|
|
[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/12/عزمي-بشارة_2024_12_08_23_24_32.mp4[/video-mp4]
|
قناة العربي 8-12-2024
قال المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة:
- أنّ تاريخًا جديدًا سيبدأ في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، حيث أنّ سرعة السقوط خلال الأيام الأخيرة، تدلّ على أنّ النظام أجوف من الداخل وفارغ، وقاعدته لا تؤمن به.
- إنّ الشعب السوري حرر نفسه بنفسه من دون تدخل خارجي، مشدّدًا على أنّ هذا الشعب يستحق الآن أن يحكم نفسه بنفسه ويستحق حكمًا ديمقراطيًا وتعدديًا وفيه حرية رأي وحقوق إنسان.
- احذر من أنّ الفراغ الآن هو الخصم والعدو، واشدد على وجوب أن تكون هنالك مؤسسات انتقالية واضحة في مهماتها، وبالتالي الحفاظ على المؤسسات وبناء مؤسسات جديدة، ومأسسة هذا كله كي لا تحدث فوضى.
- سوريا أمام أيام مصيرية، والشعب السوري يريد سيادة على أرضه، وهو لا يسعى لاستبدال استبداد بآخر.
- أنّ تاريخ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول سيسجّل في التاريخ كنقطة بداية، فمنه يبدأ تاريخ جديد في سوريا.
- من الصعب أن يخفي الإنسان انفعالاته في مثل هذا اليوم، بعد 50 عامًا من الاستبداد، حيث أنّ السنوات الأخيرة كانت صعبة بشكل خاص بسبب الفلتان الكامل لنظام الاستبداد بعدما ظنّ أنه انتصر.
- لقد كنت ممّن قالوا إنّ النظام لم ينتصر، وإنّ “هذه سنوات مصطنعة وهو يعمّر على حساب عكازتين إيرانية وروسية وأن نظامه أجوف وغير قادر على السيطرة على البلاد”.
- “قلبي مع الذين تعذبوا في السجون وأهاليهم الذين تعذبوا معهم ومع المنفيّين والمعتقلين بدون ذنب اقترفوه، والناس التي عانت من كل أنواع التعسف في حياتهم اليومية وهذا شيء لا يمكن احتسابه”.
- أنّ النظام كان يعتبر البلد مزرعة ولا يرى الناس بشرًا بل أدوات لديه.
- أنّ كل هذه الذكريات تجتمع في هذه الأيام خاصة أنه لم يكن هنالك وقت لنفكّر كثيرًا، وسرعة السقوط تحبس الأنفاس وهي إن دلّت على شيء، فإنما تدلّ على أن النظام أجوف من الداخل وفارغ وقاعدته لا تؤمن به وكذلك جنوده لا يؤمنون به ولذلك لم يدافعوا، فكان هذا الاستسلام الجماعي لقدر آتٍ حتمًا”.
- أنّ الحقيقة الساطعة التي أفرزتها مجريات الأيام الأخيرة، بعد سنوات عصيبة كان فيها تدخل خارجي سواء في مساندة النظام أو في دعم المعارضة، هي “أن الشعب السوري حرر نفسه بنفسه من دون تدخل خارجي”.
- أنّ هذا الأمر مهم جدًا مقارنة بما حصل في العراق وفي ليبيا حتى، وهذا هو المفتاح للنظر إلى هذا التاريخ الجديد.
- غالبية دول العالم كانت قد استسلمت لواقع أن الأسد جزء من العملية السياسية، ولذلك فإنّ عملية التطبيع مع النظام كانت قائمة بصورة أو بأخرى.
- أنّ الشعب السوري هو الذي حرّر نفسه رغم كل شيء.
- أنّ “هذا الشعب يستحق الآن أن يحكم نفسه بنفسه ويستحق حكمًا ديمقراطيًا وتعدديًا وفيه حرية رأي وحقوق إنسان”.
