محمود الهباش يتهم اسرائيل بالمسؤولية عن تسرب بعض السلاح للضفة بهدف خلق ذريعة لممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني

قال د.محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني :
المذيع - رؤيتكم لما يحدث هناك في الضفة الغربية أولوية؟
الهباش :
اولوية التحرك الفلسطيني هي ضمان وقف العدوان الاسرائيلي بأي شكل من الاشكال، الاعتداءات الإسرائيلية يعني مزيدا من الضحايا مزيدا من الخسارة الفلسطينية، مزيدا من إغلاق الطرق أمام أي حلول سياسية تُفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة .
الحرك الذي يقوده اليوم الرئيس يستهدف في المقام الأول وقف العدوان الإسرائيلي وقفا شاملا وكاملا ودائما في عموم الأرض الفلسطينية من القدس إلى الضفة الغربية إلى قطاع غزة حتى أولا نحمي شعبنا وحتى نعطي فرصة لإمكانية إيجاد أفق سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال.
المذيع - الهجمة على جنين وطولكرم كانت قوية وكانت مفاجئة وهناك تخوف من تغيير ديمغرافي حقيقي هل تتخوفون من ذلك؟
الهباش :
نحن لا نفصل بين ما يجري اليوم الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ أكثر من 11 شهرا هي حلقات متصلة في سلسلة عدوانية مستمرة تستهدف في المقام الأول اجتثاث الوجود الفلسطيني وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية طمس الرؤية الفلسطينية الرامية إلى التحرر.
هم يريدون اكبر مساحة ممكنة مع وجود اقل عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين للتأثير على الميزان الديمغرافي في فلسطين التاريخية لصالح الوجود الاسرائيلي اذا لم يتدخل المجتمع الدولي ستكون هناك كارثة ومأساة انسانية وربما ايضا في نفس الوقت سيكون هناك ردود افعال لا احد يستطيع ان يتكهن بطبيعتها ولا يحسب نتائجها أو ما يمكن أن تؤدي إليه يجب أن يتوقف هذا العدوان هذا هو عنوان التحرك الفلسطيني وعنوان الأولوية الفلسطينية في هذه اللحظة أن يتوقف العدوان حتى لا تتفاقم الأمور .
المذيع - هل تتخوف من هبة فلسطينية او حتى انتفاضة جديدة في هذا التوقيت الصعب هل هذا وارد؟
الهباش :
لا نستبعد أي احتمال أي شيء بما في ذلك ردود فعل شعبية بما في ذلك ردود فعل كبيرة أو صغيرة الخطر قائم ومصدره سياسات الاحتلال الاسرائيلي التي ليس فقط يمكن أن تقود إلى مزيد من التوتر في الأرض الفلسطينية وإنما ربما تقود إلى توسيع رقعة الصراع او استمرار استهداف المقدسات وعلى رأس المسجد الاقصى قد يقود الى تحويل الصراع الى صراع ديني لا يمكن أن تقف عند حدود فلسطين بل المنطقة بأسرها العالم العربي والإسلامي إذا لم يتدخل المجتمع الدولي في الوقت المناسب الآن دون إبطاء أو تأخير لوقت هذا العدوان.
المذيع - وجهة النظر الاسرائيلية يقولون ان في جنين وطولكرم لا تحكمها السلطة الفلسطينية بل ايران وانها زودتهم بالاسلحة انت كيف قرأت هذه الرسالة الاسرائيلية ؟
الهباش :
اسرائيل فقط تبحث عن ذرائع وتختلق الذرائع عن أية مجموعات مسلحة يتحدثون، السلاح الذي يَرِدُ إلى الضفة الغربية سواء كان قليلا أو كثيرا من أين مصدره؟ ربما أكثر من 90% منه هو من سلاح الجيش الإسرائيلي يأتي عبر مهربين إسرائيليين ويأتي عبر وسطاء إسرائيليين مرتبطين بشكل أو بآخر بصناع القرار في إسرائيل .
إسرائيل معنية بأن تمرر السلاح الذي لا يشكل خطرا كبيرا عليها ولكنه يخلق ذريعة لها ولجيشها ولأمنها ولحكومتها لممارسة مزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني لكن هذه الذريعة سقطت والآن عن ما يتحدثون عن عدد من الشباب يحملون أسلحة خفيفة جدا ربما تصلح في إشكالات داخلية أو في مسائل بسيطة لكنها لا تشكل خطرا حقيقيا لا على جيش الاحتلال ولا على دولة الاحتلال ولكن في نفس الوقت إسرائيل تريدها وهي التي تسمح بها وهي التي تنشرها وتروجها من أجل أن تختلق الذرائع لمثل هذا، لكي تنفذ المؤامرة الكبيرة والمخطط الكبير الرامي إلى اجتثاث الوجود الفلسطيني من خلال اختلاق ذريعة تسمح لإسرائيل بالعدوان على الشعب الفلسطيني لتهجيره وإفراغه من أرضه .
