|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/01/مجلس-االامن-فلسطين_2025_01_24_06_38_23.mp4[/video-mp4]
|
عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، جلسة تحت الرئاسة الدورية للجزائر، بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، بالتركيز على أوضاع الأطفال في قطاع غزة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية:
قال السفير رياض منصور مندوب فلسطين بالأمم المتحدة، خلال كلمته بالجلسة:
- أتقدم بالشكر لروسيا مدعومة من الجزائر والباكستان والصومال وسيراليون، على عقد هذا الاجتماع الهام لمناقشة وضع الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة وتسليط الضوء على معاناتهم وضرورة توفير الحماية والرعاية العاجلة لهم.
- الأن ومع وقف إطلاق النار الذي يجب أن يكون دائما، لعله حان الوقت ليقوم مجلس الأمن بزيارة قطاع غزة المنكوب، لتشهدوا بأعينكم ما حل بشعبنا وأطفالنا بسبب ما اقترفته إسرائيل من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على مدار خمسة عشر شهرا من الإبادة الجماعية، و17 عاما من الحصار الظالم، لتشهدوا أيضا ما سببته ثقافة الإفلات من العقاب وازدواجية المعايير والحصانة وغياب المساءلة التي تمتعت بها إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال بدون وجه حق.
- أيضا أتقدم بالشكر لممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية، السيد توم فليتشر على إحاطته الشاملة، ونعبر عن شكرنا لكل طواقم الأمم المتحدة العاملة على الأرض لتقديم الإغاثة لشعبنا أما “بيسان” إبنتنا من غزة، أقول لها كم نحن فخورون بك وشابات وشباب فلسطين، ولا شيء يملؤنا فخرا مثل أن يتحدث أبناؤنا في غزة عن غزة لمجلس الأمن وللعالم، خاصة بعد هذا الغياب الطويل الذي فرضه الاحتلال عليكم، لقد عبرت بروح، مفعمة بالإنسانية والأمل عن معاناتكم وهول ما ألم بكم، فألف شكر على ذلك باسم كل أطفال فلسطين، تعتصر قلوبنا ألما عليكم، على مدار هذه الإبادة البغيضة، فكنا نتابع نبض حياتكم القادم من بيت حانون. وبيت لاهيا، وجباليا، وغزة والوسطى، ودير البلح، وخان يونس، ورفح، ونعلم أنكم واطفالكم تعانون وتتحملون ما لا يمكن أن يتحمله الإنسان ظلما وعدوانا ودون أي ذنب.
- تواجهون الالة الاسرائيلية الة القتل والتدمير والتهجير والتطهير العرقي التي تريد النيل من محاولاتكم للنجاة من القصف والقتل ومن الضياع تحت الردم ومن الاعتقال ومن المرض والخوف والتجويع والتعطيش، ومن حر الصيف وبرد الشتاء، نحن ندرك حجم الألم والقهر الذي أصابكم، وهول الكارثة التي حلت بكم، وأثارها التي لا نشفى منها كشعب، ولكننا ندرك أيضا صلابة عزيمتكم وإصراركم للعودة إلى الحياة ومقاومة الموت الذي يتربص بكم من كل جانب، سنبني على هذه العزيمة وعلى هذا الأمل الذي نتفهم أنه قد يكون شحيحا في هذه الأوقات الصعبة، وخاصة أن بيوت العزاء مازالت مفتوحة، وكذلك البحث عن رفاة الشهداء والمفقودين.
- أتمنى لكم يا شعبنا في غزة عودة سالمة لحياتكم وبيوتكم أو ما تبقى منها، عودة سالمة لأهلكم وأحبابكم وأصدقائكم أو من تبقى منهم وسنكون معكم، سنكون اليد التي تعمر وتبني وتداوي وتضمد الجراح، نصغي طموحاتكم وأحلامكم المشروعة، وسنبقى دوما صدى لصوتكم حتى يزول هذا الاحتلال الإسرائيلي المجرم عن أرضنا وعن شعبنا.
- أيها السيد الرئيس، نجدد التأكيد على استعداد وجاهزية الحكومة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها الحكومية في قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية، وتقديم الخدمات الإغاثية والتنموية لشعبنا في القطاع الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، وذلك وفق خطة الحكومة للإغاثة والإنعاش المبكر والاستجابة الطارئة لقطاع غزة التي قدمها رئيس الوزراء د، محمد مصطفى لسيادة الرئيس محمود عباس، والتي تشمل ضمان عودة أمنة للنازحين النازحين الى أماكن سكنهم، وتوفير العلاج للجرحى والمرضى، وإعادة التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة، والتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار الشاملة، بما في ذلك استئناف خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية، واستلام المعابر والحدود، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتعافي الاجتماعي، معتمدين على كفاءات وخبرات بناتنا وأبنائنا من الشعب الفلسطيني القادر على صنع مستقبل أفضل.
