|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2025/01/مصطفى-البرغوثي-الجزيرة_2025_01_01_22_51_20.mp4[/video-mp4]
|
حوار د. مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية حول قرار وقف عمل الجزيرة في فلسطين:
س: كيف وجدت هذا القرار والمبررات التي سيقت لتنفيذه أو لاتخاذه؟
ج: فوجئت بهذا القرار، في البداية اعتقدت أنه غير صحيح الخبر ولكن للأسف يبدو أنه صحيح، وأنا برأيي هذا قرار غير صحيح لا يفيد حتى من اتخذوه.
اذا كان هناك ملاحظات او مواقف تتعلق بأداء الجزيرة باستطاعة المسؤولين الفلسطينيين أن يناقشوا الأمر مع مسؤولي المحطة ومع ممثليها وليس أن يتخذوا قرار بوقفها.
يعني في قضيتين أساسيتين لا يستطيع احد ان ينكرها: أولا أن الجزيرة بكل قنواتها سواء العربية او الإنجليزية هي أكثر من غطى نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وهي اكثر من غطى جرائم الوحشية وكشفها وعراها التي ترتكب الان سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في كل فلسطين.
ثانياً : الجزيرة لعبت دورا هاما في مناصرة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل الآن ضد الإبادة الجماعية وضد خطر الضم والتهويد والتطهير العرقي.
ثالثاً : الجزيرة هي أكثر محطة مشاهدة في فلسطين يعني قرار من هذا النوع لن يلغي هذا الأمر . وبالتالي أنا لا أعتقد أنه مفيد حتى لمن اتخذوه.
أدعو الى مراجعته والتراجع عنه بأسرع وقت ممكن لأنه لا يفيد القضية الفلسطينية ولا يفيد الشعب الفلسطيني. ومرة أخرى أكرر من لديه ملاحظات فليقدمها ويعالجها بالحوار البناء وليس بقرارات مثل قرار الاغلاق الذي سمعناه.
رابعاً : يجب ان ننتبه الى أن الامر لا يتعلق فقط بعمل الجزيرة، الجزيرة ستواصل عملها لن تتوقف حتى لو في مثل هذا القرار، ولكن الامر يتعلق بمظاهر أخرى تتعلق بحرية الرأي والتعبير، ونحن رأينا بعض القرارات الأخرى التي عليها ملاحظات في الواقع التي تمس بحرية الرأي والتعبير بوسائل الاتصال الاجتماعي.
هذا الاتجاه يجب ان تجري مراجعته حرصا على المصلحة الوطنية الفلسطينية.
اكرر وأقول هذا لن يخدم مصلحة حتى الذين اتخذوا هذا القرار، لأنه في نهاية المطاف نحن جميعا نتعرض لخطر مشترك. إسرائيل تستهدف الجميع. الاحتلال يستهدف الجميع. يستهدف فتح ويستهدف حماس، ويستهدف الجبهة الشعبية ويستهدف المبادرة وحزب الشعب وكل القوى الفلسطينية والديمقراطية وغيرها.
نحن جميعا معرضين للخطر الان يجب ان نتكاتف ويجب أن نبني أوسع تحالفات ممكنة واوسع وسائل دعم يمكن ان نتلقاها في كل العالم في المحيط العربي والعالمي.
س: هل يمكن فصل هذه الخطوة عن سياقات أخرى تجري في الداخل الفلسطيني باعتقادك؟
ج: لا طبعا الأمور مترابطة، وانا اعرف ان هناك حالة من التوتر الشديد لدى أطراف عديدة بسبب ما يجري في جنين، وبسبب استمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني ومثل هذه الظواهر، بما في ذلك الخلافات الداخلية وتفاقمها، ونحن نتعرض للإبادة الجماعية في غزة، ونتعرض لخطر انهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها عبر حكام إسرائيل ومطامعهم بالتطبيع واستخدامه لتصفية القضية الفلسطينية في هذه الظروف.
