أسامة حمدان: الخطة الجديدة للاحتلال هدفها فصل شمال القطاع وتهجير سكانه

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/10/الجزيرة-مباشر-اسامة-حمدان_2024_10_15_19_33_49.mp4[/video-mp4]

الجزيرة مباشر

ملخص لأبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي “لحركة حماس” الذي يعقده “أسامة حمدان” مساء اليوم الثلاثاء مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة

قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان:

تتواصل لليوم 11 على التوالي، الحملة العسكرية الإجرامية التي قررتها حكومة الاحتلال الفاشي، في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوَّة نارية كبيرة، لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزَّة، وتُطْبِق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين؛ حيث ارتقى أكثر من 342 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال.

ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزَّة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية، مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه.

عشرات الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها، أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين في أماكن استهدافهم، فيما يواجه السكان وضعاً إنسانياً مأساوياً، مع تشديد الحصار، ومنع كافة وسائل الحياة من دخول الشمال.

إنَّ هذه الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع، تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ ما يُسمّى (خطة الجنرالات)، لفصل شمال قطاع غزَّة وتهجير سكانها.

ما كشفته وكالة (أسوشيتيد برس)، من بتسريبات حول تفاصيل هذه الخطة، التي ترتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزَّة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله؛ مقاتلين، ممَّا يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم، بعد إعلان المنطقة “عسكرية مغلقة”.

كل ما يُرصَد على الأرض في شمال غزة من حصار مطبق، وقصف ممنهج وتدمير للأحياء السكنية، وإنشاء للسواتر الترابية، وعزل للمحافظة بالنار والآليات العسكرية عن مدينة غزَّة، يؤكّد كل ذلك أنَّنا أمام واحدة من أقذر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث، وضعها  جنرالات فاشيون، منعدمون من أيّ أخلاق إنسانية، أو شرف عسكريّ، في انتهاكٍ صارخ واستهتار بكلّ القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية:

نعمل جاهدين لإنقاذ شعبنا ووقف هذه المجزرة، ونحن نواصل جهودنا لدعم صمود أهلنا، ونتابع اتصالاتنا مع الأطراف الدولية الصديقة، وعلى المستوى العربي والإسلامي.

ما يسمَّى بـ (خطة الجنرالات) الإجرامية، التي وضعتها حكومة الاحتلال الإرهابية موضع التنفيذ؛ هي تتويجٌ لعامٍ كامل من الإبادة الوحشية، التي استخدم فيها جيش الاحتلال الفاشي كافة وسائل القتل والإرهاب، وارتكب خلالها مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وقتل ما يزيد على أربعين ألفاً من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ومارس كافة أشكال الضغط والإرهاب، دون أن يتمكّن من تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، بإخضاع شعبنا ومقاومته، ودفعه للاستسلام، والتخلّي عن حقه في الحرية وتقرير المصير.

إنَّ تغاضي المجتمع الدولي ومنظومته، ومؤسسات الأمم المتحدة، عن هذه الجريمة الخطيرة، بتهجير مئات الآلاف تحت وطأة القتل والقصف والتجويع ومنع كل سبل الحياة؛ يشكّل انتكاسة غير مسبوقة في القيم والأسس التي بُنِيَت عليها هذه المنظومة، ويكشف مجدّداً عجز وفشل المجتمع الدولي في وضع حدّ لغطرسة وفاشية وإجرام حكومة الاحتلال المتطرّفة وجيشه الإرهابي.

نجدّد دعوتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تجاوز الإرادة الأمريكية المكبِّلة، والنظر في إجراءات فعالة وواضحة، لِلَجم هذه الحكومة الفاشية، وفرض قرارات تحمي المدنيين العزّل، وتوقف حرب الإبادة بحقّهم، وتتصدّى لخطط الاحتلال في شمال القطاع.

نحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب يومياً ضد شعبنا في قطاع غزَّة، وتصعيد الحصار وقتل المدنيين العزّل في خيامهم وأماكن نزوحهم، ونؤكّد أنَّ المواقف الأمريكية التي تدعو يومياً إلى وقف هذه الإبادة، دون ترجمة عملية وضغط على نتنياهو وحكومته الفاشية، باتت تشكّل أحد أدوات هذه الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني.

إنَّ هذه المجازر ليست حرباً، وإنَّما جرائمُ متكاملة الأركان، وهي علاوة على كونها عدواناً صارخاً على شعبنا، فهي خروجٌ سافرٌ على القوانين الدولية، وانتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي الإنساني، والعالم اليومَ مدعوٌّ لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان الصهيونازي أمام محكمة الجنايات الدولية، وأمام محاكم جرائم الحرب.

ندعو دولنا العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرّك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية والإنسانية في الضغط الجاد والفاعل لوقف المذبحة المستمرة في قطاع غزَّة، وأخذ دورهم في إسناد شعبنا ودعم صموده، وفرض إغاثته وإدخال ما يلزم من مساعدات إلى كافة مناطق القطاع وخصوصاً أهلنا في الشمال، وتعزيز صمود شعبنا ومقاومته في التصدّي لمخططات الكيان الصهيوني التي لا تستهدف شعبنا فحسب، بل تمتد لكافة دول الإقليم، وفق عقيدة حكومة الاحتلال الفاشي المتطرّفة.

ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومنظماتها وهيئاتها وحركاتها، وكافة الأحرار والشرفاء حول العالم، للتحرّك الفوري والعاجل وبكل الوسائل، في الشوارع والساحات والجامعات والنقابات، لممارسة كل الضغوط والتأثير لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني في قتل وتهجير شعبنا. وفي السياق، ندعو قادة الرَّأي والعلماء في أمتنا للعمل الجاد من أجل تفعيل دور الأمَّة وحراكها في مواجهة العدوان الصهيوني والدعم الأمريكي لهذا العدوان.

نجدّد تأكيدنا أنَّ هذه الخطة الوحشية المسمَّاة بـ (خطة الجنرالات)، محكومٌ عليها بالفشل، فكما تحطّمت كافة محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام؛ فإنَّ خطته في شمال القطاع ستتحطّم، أمام صخرة ثبات وإرادة وصمود أبناء شعبنا الصَّابرين المرابطين في شمال قطاع غزة، وبسالة وشجاعة مقاومتنا الباسلة.

نبعث برسالة فخر واعتزاز لأهلنا الصامدين في قطاع غزَّة، ونشيد بصبرهم الأسطوري وثباتهم البطولي على أرضهم، في كل قطاع غزَّة، في شماله وجنوبه، وإنَّنا معهم جميعاً على موعد قريب، لكسر غطرسة هذا العدو وإفشال مخطط جنرالاته، بفضل الله وقوّته وتأييده، وبفعل صمودكم وثباتكم وصبركم ومصابرتكم.