فهمي الزعارير: نحن في منظمة التحرير وفي الحركة الوطنية جاهزون في أن نؤدي دورنا بقدر استطاعتنا

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/08/الحدث-فهمي-الزعارير_2024_08_06_15_26_28.mp4[/video-mp4]
الحدث

رأى الرئيس محمود عباس أن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يهدف إلى إطالة أمد الصراع في غزة، وسوف يؤدي إلى تعقيد المحادثات الرامية إلى حل الأزمة، وقد وصف السيد الرئيس اغتيال هنية بالعمل الجبان والتطور الخطير في السياسة الإسرائيلية، أشار كذلك إلى أن قطاع غزة يجب أن يعود إلى سيطرة السلطات الفلسطينية الشرعية.
حوار أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني فهمي الزعارير:
س: السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس قد وضعت مجموعة من الشروط لإدارة غزة، السؤال المطروح، نتنياهو رفض السلطة ورفض عباس ومنظمة التحرير وما إلى ذلك، السلطة التي كانت تراهن على المفاوضات مع اسرائيل، السلطة التي ظهرت في أكثر من موقف حتى تهاجم هجوم سبعه أكتوبر وتصف أن هذا الهجوم خارج عن السياق الفلسطيني وما إلى ذلك، رغم هذا الموقف الفلسطيني الرسمي الواضح، نتنياهو يرفض السلطة، عما تتحدث اليوم الإدارة الفلسطينية؟
المجد لشهداء الشعب الفلسطيني الذين يتقاطرون على مذبح الحرية وعلى مذبح الاستقلال الوطني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
اليوم لدينا تسعة شهداء في طوباس وفي جنين، وهذا دليل أن ما يجري في شمال الضفة الغربية هو نموذج مصغر من حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
ثانيا، ليس هنالك ما يحزن ولا يضيق الصدر، حيث أن نتنياهو يرفض السلطة الوطنية الفلسطينية أو يرفض النظام السياسي الفلسطيني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية، لأننا نعلم أننا من شعبنا وإلى شعبنا، وأن الاحتلال الإسرائيلي وهذه الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ هذا الكيان ليست شريكا سياسيا لا في مفاوضات ولا في هدوء ولا في سلام ولا في استقرار في كل منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها فلسطين.
ثالثا، السلطة الوطنية الفلسطينية والأخ الرئيس لم تضع شروطا لقيادة أو لإدارة قطاع غزة، لأن السلطة الوطنية الفلسطينية تؤدي واجبها بقدر استطاعتها في قطاع غزة، ولم تنقطع عن ذلك منذ عام 2007 ما قبل ذلك وما بعد ذلك، أي ما بعد ما حصل وما وقع في داخل القطاع، وعليه فإن وجود السلطة الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة كان وما زال مستمرا في حدود الإمكانيات، ونأمل من الله عز وجل في أن تنتهي، وهذه الأولوية أن تنتهي هذه الحرب، أي حرب الإبادة والتطهير العرقي عن شعبنا الفلسطيني، ليصار إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة.
س: هل ستعودة السلطة الفلسطينية بالفعل وأن تذهب لحكم غزة، إلا بموافقة إسرائيلية؟
هنالك عديد من السيناريوهات المقترحة هنا وهناك، هذا صحيح، واليد العليا اليوم ربما تكون للاحتلال الإسرائيلي بحجم الدمار، ولكن هذا ما هو قائم في قطاع غزة الأن ليس أبديا بحال من الأحوال، وما يجري في القطاع لا يجب أن تنحرف لا أعيننا ولا بوصلتنا عن الإبادة والتطهير العرقي الذي يجري الذي يجري في قطاع غزة، لا يجب أن تنحرف لا أعيننا ولا بوصلتنا عن الواقع المرير الذي يجري في قطاع غزة من حرب الإبادة والتطهير العرقي بشكل كامل، وليست أولوية السلطة الوطنية الفلسطينية ولا منظمة التحرير الفلسطينية في البحث عن مألات متى يمكن أن تكون في قطاع غزة بشكل رسمي أو برضا الاحتلال من عدمه؟ الأولوية الأن يجب أن تكون في كل مسار وفي كل المسارات وعلى مستوى النظام سواء كان النظام الإقليمي العربي والمتمثل في اللجنة السداسية العربية والجامعة العربية أو حتى من المجتمع الدولي في أن يتم وقف هذه الحرب ووقف إطلاق النار ووقف الفكرة على شعب.
س: أين موقع ذلك في إطار التوافق الذي حصل في بكين، ألم يتم التوصل إلى توافق حول حكومة مؤقتة في غزة؟
صحيح تم الاتفاق على مجموعة من القضايا في إحداها هو أن يتم إنشاء أو إعادة بناء حكومة وفاق وطني، ولكن أيضا صحيح في أن ذلك مرتبط بشكل أو بأخر في انتهاء العدوان القائم في قطاع غزة، لأنه تم تشكيل حكومة تكنوقراط وطني منذ ثلاثة أشهر، أي حكومة الأن ما قبل انتهاء الحرب ووقف العدوان؟ أي حكومة لم تستطع أن تؤدي واجباتها بحق الشعب الفلسطيني هناك، لا من حيث إعادة البناء والإعمار ولا حتى من حيث إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة، ولا توفير مكان ولا توفير مكان يليق بكرامة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.