نحن جميعا ندفع ثمن عدم وجود وحدة وطنية، ندفع ثمن عدم وجود قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
نحن ندفع ثمن استمرار الخلافات الداخلية، وطبعا قضية جنين هي إحدى القضايا، وأمس كان في اجتماع مهم شاركت فيه قوى فلسطينية عديدة منها الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية والجبهة الشعبية وفدا وغيرها، وكل منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية وجزء كبير من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان، وكلنا توافقنا على على مواصلة الجهد في اطار تنفيذ مبادرة الوفاق التي أعلنت لحل المشاكل القائمة بأسلوب الحوار البناء وليس بأسلوب المواجهة. هذا ما يحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم.
نحن اخطر ما يمكن أن يحدث أن تتفاقم الخلافات الداخلية وتتصاعد وها نحن نرى احدى نتائجها أنها أصبحت حتى خلافات مع أطراف خارجية هذا لا يفيد الشعب الفلسطيني، لذلك أنا اعمل بكل صدق وإخلاص أن يقوم الذين أصدروا هذا القرار بمراجعة موقفهم وأن يعيدوا النظر فيه إذا كان لديهم ملاحظات فليتفضلوا يقدموها للمعنيين ولكن ليس بهذا الأسلوب تحل المشاكل.
س: من حيث أرادت السلطة أو لم ترد باتخاذها. هذا القرار يأتي أيضا بعد خطوة سابقة من الجانب الإسرائيلي أيضا نفذ نفس الإجراء حيال قناة الجزيرة وكأنها تقول للإسرائيلي أنك كنت على حق، ما مدى خطورة هذا الالتقاء في اتخاذ هذا القرار؟
ج: لا اعتقد ان هذا التقاء، ولا يمكن المقارنة بين موقف فلسطيني وموقف الاحتلال بالتأكيد، ولكن بدون شك أن قرار الاحتلال لم يؤثر على الجزيرة، استمرت في عملها واستمرت في تغطيتها واستمرت بالعكس زادت مشاهداتها، وبالتالي مثل هذه القرارات اتخذت التي اتخذت لا تفيد.
أريد أن أحذر بشدة من مخاطر أطراف تدعو وتدفع الأمور نحو الفتنة والانقسام وتعميق المشاكل الداخلية.
انا نفسي تعرضت لحملة من الأكاذيب والتشويه لأنه لدينا موقف يدعو الى الوحدة الوطنية لا أكثر ولا أقل، ومع ذلك لن نسمح لذلك بأن يجرنا الى خلافات وصراعات. الآن الوضع دقيق وحساس، كلنا معرضين للخطر، كلنا معرضون لتصفية القضية الفلسطينية بالتالي يجب أن يتكاتف الجميع ويتوافقوا ويتوحدوا.
اليوم كما قلت أنا في اكثر من لقاء معكم أيضا قلت الوحدة الوطنية الفلسطينية هي اليوم قضية حياة أو موت ولا يمكن السماح بتفاقم الخلافات الداخلية سواء في جنين أو في أي منطقة أخرى، أو في العلاقات بين القوى السياسية الفلسطينية او في العلاقات مع الأطراف الخارجية.
كيف يعمل الإعلام، آخر ما يمكن أن يعمله الانسان أن يدخل في صراع مع جهة إعلامية، خاصة اذا كانت هذه الجهة الإعلامية هي الأكثر مشاهدة في فلسطين، هذا لا يفيد من اتخذوا هذا القرار، هذا قرار غير حكيم وامل ان يتم التراجع عنه.