- وهنا لا بد من مطالبة الاحتلال الاسرائيلي بالافراج الفوري عن الاف الكوادر الفلسطينية الطبية والصحفية والأكاديمية، والذين اختطفتهم من قطاع غزة، والذين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب في مراكز التعذيب الاسرائيلية. فلا يمكن ان تتعافى غزة دون عودة أبنائها الذين خطفتهم اسرائيل من قطاع غزة كالدكتور حسام أبو صفية والدكتور أحمد مهنا وغيرهم من الكوادر والطواقم الفنية، كما نتطلع للتعاون وتنسيق الجهود مع الدول الشقيقة والصديقة في جميع المجالات لتقديم العون والمساعدة لشعبنا، ونؤكد على دور الأمم المتحدة، بما في ذلك الدور الرئيسي لوكالة الأونروا الذي لا غنى عنه، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة، ما يتطلب ضرورة إجبار الاحتلال الإسرائيلي على عدم عرقلة عملياتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، فنحن نريد أن يقوم المجتمع الدولي بتمكين الأونروا على إعادة فتح مدارسها في قطاع غزة، وتأهيله وتهيئتها لاستقبال الاف الأطفال، واستئناف العملية التعليمية بشكل رسمي تصل إلى كل طفل وطفلة بشكل متساو، وأمن علما منا جميعا أن المدرسة تقدم نوعا من الحماية للأطفال من تبعات الحروب لما توفره من فرص الدعم النفسي والترفيه للأطفال، فلا يمكننا الانتظار وعلينا البدء فورا باستئناف التعليم على كافة مستوياته في قطاع غزة.
- لقد شنت إسرائيل غاراتها على منازل المدنيين في غزة دون تمييز، وعلى نحو القصف “السجادي” مستخدمة مئات الأطنان من القنابل، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 17 ألف طفل، وفقدان نحو عشرين ألفا تحت أنقاض منازلهم أو ملاجئهم أو في المقابر الجماعية، وإصابة عشرات الألاف من الأطفال بالحروق والجروح الدائمة، بما في ذلك بتر أطرافهم وتركت ألاف أيتاما، كما حاصرت إسرائيل القطاع وفرضت عليه سياسة التجويع كسلاح حرب، ومنعت وصول وتوزيع المساعدات الإغاثية والطبية للمدنيين هناك، في انتهاك لكل المعايير الأخلاقية والقانونية والسياسية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي الضفة الغربية تأتي إسرائيل بمدرعاتها العسكرية إلى أطفالنا، إلى بيوتهم ومدارسهم وشوارعهم وحاراتهم تقتلهم وتعتقلهم يتمدد هذا الاحتلال وإرهاب مستوطنيه في كل مدينة وفي كل شارع، في جنين ومخيمها، وفي طولكرم، وفي نابلس، وفي رام الله وقلقيلية وبيت لحم والخليل، يهدم ويهجر ويقصف، ويعتقل ويحرق ويخرب وينهب وينهب ويستوطن في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية دون أي رادع أو عقاب، وإننا نطالب بإبقاء قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على قائمة الأمم المتحدة لمنتهكي حقوق الطفل في النزاعات المسلحة، حتى يكف هذا الاحتلال عن ارتكاب جرائمه ضد أطفالنا. كما نطلب نطالب الدول بحظر إرسال الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على الالتزام بالقانون الدولي وتحقيق الحماية لأطفالنا. فلا يمكننا أن نقبل أن يكون هذا مصيرنا، كما لا يمكننا أن نقبل أن يكون مصير أطفالنا إما مقبرة في قطاع غزة أو معتقلا في الضفة الغربية، او تهجيرا في القدس الشرقية، ولا يعقل أن يعيش أطفالنا اليوم قسوة الحياة التي عشناها في طفولتنا بسبب الاحتلال الإسرائيلي الممتد على مدى هذه العقود من الزمن، دون أي أفق لنهايته.
- على دوامة العنف هذه أن تنتهي فورا، وعلى هذا الاحتلال الذي يسرق منا الطفولة ويسرق منه الشباب ويسرق منا الحياة، أن ينتهي فورا، أن الأوان لنا ولأطفالنا أن نعيش حياة خالية من الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، وأن الأوان لأن يأتي جيلا فلسطينيا لا يعرف الحياة تحت الاحتلال، آن الأوان لأن تتوقف الحرب بلا عودة، وأن ينتهي الحصار بلا رجعة.
- آن الأوان للإفراج عن كافة أطفالنا الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل في مراكز التعذيب والاعتقال الإسرائيلية، وضمان ألا تقوم إسرائيل بإعادة احتجازهم، وآن الأوان لأطفالنا الجرحى والمرضى، الحصول على العلاج والعناية الطبية اللازمة، خاصة الذين فقدوا أطرافهم، والذين هم بحاجة للأطراف للأطراف الصناعية وإعادة التأهيل والتأقلم مع الحياة الجديدة التي فرضت عليهم، أدعوكم جميعا إلى الانضمام لجهودنا من أجل تحقيق العدالة والسلام والأمن في منطقتنا، والذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لأرضنا، وفق فتوى محكمة العدل الدولية، وتحقيق العدالة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم في المحاكم الدولية. وتحقيق استقلال وسيادة دولة فلسطين. وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، حتى يتسنى لشعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير، وحتى يمكن لأطفالنا ان يولدوا وينشأون في سلام وأمان قادرين على تحقيق أمنياتهم وبناء مستقبلهم والعيش بحرية وكرامة.