أحمد مجدلاني: نزع الشرعية عن الاحتلال هو الأخطر بالنسبة لاسرائيل

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/08/احمد-المجدلاني-_2024_08_27_22_40_39.mp4[/video-mp4]
الحدث
حوار أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لنتنياهو مع قناة الحدث:
س: ما يجري في الضفة، كيف يمكن تقييمه من الناحية الأمنية؟ ما الذي تعمل عليه حكومة نتنياهو؟
ج: هذه الحكومة التي تسلمت مهامها في أكتوبر عام 2022 جوهر برنامجها هو ما تطلق عليه حسم الصراع مع الفلسطينيين وليس إدارة الصراع، حسم الصراع بالنسبة لهم هو تقويض وإنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقوية حركة حماس في قطاع غزة، وقطع الطريق أمام أي إمكانية للحل السياسي المتفق عليه دوليا وهو حل الدولتين على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
ما عمدت حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومنذ ذلك التاريخ، كان التصعيد العسكري الاسرائيلي والأمني والحصار الاقتصادي، علاوة على فرض العقوبات والاستقطاعات والسرقة الموصوفة من الأموال الفلسطينية شهريا، هو البرنامج المحدد الذي يستهدف تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية.
الأهم من كل ذلك هو دعم ميليشيات المستوطنين وتحويلها إلى جيش من الاحتياط يقوم بالأعمال القذرة التي لا يقوم فيها الجيش وإنما بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى محاولة إستدراج قوى الامن الفلسطينية والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربيه إلى مربع العنف والاشتباكات المسلحة ذات المربع الذي وقعنا به في الانتفاضة الثانية.

س: ما مصلحته نتنياهو ومن معه بأن يفتحوا كذلك هذه الجبهة؟
ج: كما قلت قبل قليل الهدف هو استدراج الأجهزة الأمنية وبعض القوى السياسية الفلسطينية لدائرة الاشتباك العسكري والعنف كما كان سابقا.

س: ما الذي ستستفيده حكومة نتنياهو من هذا؟ من هذا الجر؟ جر الفصائل إلى هذه المواجهة؟
ج: هذا هو المربع المفيد لإسرائيل والمريح لإسرائيل لأنها تمتلك من القدرات العسكرية ما يمكنها من القضاء وضرب كل المؤسسة الامنية والعسكرية الفلسطينية كما حدث في عام 2002،2003 .
اعتبار السلطة الوطنية الفلسطينية وقواها الأمنية والفصائل الأخرى بأنها إرهابية كما هو الحال مع حركة حماس، وأيضا تأليب الموقف الدولي المتضامن مع الشعب الفلسطيني سواء كان في مجلس الأمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية الاخرى وخاصة في المؤسسات القانونية محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
اضعاف السلطة وإنهاكها ودفعها الى الانهيار، هذا هو الهدف الرئيسي.

س: باعتبار أن الكثير من الموفدين يزورون السلطة الفلسطينية، ويلتقون الرئيس عباس وكذلك الخارجية، ما الذي يقوله هؤلاء ومنهم الأمريكيون فيما يخص حل الدولتين؟ إذا كانت توجهات نتنياهو الآن دمرت قطاع غزة كما تقول لي، والآن تنتقل إلى الضفة الغربية، هي تريد أن تواصل مسار التدمير؟
ج: الموقف الأمريكي هو الأكثر نفاقا وكذبا من كل المواقف الدولية الأخرى.
الموقف الأمريكي منذ أن جاءت هذه الإدارة هو يتحدث عن حل الدولتين وهو يتحدث عن إمكانية التوصل إلى سلام، لكنه لم يقم بأي خطوة واحدة على الأقل، ولم ينفذ الوعود التي قطعها الرئيس بايدن عندما تسلم السلطة في عام 2019 بعد الانتخابات.
على العكس من ذلك هو واصل نفس نهج، سياسة ترامب فيما يتصل بدعم التطبيع الثنائي ودعم ما سمي بالاتفاقيات الإبراهيمية، ولم ينفذ أي وعد من الوعود التي قطعها للرئيس محمود عباس.

س: عندما تناقش هي وتدعي بأنها وسيط الآن في مسألة وقف إطلاق النار في غزة هي لا بد أن ترتكز على جسم سياسي فلسطيني معترف به دوليا، يعني كذلك أسأل ما مصلحتها بأن تكون بعيدة عن السلطة الفلسطينية هنا أقصد الولايات المتحدة.؟
ج: الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك للاحتلال الإسرائيلي في حرب العدوان، على العكس من ذلك هي ليست وسيطا، هي تقدم كل الدعم والإسناد للاحتلال وتقوم ومن خلال الواقع من خلال الادعاء بدور الوساطة مع الاشقاء في كل من مصر وقطر دائما بتدوير الزوايا وتقديم المقترحات التي تتبنى موقف نتنياهو وليس العكس من ذلك.
هي لديها لو ارادت القدرة ان تفرض على نتنياهو وقف اطلاق النار والذهاب لأي حل، لكنها لا تريد في واقع الامر.
اما فيما يتعلق بسؤالك انها تتكئ على وجود كيان سياسي فلسطيني ومعترف به دوليا، الدولة الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية، فهي تمارس سياسة مزدوجة وأكثر من سياسة مزدوجة هي تقدم لنا مواقف ولإسرائيل مواقف وللأشقاء العرب مواقف.