س: ما لمسته من إجاباتك أنك ترفض المقاربة والمقارنة بين الخطوة الإسرائيلية وخطوة السلطة.، ولكن حتى بالنتائج ما نتابعه الان حتى الإجراء الإسرائيلي سمح بشكل أو بأخر لمراسلي الجزيرة بأن يعملوا بعكس قرار السلطة، وهذا يحيلني إلى موضوع الحوار الذي أشرت له قبل قليل. دكتور مصطفى شبكة الجزيرة كانت مفتوحة على السلطة في الحوار أو إبداء ملاحظاتها أو تقديم منابرها حتى تقول السلطة مواقفها حيال كل النقاط التي تعترض عليها، ما الذي دفعها إلى اتخاذ هذه الخطوة ما دام أن هناك مجال والمنبر مفتوح للسلطة بمختلف مستوياتها؟
ج: لا أعرف كيف اتخذ القرار طبعا لأننا لسنا في السلطة ولسنا جزءا من السلطة.
يعتبرونا في المعارضة من الناحية الداخلية، مع أنه نحن في الصف الوطني العام معا جميعا ضد الاحتلال، ولكن أنا لا أعرف كيف اتخذ القرار ما هي الحكمة في اتخاذ مثل هذا القرار.
يجب أن يجري التراجع عنه بسرعة وفتح الحوار كما ذكرت حضرتك مع قناة الجزيرة اللي عنده ملاحظات يتفضل يقدمها، بس هذا القرار يعني لا القرار الإسرائيلي سابقا أوقف عمل الجزيرة ولا هذا القرار سيوقف عمل الجزيرة.
الجزيرة كما ذكرت أكثر محطة وهذا ما يجب أن نقوله بكل اخلاص وانه اكثر محطة غطت النضال الفلسطيني.
أكثر محطة كشفت وعرت الجرائم الإسرائيلية ويجب أن نستفيد من ذلك والجزيرة هي أكثر قناة مشاهدة لذلك قدمنا.
شهداء كثيرون وهم فلسطينيون. مراسلو الجزيرة الذين استشهدوا فلسطينيين. وبالتالي أنتم موجودين في كل بيت. لذلك أنا آمل أن لا تؤدي هذه الخطوة إلى سلسلة من التفاعلات وإنما أن يجري سريعا تراجع عن هذا القرار وحوار بناء حتى تستمر الجزيرة في عملها بأقصى قدرة تستطيع ان تقدمها وحتى يستفيد الشعب الفلسطيني من دورها.
س: ما تصورك لهذا الحوار الذي قد يكون بناء بين أن تقوم الجزيرة بدورها كوسيلة إعلامية للرأي والرأي الاخر؟ وهذه الملاحظات المقدمة من قبل السلطة والتي على أساسها تقول بأنها اتخذت هذا القرار؟
ج: هناك ممثلون للجزيرة، هناك مدير لمكتبها وهم ليسوا غريبين عنا، الاتصال بالجهات الرسمية الفلسطينية، يستطيعوا أن يتحاوروا معهم، ينقلوا لهم ملاحظاتهم انشأوا بعض الملاحظات يعني تستطيع الجزيرة أن تدرسها، لكن هذا لا يبرر ولا يجعل قرار اغلاق مكتب الجزيرة او عملها صحيحا هذا غير صحيح وليس الأسلوب لمعالجة القضايا مثلما نقول أن قضية مثل قضية جنين والمشاكل المتعلقة بها لا تحل باستخدام القوة العسكرية، وانما باستخدام الحوار البناء والهادئ وتغليب المصلحة الوطنية على كل الأمور الأخرى.
ما نحتاجه كشعب فلسطيني هذا ما نحتاجه اليوم ونحن نواجه كل هذه المخاطر أمامنا لذلك طبعا ممكن الاستماع الى أي ملاحظة لا اعتقد أن الجزيرة سترفض ان تستمع ولكن أيضا الجزيرة لها دور ويجب أن تقوم به دور اعلامي ودور يوازن بين الآراء المختلفة ويفتح الباب لجميع الآراء وهكذا يجب ان تكون الأمور لكن أساليب مثل الاغلاق والوقف ووقف عن العمل هذا انا برأيي لا يفيد حتى من اتخذه ولا يفيد الشعب الفلسطيني بالتأكيد.