- لا يوجد أقليات في المواطنة، بل يوجد شعب سوري وفيه تنوع، وان الأقلية تكون أقلية سياسية في الانتخابات أو أقلية في الرأي وفي الفكر، “لكن في المواطنة لا توجد أقليات”.
- هناك أغلبية عربية لا شكّ كما تأثرت بالربيع العربي سوف تؤثّر هي أيضًا على الرأي العام العربي”، حيث أنّ الشعب السوري يستطيع أن يقول اليوم إنه لن يمرّ بتجربتي العراق وليبيا، خصوصًا أنّ مشاهد انهيار المشرق العربي على أساس هوياتي لم تحدث في سوريا.
- واضح من سلوك الثوار والسكان أنّ هنالك استبطانًا للتجربة التي حصلت ولذلك تصرف الثوار وقيادتهم وقيادة العمليات العسكرية بشكل مسؤول، وقد يكون هناك استثناءات، ولكن في المجمل الصورة الآن تبدو بهية وساطعة”.
- آمل أن تكون هذه الصورة فاتحة فعلاً لعهد جديد، لكن ارى أنّ ذلك لا يتطلب فقط عقلية وعظ وأخلاق، “إنما الحفاظ على المؤسسات وبناء مؤسسات جديدة ومأسسة هذا كله كي لا تحدث فوضى”.
- يجب تقليل ذلك قدر الإمكان وهذا غير ممكن إلا إذا مُنِع الفراغ، والفراغ الآن هو الخصم والعدو ويجب أن تكون هنالك مؤسسات انتقالية واضحة بمهماتها.
- إنّ ما يضمن ذلك هو إرادة الناس ووعيهم، ولا يوجد أي ضمان آخر.
- في العراق كان هناك حاكم أميركي وفرض مجلس حكم ووجّه باتجاه أن تتأسّس قوى سياسية طائفية حوّلت دستورًا غير طائفي إلى دستور طائفي، وما يضمن هو الوعي والقناعة التامة أن نتخلى عن هذا كله وأنّ الشعب السوري لا يوزَّع على محاصصات”.
- لا بد من وجوب عدم الاستعجال على الانتخابات، إذ يجب أن يتأسس كل شيء بشكل متين، في حين أنّ الانتخابات المبكرة تعمّق الشروخ، وبالتالي يجب أن تتم الأمور بتأنٍ.
- احذّر من الوقوع في “فخّ” حلّ الجيش، وخطأ قاتل ما فعله القذافي في ليبيا عندما حل الجيش وما فعله بريمر في العراق”. ولفت إلى
- أنّ الجيش السوري في بنيته هو بنية جيش وطني، رغم الدفع به إلى مجازر وحرب أهلية.
- هناك مؤسسة يجب الحفاظ عليها مع تغيير قياداتها وفق ما يختاره السوريون”، وانبه الى أنّ تفكيك هذه المؤسسة يعني تفكيك البلاد، كما أنّ الذهاب باتجاه ميليشيات الفصائل المسلحة يمكن أن يعقّد الأمور، بحيث تدخل في احتراب قد يحتاج لعقود طويلة لترتيب الوضع.
- ادعو إلى الحفاظ على المؤسسات الوطنية رغم كل شيء، ويجب أن نجمع العدالة والاقتصاص من المجرمين مع التسامح مع ضحاياهم، وبين هؤلاء جزء من النظام”.
- هناك كفاءات هائلة في الشعب السوري يجب الاستفادة منهم وهناك تكنوقراط سوريون لا يمكن الاستغناء عنهم، وهناك ضباط منشقّون وكذلك الثوار الذين أداروا هذه المعركة.
- يجب التروي والنظر بدون تعصب وشمولية لأن الأحداث مصيرية ويجب التحلي بأعلى درجات المسؤولية في هذه المرحلة”.
