق ما للسلطة الفلسطينية؟

حماس تحاول أن تقول تصريحات عديمة ليس لها على الأرض من واقع لإثبات وجود أنها لا زالت حية ترزق، هذا الموضوع أنا باعتقادي في الواقع العملي لا مصر تقبل وجود حماس، ولا الأوروبيين يقبلون وجود حماس لا على المعبر ولا في الإعمار.

حماس تسعى بنفس المفهوم مباشر بطريقة قاصدة أو غير قاصدة أنه لا دولة فلسطينية بل انفصال عندما تقول حماس أنني أنا كحماس كحركة سياسية ليس لها تمثيل سياسي في منظمة التحرير التي هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني كأنها تقول أريد تأدية تأبيد الإنقلاب أن يكون أبديا والإنقسام أبديا وهذا ما يريده نتنياهو إما الإنفصال وإما التهجير، لغة ترمب ولغة سموتريتش هي لغة واحدة.

 

المذيعة: أمام هذه اللغة من نتنياهو وإرضاء سموتريتش وبن غفير وحتى لغة ترامب، وأمام حتى كل هذه المشاهد التي نراها الأن، كيف أو ما الذي يجري ما بين فتح وحماس خصوصا أن قيادات حماس الأن موجودة في القاهرة؟ ما الذي يجري في هذه المرحلة ؟

الحوارات بين فتح وحماس لم تتوقف لكن هذه الحوارات تسير في دائرة،  مفرغة، لأن حماس لا تريد ولا تفكر بأن تتخلى عن دورها الانقلابي في حكم غزة وعن الدور الأمني العسكري الذي حكمت به غزة طيلة 17 سنة، وأوصلتها إلى ما وصلت إليه الأن من منطقة منكوبة ومنطقة غير صالحة للعيش كما يشير كل تقارير الأمم المتحدة.

المذيعه: الحوارات التي تدور في حلقة مفرغة، هكذا وضح إلى أي مدى لن يتمكن الفلسطينيون من مواجهة ما ذكرته، ترامب وبن غفير سموتريتش ونتنياهو، وهذه المرحلة المقبلة، المرحلة المقبلة من المفترض أن تناقش أو يبدأ النقاش عن الانسحاب الإسرائيلي أيضا؟

أن القيادة الفلسطينية تعتمد بالدرجة الأولى على علاقاتها العربية، واليوم هناك في السعودية وفد فلسطيني رفيع المستوى للتشاور مع الإخوة السعوديين الذين يقودون التحالف الدولي في مسألة تحقيق حل الدولتين وتنفيذ حل الدولتين الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الفرق بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس ، أن حماس تفكر بتنظيمها ولا تفكر بالوطن.

المذيعة: هل تعولون على الزيارة المرتقبه لمبعوث ترامب، والذي ربما يبدأ زيارته من السعودية، ثم سيذهب أيضا إلى إسرائيل وحتى قطاع غزة؟

لن يسمع السيد المبعوث الأمريكي أبعد من كلمة أن حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن الضفة الغربية وقطاع غزة هي وحدة سياسية وجغرافية وسكانية واحدة حسب كل الإتفاقات الدولية وحسب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، بأن دولة فلسطين هي في حدود الرابع من حزيران عام 67 التي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وأن إتفاق أوسلو الموقع عليه الأمريكان كشهود عليه وبرعايتها يعتبر الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة اقليمية واحدة.

المذيع: ما يجري اليوم هو عملية تتوسع أيضا في الضفة الغربية بعد جنين اليوم طولكرم أيضا كيف تتحرك السلطة أمام هذه العملية العسكرية التي بدأت تزداد مع اقتحامات واعتقالات؟

 

السلطة الوطنية الفلسطينية ليست لديها حلول عسكرية بقوات عسكرية مدججة بالسلاح تستطيع أن تواجه الحالة الحربية الوحشية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، واضح تماما أن هذا هو موقف القيادة الفلسطينية موقف منظمة التحرير.

الأن كل ما يقوم به الإحتلال الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وبقيادة سموتريتش هو لتيئيس الفلسطينيين من حل الدولتين، ويبحث مع ترامب إما تهجيرا أو انفصالا بين غزة والضفة للفلسطينيين، هذه اللغة السائدة الأن والتي يقوم الإحتلال على الأرض في طولكرم.

 جيش الاحتلال يقوم بتدمير كل البنى التحتية بمخيم طولكرم لجعله مكان غير صالح للعيش أيضا كما غزة.

 

المذيعه: كل هذه المخططات التي تتحدث عنها ربما ما كان الحديث على أن ما حدث في غزة والسابع من أكتوبر ربما يكون سببا يوما من الأيام في وحدة الصف الفلسطيني أمام هكذا مخططات؟

 

ما دامت حماس تقدم نفسها على فلسطين وعلى الوطن الفلسطيني. لن يكون هناك وحدة عندما يجلس على الطاولة كوطنيين يؤمنون بأن فلسطين وحدة سياسية وجغرافية وسكانية واحدة، وأن لا اقتطاع جزء من الوطن لحكمه بالأمن هذا الموضوع ممكن أن تنجو فلسطين.