جمال نزال: إسرائيل توزع المزيد من بطاقات الدعوة لإشعال المنطقة ككل وحكومتها خطيرة على الجميع

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/08/جمال-نزال-سكاي-نيوز_2024_08_21_21_45_59.mp4[/video-mp4]
حوار عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسم الحركة جمال نزال.
س: إنه أول استهداف للحركة منذ الثامن من أكتوبر الماضي. ما الذي يعنيه استهداف خليل المقدح؟ ولماذا هذا الرجل بالتحديد؟
يجب تصليح العداد قليلا هذا ليس الاستهداف الأول لقيادي في حركة فتح.
نحن في حركة فتح يوما بيوم تقريبا نودع من أبناء حركة فتح في غزة وفي الضفة الغربية قادة نشطاء قد لا يكونوا مرموقين إلى درجة أن يكونوا معروفين في الإعلام، لأن معظمهم حريصا على أن لا يكون معروفا في الإعلام، ولكن من يتابع يعرف، لكن ما يميز هذا الحدث أنه طال حركة فتح في لبنان، حركة فتح التي تحرص على أن تكون قوة استقرار في لبنان دائما وأبدا في ركاب الدولة اللبنانية، وحرص مؤسساتها الوطنية على إحداث الاستقرار والتماسك وتماسك اللحمة المجتمعية في لبنان، هذه هي أولوياتنا، رقم واحد في لبنان، هذا ليس أول استهداف لحركة فتح، من قبل الاحتلال الإسرائيلي كما.
س: كما قلت لي الأكثر شهرة هذه الشخصية وأيضا دلالات أي استهداف في الداخل اللبناني مهم جدا، ولذلك قرأناها في أكثر من مكان، إنه أول استهداف بطبيعة الحال فقط لتوضيح هذه النقطة .. لفتني اعتبار بعض المسؤولين في حركة فتح أن قيام إسرائيل بهذه العملية قبل ما أغوص في تاريخ هذا الرجل بهذه العملية بالتحديد في لبنان يهدف إلى إشعال حرب إقليمية. لماذا؟
ج: إسرائيل توزع المزيد من بطاقات الدعوة لإشعال المنطقة ككل، وإلا فلماذا تقصف في اليمن والعراق وإيران ولبنان وفي الضفة الغربية وغزة وفي سوريا.
لأن إسرائيل تريد هندسة مشهد يتم استهدافها فيه من قبل كافة الأطراف المحيطين بها لكي تتبادل مع الفلسطينيين دور الضحية.
إسرائيل تريد ان تصور لليمين المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة انها هي الضحية في الوقت الذي تقوم فيه بإبادة جماعية.
إسرائيل في الوقت الذي تبيد فيه الشعب الفلسطيني في غزة تريد ان تصور نفسها وكأنها هي الضحية، ولهذه الأسباب تستدعي اكبر عدد ممكن من كل الخصوم في الدنيا.
لا يوجد عش دبابير إلا ونبشت إسرائيل سعيا منها إلى أن تصور نفسها في هذا الموقع، ولكي تستفيد من القوة الإبادة الماحقة للولايات المتحدة وتجعل الوزن العسكري للولايات المتحدة في كفة الميزان الإسرائيلي ضد كل من ترى فيه خصما.
س: هل ترون أن كل القياديين في حركة فتح اليوم معرضون للإستهداف؟، لكن نحن سمعنا أن قيادات حماس بتصريحات واضحة من إسرائيل منذ بداية هذه الحرب بأنهم معرضون للاغتيال أينما كانوا، اليوم نتابع هذه العملية حضرتكم. نتمنى لكم طولة العمر، موجودون الان في فلورانسا الإيطالية وفي كثير قيادات موجوده حول العالم موجوده في الدول المحيطة بفلسطين، نتساءل عن مصيرهم، أنت تقول لي أنو في كتير قيادات تم اغتيالهم ما عرفنا فيهم؟
ج: عندما تدخل مقر التعبئة والتنظيم لحركة فتح في رام الله ستشاهدي على الجدار ما لا تتسع له الجدران من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري الذين قامت إسرائيل بتصفيتهم عبر السنين.
إسرائيل لم تتوقف عن حربها واستهدافها حتى للكيان الفلسطيني السياسي وهو السلطة الوطنية الفلسطينية والمضايقات الإسرائيلية التي تهدف بدفع السلطة الوطنية الى حد حاجز الاندثار والفشل مشهودا، قبل كم يوم قامت إسرائيل باستدعاء الرجل الثالث في حركة فتح وصادرت جوازه جواز سفره وهو جبريل الرجوب في احتجاج منها على نشاطه في الأطر الرياضية العالمية. هذا شعرة من جمل مما يحصل من استهداف إسرائيلي.
س: هناك فرق كبير بين هذه الأمثال التي تعطيها حقيقة وما قيل؟، إن كان ما قيل على لسان الجيش الإسرائيلي خطأ، الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه استهدف المقدح اليوم واتهمه بالعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني، يقول الجيش الإسرائيلي بأن هذا الرجل كان ينسق الهجمات ضد إسرائيل في الضفة الغربية؟
ج: الجيش الإسرائيلي ومصادره كاذبة حتى عندما تكون صادقة، وأنا أحذر من التعاطي معها بأي شكل، هذه حرب دعائية ليس لها أول من آخر، وإسرائيل هي التي تفتعل المشاكل، إسرائيل هي التي تفجر جبهات الهدوء، حتى عندما يسود الهدوء حتى بشكل طبيعي تبادر إسرائيل مثلا الى اقتحام المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية حيث لا يعتدي عليها أحد، تقوم إسرائيل باقتحام المدن والمخيمات والقرى وتعيث فسادا ثم تقول إن هناك مسلحين تريد أن تعتقلهم.