- أنّ الشعب هو الذي يختار نمط الحكم، حيث أنّ التوافقات تحتاج أساسًا إلى عقلية مساومة. وهذا يمكن أن يقود لاحقًا إلى محاسبة حقيقية فيها عدالة وإلى نشر الوثائق والمصارحة والمكاشفة عما جرى والاعتذارات التي يجب أن تحصل، إذا وُجدت مؤسسات قادرة على القيام بذلك”.
- اشدد على ضرورة الاستمرار بتقديم الخدمات للمواطنين في الوقت الحالي، “فالناس الآن تحتاج إلى ماء وكهرباء ووظيفة وأكل وشرب وخدمات وشبكة اتصالات، وهذه كلها يجب أن تدار بالتوازي مع الحوارات”، وآمل بألا ينتظر أحد أن تأتي دول أجنبية لترعى الحوار وتفرض مناطق نفوذ ومحاصصات، بغض النظر إن كانت هذه الدول داعمة أم لا.
- ادعو إلى التمييز بين الدعم والمساندة وبين المسّ بالسيادة، حيث أنّ الشعب السوري يريد سيادته على أرضه، وأفضل تجليات ذلك النظام الديمقراطي.
- يجب أن يفهم الحلفاء الذين دعموا الشعب السوري، وكذلك الخصوم الذين استمروا في مساندة نظام الأسد حتى اللحظة الأخيرة، أنّ الضمان الوحيد للتعاون والصداقة هو سوريا حرة ذات سيادة ولديها مؤسسات. أنّ “أسوأ شيء بالنسبة للدول المحيطة بسوريا هو الفوضى والتنازع، لأنّ ذلك يمكن أن يشكّل خطرًا على الجميع”.
- أنّ الفصائل المسلحة لديها قيادة موحدة، وتستطيع أن تدعو إلى اجتماعات وتتعامل مع الضباط الشرفاء لإقامة مجلس عسكري وتشكيل حكومة مؤقتة تتولى هي الأعمال الأخرى، وكل ذلك لا يمكن أن يكون إلا بوجود من يحكم.
- يجب أن يتوافر الوعي والإرادة وأن نفهم أننا انتقلنا إلى مرحلة جديدة يجب أن نخرج فيها من عقلية النكايات.
- أنّ الصراع على قيادة المعارضة أو المجلس الوطني انتهى، فالمسألة لم تعد عبارة عن نقاش في بلد أوروبي أو في بلد عربي حول تشكيل الوفد المفاوض أو الائتلاف الوطني.
- هذه المرحلة انقضت، والآن هناك مسؤولية عن بلد وعن وطن والأمر يتطلب عقلية أخرى تمامًا، تتخلى عن كل شيء باستثناء الأهداف التي خرج من أجلها السوريون في مارس/ آذار 2011 للتخلص من استبداد ليس لاستبداله باستبداد جديد ولا بحروب في الشوارع.
- أن الناس يجب أن تتوقع أنه في المراجل الانتقالية تحصل مشاكل ويجب أن يتحلى الناس بالصبر”، حيث أنّ “الشجاعة التي نحتاجها الآن لفعل ما يجب فعله أكثر من الشجاعة التي احتجناها سابقًا، لأن الناس لا تتخلى عن عقلية الاحتجاج والتذمر والنضال”. متحدثا عن أهمية استبدال ذلك بعقلية ثورية جديدة هي عقلية البناء من أجل مجتمع أفضل”.
- أنّ هناك مهمّة فورية يجب أن تتمّ الآن، وهي الاتصال بالجميع وطمأنتهم أنه لا يوجد أجندات عند القوى الرئيسية في سوريا للتدخل في الدول الأخرى ولا في طبيعة أنظمتها ولا حتى محاسبتها على سياستها تجاه البلد.
- أن أجندة هذه القوى هي بناء سوريا جديدة لديها مهام قد تكون معقّدة قليلاً فيما يتعلق بأقاليم شرق الفرات وبالساحل السوري، حيث أنّ “هذه أمور لا يجب أن تحسم بالقوة وإنما بالحوار لتجنب ما قد يحصل إذا حدثت صدامات مسلحة على أساس طائفي أو إثني”.