الحديث الأن عن حكومة في هذه اللحظات ولربما حتى إنتخابات في هذه اللحظات هو شكل من أشكال الترف السياسي وليس شكلا من أشكال المقاومة الحقيقي للواقع القائم في فلسطين.
س: لماذا لم يحضر من السلطة الفلسطينية أي شخص الى الدوحة للمشاركة في العزاء الذي أقيم هناك لإسماعيل هنية، خاصة وأن توافقا قد جسد في بكين واتفاقا على المصالحة؟.
لا أخي الكريم، حضر اثنين من كبار النظام السياسي الفلسطيني، حضر الأخ محمود العالول نائب رئيس حركة فتح وحضر الأخ جبريل رجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح وكليهما له مكانا رسميا في النظام السياسي الفلسطيني، ونحن ليس فقط لا نخجل بل نقول بشكل مباشر أن اغتيال القائد الوطني إسماعيل هنية هو حدث جلل يصيب النظام السياسي الفلسطيني بشكل أو بأخر، باعتبار ما كان يمتلك الرجل ربما من مهارات وربما من مقبولية في داخل الشارع الفلسطيني بشكل كامل.
قمنا بواجبنا لأننا نحن المتضررين الأوائل من غياب أي قائد فلسطيني، خصوصا حينما يكون وفق ما حصل من مؤامرة ربما تتضح معالمها لاحقا في تحقيقات متوالية.
س: هذا شيء جميل وهو ما ينتظره المواطن الفلسطيني، أنت تعلم أن المواطن الفلسطيني تضرر بسبب هذا الإنقسام دون الإشارة الأن الى من يتحمل المسؤولية يعني فتح أو حماس أو غيرها، طيب هذا الكلام الجميل والطيب عن التوافق وما الى ذلك ألا يمهد اليوم الطريق لأن يكون للسلطة الفلسطينية أو لفتح دور في موضوع المفاوضات بحكم أنكم أنتم تعاملت مع الإسرائيليين أكثر مما تعاملت حماس أو الجهاد مع الإسرائيليين، هل ذلك يمهد الطريق لأن تبث أو تجسد رؤى تعطي أفكارا في سبيل تجسيد التسوية وإبرام صفقة، وبالتالي نهاية الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة؟
في ثلاثة محاور تم الحديث عنها بسؤالك الأول المتعلق بالتوافق والوفاق الوطني أو الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأستطيع أن أقول لك أن موقف الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح في المقدمة أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الممر الإجباري للتحرر الوطني وتقرير مصير الشعب الفلسطيني على أرضه وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
الثاني، المتعلق في المفاوضات أو المباحثات، حصل مثل هذا في عدوان عام 2014، حينما طلبت حركة حماس في أن تكون المفاوضات عبر منظمة التحرير الفلسطينية. الان بمنتهى الصراحة لا يوجد لا مثل هذا المطلب ولا يوجد مثل هذا التدخل، برأيي أن اغتيال إسماعيل هنية هو أحد أشكال الاعتراض المادي المباشر من قبل نتنياهو على مسار مباحثات وقف إطلاق النار منذ ثلاثة أشهر الى الأن.
نتنياهو كما يعلم الجميع يرغب في إطالة أمد الحرب منذ سبعة أكتوبر، هو يستعد جزء من قوته على حساب معسكرات اليمين ويمين الوسط حتى في داخل الاحتلال الإسرائيلي.
نحن في منظمة التحرير الفلسطينية وفي الحركة الوطنية الفلسطينية جاهزون في أن نؤدي دورنا بقدر استطاعتنا ويزيد من أجل حماية الشعب الفلسطيني من هذه المذبحة التاريخية.
س: هناك بعض التقارير التي تتحدث عن ملاحقة الشرطة الفلسطينية أو الجهاز الأمني الفلسطيني للمقاومين الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات ضد الجيش الإسرائيلي أيضا. كيف تعلق على ذلك؟
أنا أستطيع أن أقول لك بملء الفم أن هذا الكلام غير صحيح، وأن جزء كبير مما يشاع عن السلطة الوطنية الفلسطينية وعن الأجهزة الأمنية والسيادية الفلسطينية يقصد بها استمرارا لما يمكن أن يسمى بسوء السمعة ومحاولة تفكيك مكانة السلطة الوطنية الفلسطينية، بل حتى الطيف السياسي والطيف الوطني الفلسطيني بشكل كامل.
السلطة الوطنية الفلسطينية في مسار عملها تؤدي واجباتها تجاه المواطن الفلسطيني.
س: ولا حتى في سياق حماية المقاومة الفلسطينية؟
أنا أعتقد في أن الشعب الفلسطيني ومن ضمنه، مواطنين فلسطينيين أو موظفين فلسطينيين في قلب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، يؤدون واجبهم الوطني بشكل كامل.
منذ عام 2002، هنالك إعادة احتلال كامل للضفة الغربية وانعدام لقدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على القيام بمسؤولياتها بشكل كامل.