س: مفهوم الفلسطينيين لحل الدولتين مختلف عن مفهوم الولايات المتحدة ؟
ج: أولا الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم لغاية اللحظة الراهنة ما هو مفهومها ورؤيتها لحل الدولتين وهي تستند في ذلك إلى أن الحل هو ينبغي أن يأتي عبر المفاوضات الثنائية والمباشرة بين الطرفين بدون أي وساطة، وما يتفق عليه الطرفان هو ما يمكن أن يكون الحل النهائي للدولة الفلسطينية. الولايات المتحدة الأمريكية لم تتحدث قط عن حدود دولة فلسطين تطبيقا لقرار مجلس الأمن. لم تتحدث قط عن القدس الشرقية، لم تتحدث أبداً عن طبيعة هذه الدولة الفلسطينية. وإنما تركت الامر متروكا للمفاوضات. بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو رهنا للمفاوضات الثنائية.

س: إذا كانت نية نتنياهو ومن يحكم معه الآن جر الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية إلى معركة أوسع أو إلى المربع الذي يريده نتنياهو؟ ما هو موقف الفصائل؟ ما هو موقف السلطة الفلسطينية مما يجري؟ كيف ستتعامل مع هكذا سيناريو؟
ج: نحن منذ ما قبل السابع من أكتوبر بذلنا جهدا كبيراً لإحتواء الموقف، ونبذل جهودا أكبر بعد السابع من أكتوبر مع ازدياد العدوانية وتوسيع رقعة مصادرة الاراضي والاستيطان والضم التدريجي وهجمات المستوطنين والاجتياحات اليومية للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية.
نحن ندرك تماما مخطط وأهداف الاحتلال الاسرائيلي، ونحن جربنا هذه التجربة منذ عام 2000 إلى عام 2004 ودفعنا ثمنا كبيراً من الدمار والخراب لشعبنا الفلسطيني ولمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، ندرك أن استدراجنا لهذا المربع هو من أجل سحب أوراق القوة.

س: هكذا يقول المسؤولون الإسرائيليون لماذا؟ أنا لم أفهم كيف أنتم أخطر من حماس. حماس تمتلك السلاح والصواريخ بينما أنتم لا؟
ج: المسألة هي ليست بامتلاك الوسائل القتالية، المسألة هو في عزل إسرائيل سياسيا ودبلوماسيا، هي ملاحقتها قانونيا أمام المحاكم الدولية.
هو نزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي ونزع الشرعية عن اسرائيل، هذا هو الأخطر بالنسبة لاسرائيل، وليس اطلاق النار من هنا أو هناك أو امتلاك بعض الوسائل القتالية.
اسرائيل تتضرر كل يوم من الملاحقة السياسية والقانونية التي نجحت فيها القيادة الفلسطينية، وبالتالي تدرك إسرائيل أن هذا المسار السياسي والدبلوماسي والقانوني الذي تنتهجه القيادة الفلسطينيه، ينزع من اسرائيل شرعيتها ويكتمل الموقف الدولي خلفنا، وهناك إجماع دولي اليوم على دعم قيام الدوله الفلسطينيه المستقله على أساس تطبيق قرارات الشرعية.

س: لابد أن أنقل لك بعض هواجس الفلسطينيين عندما تقول لي بأن عملية جر الفصائل في الضفة مستمرة من قبل نتنياهو تريد جر الفصائل إلى مربعها. تقول بأنكم تحاولون استيعاب الأمور والتهدئة وغير ذلك. صبركم هذا واستيعابكم هذا. ألم يكن في لحظة خاطئة؟ يعني أنتم تفاوضون بالورقة والقلم بينما أناس نظراء أو أشقاء لكم أو مواطنون فلسطينيون في غزة يقتلون ويدمرون وتهدم المنازل فوق رؤوسهم؟ في إشارة إلى مسألة لماذا الضفة تأخرت عن غزة؟
ج: اللغة التي نقلتها عن البعض الفلسطيني وكأنه يسعى لتدمير مقدرات وإنجازات الشعب الفلسطيني التي وصل وحصل عليها بالتضحيات الجسام. روح المغامرة التي لدى البعض والمقامرة بمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني، القيادة الفلسطينية لديها من الحكمة ومن المسؤولية السياسية والوطنية أن لا تخاطر بمنجزات ومكتسبات الشعب الفلسطيني.

س: مقامرة يا دكتور أحمد، أو شجاعة لدى الطرف الآخر. وضعف لديكم؟
ج: نحن نميز تماما ما بين الشجاعة والمغامرة لدينا من الشجاعة الكثير ونحن واجهنا الاحتلال لم نواجهه لا بالورقة والقلم ولا بالبسكوت الذي بدأ الكفاح المسلح. الثورة الفلسطينية المعاصرة ومنظمة التحرير الفلسطينية والآخرين تأخروا عنا ربع قرن، وبالتالي ربما اليوم ليس الوقت المناسب لفتح هذا الملف، وأيضا مراجعته لأن شعبنا مكلوم ومظلوم. وشعبنا الآن يعني في غاية من البؤس وبالتالي نحن الآن لسنا في وارد عمل جردة.

س: إلى أين وصلتم في مسألة زيارة الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة؟
ج: نحن نبذل جهود على كافة المستويات وأرسلت رسائل لأعضاء مجلس الأمن والإتحاد الأوروبي للجامعة العربية أيضا منظمة التعاون الإسلامي، وتلقينا ردود إيجابية من العديد من الدول، بما في ذلك استعداد بعض قادة الدول للذهاب مع الرئيس.
أنا لا أريد الآن الكشف لكن لدينا نحن حصيلة جيدة من الاتصالات، تلقينا أيضا رسائل دعم وإسناد من قبل الصين الشعبية روسيا الاتحادية من الأشقاء في مصر والأردن.

س: الجانب الإيراني سيشارك معكم بهذه الزيارة؟
ج: الجانب الإيراني ليس معنيا بذلك الجانب الإيراني معني الآن بالتوصل إلى صفقة مع الجانب الأميركي.