- يجب التوصل إلى تفاهمات حول هذه الأمور وتأجيل قضايا إدارية إلى حين وضع الدستور وإدارة شؤون هذه المناطق من جانب قوى مدنية قدر الإمكان، ففي النهاية يجب أن يكون في سوريا سلاح واحد هو سلاح الجيش الوطني وتشريع واحد هو تشريع البرلمان السوري المنتخب، وكل الأمور الأخرى تحت هذا السقف يمكن التفاوض حولها “.
- أنّ الدول المحيطة يجب أن تعرف أن لها مصلحة في سوريا مزدهرة، فهذا قد يغيّر مستقبل المشرق العربي كله لناحية وزنه في العلاقة مع الغرب وفي أمان إسرائيل التي ما زالت تواصل ارتكاب إبادة جماعية في غزة وما زالت تحتل جزءًا عزيزًا من الوطن السوري هو الجولان المحتل”.
- أنّ “سوريا ديمقراطية مزدهرة مستقلة الإدارة تشكّل مشكلة كبيرة لهؤلاء”، ونثق بأنّ “الشعوب العربية تتطلع الآن إلى دمشق وما يجري فيها وهناك مسؤولية كبرى على معنويات الشعوب العربية ولا سيما الشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم الأمرّين”.
- توجد حكومة مدنية خلّفها النظام السابق، يمكن إضافة أناس إليها لتدير شؤون البلاد مدنيًا، حيث أنّ إدارة العمليات العسكرية تحدثت بمسؤولية تامة، كما أنّ القيادة السياسية يجب أن تتشكل.
- أنّ الثوار والمقاتلين يجب أن يدركوا أنه يجب أن يكون هنالك جيش سوري واحد وألا تكون هنالك ميليشيات مسلحة، في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن الفصائل المسلحة سيكون لها دور كبير في حماية العملية السياسية التي يجب أن تتشكل من خلال انعقاد مؤتمر وطني سوري عام تنشأ عنه جمعية وطنية تكون مكلفة بوضع الدستور وقد ينشأ عن ذلك حكومة مؤقتة انتقالية.
- لدينا سلاح قوي جدًا القرارات الدولية التي لم ينصع لها بشار الأسد ومنها قرار واحد على الأقلّ حتى روسيا صوتت معه (2254)”، حيث لفت إلى أنّ اللجنة الدستورية هي جزء من تنفيذ هذا القرار، لكنه ينصّ على أمور أخرى لم تحصل، ومنها تشكيل حكومة انتقالية.
- أنّ السوريين لا يحتاجون الآن إلى وساطة دولية من أجل الجلوس والتفاهم على الدستور الجديد، علمًا بأنّ النظام لم يعد إحدى هذه القوى السياسية التي تشكّل الحكومة الانتقالية لكن هناك قوى عديدة اجتماعية وغيرها دعمت النظام يفترض أن تكون جزءًا من الحكومة الانتقالية بالإضافة إلى المعارضة والقوى الثورية.
- اعتقد بأنّ هذا العمل شاق جدًا، لكن لدينا مجموعة أسس قانونية دولية يمكن الارتكاز إليها عند الدعوة لهذه المؤسسات والهيئات”.
- توجد شرعية ثورية ولحسن الحظ تلتقي الشرعية الثورية مع الشرعية الدولية التي لم ينصع لها بشار الأسد”، لافتًا إلى أنّه كان لديه سنوات ثمينة لكنه لم يفعل شيئًا وعاد إلى نفس الأسلوب السابق، في حين تُرِك الشعب السوري وحيدًا كل هذه الفترة”.
- هناك نخب سورية ومفكّرين وحكماء تنحّوا جانبًا سابقًا يمكنهم الآن العودة والمساهمة في بناء سوريا الجديدة.