أحمد أبو الغيط: وقف العدوان الإسرائيلى على غزة لم يعد مطلبا عربيا بل عالميا

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/09/اجتماع-الجامعة-العربية-مستوى-وزراء-الخارجية-_2024_09_10_15_36_02.mp4[/video-mp4]
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال كلمته:
"إننا نقترب هذه الأيام من مرور عام كامل على العدوان الوحشي على أهلنا في غزة، وفي فلسطين كلها، عام من الإجرام، عام من الإبادة والتطهير العرقي الذي يتبجح ولا يختبئ يُباهي بالجريمة ويُفاخر بالعار غير عابئ بحساب أو عقاب، عام قُتل فيه 17 ألف طفل و11 ألف شهيدة".
إن وقف إطلاق النار اليوم لم يعد مطلباً عربياً، بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود وهو ضرورة إنسانية وأخلاقية وهدف إستراتيجي، لتجنيب هذه المنطقة شرور حرب موسعة ليست احتمالاتها ببعيدة.
"إننا نقترب هذه الأيام من مرور عام كامل على العدوان الوحشي على أهلنا في غزة، وفي فلسطين كلها، عام من الإجرام، عام من الإبادة والتطهير العرقي الذي يتبجح ولا يختبئ يُباهي بالجريمة ويُفاخر بالعار غير عابئ بحساب أو عقاب، عام قُتل فيه 17 ألف طفل و11 ألف شهيدة".
إنه عام من عجز المجتمع الدولي عن وقف المذبحة، بل إسهام بعض القوى الغربية – لا سيما مع بداية العدوان– في تقديم مظلة أمان للإجرام ليتمادى، وغطاء سياسي للقتل يتواصل، بل يتوسع من غزة الصامدة إلى جنوب لبنان إلى الضفة الغربية، في الضفة وحدها ارتقى سبعمئة شهيد منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ناهينا عن الدمار والخراب والخسائر الهائلة.
القوة الكبرى في عالم اليوم إما لا ترغب في ممارسة الضغط على الاحتلال، أو أنها لا تستطيع إيقاف هذه الوحشية. لقد مرت شهور قبل أن تنطق دول بعينها بكلمة وقف إطلاق النار، وعندما أدركوا فداحة الجريمة طالبوا بوقف العدوان.
إذا كان الاحتلال يُمارس الإجرام من أجل الانتقام فهو مُدان بالقتل ومُجرد من الإنسانية، ولكن الهدف يتعدى الانتقام، والغاية أبعد من مجرد الإخضاع، والترويع لدى الاحتلال وهم بأنه باقٍ أبد الدهر وأنه سيلتهم الأرض مجردة من سكانها، لذلك فإن أجندته الحقيقية تتخفى خلف حجة الأمن التي يخاطب بها العالم، فهي أجندة قوامها تصفية القضية وضم الأراضي وتحقيق التطهير العرقي والتهجير.
التصريحات الرسمية بشأن التطهير والإبادة، هي ليست من اختراعنا وهي مسجلة ولن تُنسى أو تُمحى من الذاكرة، أما نوايا التهجير القسري فمؤكدة، والعمل على تحقيقه متواصل بل هو يشمل غزة والضفة معاً ويُمارَس كل يوم في صورة تهجير قسري داخلي يُطلقون عليه مُسمى مخففاً هو "أوامر الإخلاء".
"لقد تصدينا جميعاً - متضامنين وبصوت واحد- لهذه المخططات، وسنستمر في مواجهتها وإحباطها، باللسان وبالعمل نفضحها في العالم كله، ليعرف بنوايا الاحتلال ونعمل بشكل متواصل على دعم صمود الفلسطيني على أرضه".
لقد تحركنا خلال الشهور المنصرمة على أكثر من صعيد في حملة دبلوماسية مكثفة، قادتها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية برئاسة المملكة العربية السعودية، إذ اقتربت المواقف في العالم من مواقفنا بالتدريج، ووجدنا الحكومات تُبدّل لغتها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية تتوسع رقعته، والشعوب تُعبر عن رأيها في ظلم إنساني لا ينكره سوى من تجرد من الضمير وانسلخ من الإنسانية، ويتعين أن نواصل الجهد مع الشركاء المقتنعين بعدالة القضية والساعين إلى تجسيد حل الدولتين على الأرض.
الجرح المفتوح في فلسطين لا يحرف أنظارنا عن جراح مفتوحة في أوطان عزيزة علينا، فما زال السودان يعيش أزمة قد تكون هي الأشد وطأة من الزاوية الإنسانية، فإن القضايا كثيرة والمرحلة التي تمر بها أمتنا حاسمة ولا تحتمل سوى التضامن والتآزر والعمل المشترك، فلن نعبُر أزماتنا سوى بالتضامن بين بعضنا البعض.
النظام الصحي علي وشك الانهيار والأمر يحتاج للتكاتف العاجل لتجاوز هذه المحنة فالبلاد تعاني أزمة غذائية الأسوأ علي مستوي العالم