إذا امتنعت إسرائيل عن دخول هذه الأماكن فماذا سيفعل المسلحون الفلسطينيين بها؟ فلتكف إسرائيل يدها عن الشعب الفلسطيني عن مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل خاص، لكن إسرائيل ليست معنية بأن ترى الهدوء وليست معنية بأن ترتد عن شفير الهاوية الذي تقترب منه بكامل إرادتها وتريد أن تستدعي الولايات المتحدة للدخول في حرب مع دول المنطقة.
هذا ما تريد إسرائيل وهذا ما يجب الحذر منه، لذلك إذا أشعلت إسرائيل عود ثقاب علينا أن نطفئ عود ثقاب لأن ما تريد إسرائيل هو تفجير المنطقة وهي طالما حذرنا نحن كحركة فتح أن ما تسعى اليه إسرائيل وما تقوم به إسرائيل من شأنه أن يولد حربا إقليمية. وقد تضاحك البعض يوما من هذا التوصيف، لكننا نراه اليوم ماثلا أمام أعيننا وإسرائيل تشعل عود ثقاب ليس في المنطقة وحدها وانما تهدد العالم كله، ليس فقط استشهادا بتصريح وزير خارجيه الاتحاد الروسي لافروف الذي قال إن الهجوم على ايران من شانه ان يفجر حربا عالميه. إسرائيل تريد ذلك.
س: بطبيعة الحال هي تحاول بكل وبشتى الوسائل للذهاب في هذا الاتجاه وهذا ما نتابعه خلال المرحلة الماضية وتجلى ذلك خلال جولة المفاوضات الأخيرة؟ اللواء منير المقدح وهو شقيق خليل المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بلبنان يقول إن هذا الاغتيال وكل الاغتيالات تزيدنا صلابة، هنا نتساءل عن خيارات الحركة في المرحلة المقبلة، يعني كان هناك توجه للانفتاح توجه من قبل الرئيس عباس إلى التوجه إلى غزة بمرافقة طبعا كل الأشخاص المسؤولين معه لأخذ أو او دعنا نقول لنقل هذه او هذا القطاع لمرحلة جديدة، وكان فيه حديث عن إمكانية التوصل الى تهدئة بوجود الرئيس عباس، كل ذلك معرض للخطر مع تصريحات من هذا القبيل؟
ج: إسرائيل لا تختار التهدئة وإسرائيل لا تختار السلام ولا تريد السلام.
إسرائيل تمضي في اتجاهات معينة لا يجب التماشي معها في المضي فيها لأن إسرائيل هي الأكثر سرعة في العدو بهذا المضمار، مضمار تفجير المنطقة ونحن نرى دولا في المنطقة بها جيوش أكثر مما بها محافظات كإيران.
وكم تلقت إيران ضربة ضربات كبيرة وسوريا بها أيضا، جيوش كثيرة تلقت ضربات كثيرة، ونحن نؤيد ضبط النفس الذي تسير به هذه الدول لكي تفوت على إسرائيل محاولات استدراجها إلى تفجير المنطقة بشكل كامل.
نحن نقول اذا أشعلت إسرائيل عود ثقاب علينا أن نطفئ عود ثقاب مما لا ينتقص من حق شعبنا قيد أنملة في أن يرفض الاحتلال أن يجابه الاحتلال، ولكن في الأساليب التي لا يريدها الاحتلال الإسرائيلي علينا أن نفوت هذه الفرص على أي أساليب.
س: نحن في مرحلة حساسة جدا، القطاع قد دمر بالكامل، والحديث عن توسع إسرائيلي لا أحد يعرف مخططات نتنياهو إلى أين ستصل اليوم، أمام ذلك ما هي خيارات السلطة المنظمة؟
ج: أول شيء الضغط العالمي على إسرائيل ليس مسألة ميؤوس منها، وكم مرة استدعينا مثال محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وأيضا الضغط الأمريكي على إسرائيل ليس من أضغاث الأحلام. في قراءة الموقف الآن الجميع يقر بأن من مصلحة كامل هاريس أن توقف هذه الحرب العدوانية، وأي محلل سياسي يستطيع أن يرى للولايات المتحدة أي مصلحة في ما يجري، لكنها تجر بما هو خارج إرادتها وسيطرتها، تجر إلى الانغماس أكثر وأكثر في هذا الصراع.
مصلحة الولايات المتحدة هي أن توقف هذه الحرب، وعليها أن تملك الإرادة لكي توقفها، هذا من ضمن الخيارات أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لكي توقف هذا العدوان أحادي الجانب الذي تقوم به إسرائيل.
خياراتنا هي أن نألب العالم لكي يولد ضغطا على إسرائيل باتجاه وقف هذا العدوان الجنوني، إذ أن إسرائيل مع مضي كل يوم تنفلت بمقدار أعلى وأكثر من قيود العقلانية، فإسرائيل بها حكومة خطيرة على إسرائيل والفلسطينيين والعالم وعلى العرب بشكل خاص.