المذيع - ما الذي ستفعله السلطة امام كل ما يحدث ؟
الهباش :
هذا الرأي الظالم لدور السلطة لا يدري طبيعة الوضع في فلسطين نحن جميعا تحت الاحتلال السلطة والشعب.
من حديثك أن السلطة لم تتحرك على المستوى الدولي من الذي تحرك إذن من الذي يجري الاتصالات مع العالم من الشرق إلى الغرب من الذي حرك المحكمة الجنائية الدولية ومن الذي يعمل ويمد بالادلة والبراهين محكمة العدل الدولية من الذي غير وجهة نظر العالم تجاه القضية الفلسطينية وجعل العالم والجمعية العامة تعترف بدولة فلسطين صحيح دولة مراقب ودولة غير كاملة العضوية ولكن دولة من الذي فعل هذا؟ الذي فعل هذا هو القيادة الفلسطينية هو منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني سياسيا ليس السلطة الفلسطينية السلطة الفلسطينية نظام إداري يقوم على رعاية شؤون الفلسطينيين داخل فلسطين لكن الذي يمثل الموقف السياسي والحراك السياسي للفلسطينيين منظمة التحرير الفلسطينية، منظمة التحرير موجودة في كل العالم وتتحرك في كل العالم لكن أنت تقول لماذا لم نغير وجهة نظر واشنطن إذا كان العالم كله لم يستطع تغيير وجهة نظر واشنطن تجاه اسرائيل لان اسرائيل ببساطة هي مصلحة امريكية ونحن ربما كفلسطينيين لا نملك الكثير من المصالح الامريكية لكن العرب والمسلمين 57 دولة عربية وإسلامية تملك كثيرا من المصالح ولها علاقات واسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية لماذا لا تخاطب الولايات المتحدة باللغة التي تفهمها أو أنها نفضت يدها من القضية الفلسطينية، العرب لم ينفضوا أيديهم من القضيه الفلسطينية ولكن تبقى لغة المصلحة لغة المصالح وللولايات المتحدة مصالح جمة في العالم العربي والإسلامي علينا أن نستخدمها .
المذيع - الدعوة التي قدمها الرئيس لزيارة قطاع غزة هل يقصد بها كسر الحصار الإسرائيلي ام انها آمال فقط ؟
الهباش :
الرئيس قال أنا سأذهب إلى قطاع غزة ليس بغرض الزيارة وإنما بغرض أن يكون مع شعبه في مواجهة هذا العدوان لنا ثلاث أهداف الرئيس له ثلاثة أهداف وأولويات جعلته يتخذ هذه الخطوة .
الهدف الأول هو العمل على وقف العدوان وهذه الأولوية الأولى للرئيس.
الهدف الثاني وحدة الأرض الفلسطينية وتأكيد أن قطاع غزة هو جزء من الدولة الفلسطينية ولا يمكن أن نسلم باقتطاع قطاع غزة عن باقي الارض الفلسطينية .
الهدف الثالث هو تمكين بقاء الشعب الفلسطيني وامداد الشعب الفلسطيني بطاقة صمود اضافية سواء معنويا أو ماديا من أجل أن نفشل المخطط الإسرائيلي .
على مستوى العالم أبلغنا كل العالم كل الدول العربية والإسلامية الولايات المتحدة الدول دائمة عضوية في مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي الجامعة العربية منظمة التعاون الإسلامي تعالوا ساعدونا لنخرج هذه الخطوة إلى حيز التنفيذ لأننا وحدنا بصراحة لا نمتلك كل الأدوات اللازمة لإنجاحها في ظل التعنت الإسرائيلي في ظل الرفض الإسرائيلي وفي ظل الخطر الذي يمكن أن يحدق بكل الشعب الفلسطيني بسبب هذا العدوان الإسرائيلي نريد من العرب ومن المسلمين ومن الأمم المتحدة ومن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن مجلس الأمن نفسه أن يساعدنا لتحقيق هذه الخطة التي ستقود إلى تحقيق الأولويات الثلاثة التي ذكرتها .