جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح_ تطورات موقف الهدنة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/06/جمال-نزال_2024_06_12_11_46_37.mp4[/video-mp4]
القاهرة الأخبارية
جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح.
كيف تقرأ أخر تطورات موقف الهدنة في ضوء الأنباء التي وردت أو الردود التي تلقتها مصر وقطر من حماس بشأن المقترح الأخير؟
ما يخصنا نحن نريد أن يتوقف إطلاق النار وبأسرع وقت ممكن.
نحن رحبنا بقرار مجلس الأمن الدولي، وهو ينسجم إلى حد بعيد مع بيان القيادة الفلسطينية الصادر الأسبوع الماضي الذي دعت إلى جملة من الأشياء نأمل أن يتحقق أغلبها الأن، وهذا ما نتطلع إليه لأن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج أن يجد متنفسا مما يحدث من هذا التهديد الوجودي لبقائه وحياته وحيويته، ولكن أيضا الشعب الفلسطيني بعد هذه الخسائر البشرية الكبرى يريد أن يصل إلى نتيجة تكون بحجم هذه الخسائر التي يصنفها البعض بأنها تضحيات، الأطفال لم يضحوا بل قتلوا شهداء، فيجب تصحيح اللغة أحيانا، وأنا استمعت نشوة المتحدث السابق الذي صادفته قبلي أعتقد من لبنان هو طبعا منتش لخسائر إسرائيلية، لكنها لا تقاس بشعرة من جمل مما حصل للفلسطينيين، فعندما يصل مستوى التشفي بالعدو على خسائر صغيرة ويعلو بمنسوب أعلى من نسبة التأسي على الخسائر الذاتية، فهذه عقلية إدارية موجودة طبعا تغطي على الجراح والخسائر لكي تنظر فقط إلى الخسائر الطفيفة الحاصلة في صفوف العدو، لكن شعبنا يحتاج الأن من يلتفت إلى مصلحته وحياته وبقائه في أرضه سالما كريما.
س : هل تثمر المفاوضات هذه المرة عن ما يمكن البناء عليه ويتجاوز إتمام صفقة تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وتبادل المحتجزين بين الجانبين؟
هذا ما نأمله ونتطلع إليه، ولكننا بالنظر إلى الوراء نعرف أن إسرائيل هي التي تريد استمرار هذا العدوان مع وأن الكرة في ملعب إسرائيل وحدها، وأن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب لأسبابه السياسية المتعلقة بشخصه، وكذلك من أجل تحقيق الهدف الأساسي والحقيقي، ربما الخفي، وهو التخلص من وجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه، إلى هذا الحد تريد إسرائيل أن تمضي قدما بهذه الحرب التدميرية إنتقامية الطابع، ونحن نلقي اللوم على إسرائيل والعاقبة على إسرائيل بمفردها، لأن كل الأطراف الأخرى تريد وقف إطلاق النار وتنادي به طوال الوقت، أما إسرائيل فهي الجهة الجهة التي ترفض تطبيقه حتى اليوم.

س : ما هو تصور حركة فتح بوصفها حركة سياسية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ كيف تتصور حركة فتح سيناريو اليوم التالي لوقف العدوان على قطاع غزة؟
ما نطلب نحن هو أولا أن يكون للقدس اعتبارها في اتفاق وقف إطلاق النار، لا ننسى أن كل القضية بدأت في القدس، والاقتحامات في القدس، ومحاولات إسرائيل تغيير الوضع القائم في القدس، لكن لا يوجد كلمة واحدة في مطالب حماس في هذه الاتفاقيات تتعلق بالقدس، وكذلك نحن نطلب وقف الاقتحامات والتدمير الإسرائيلي أيضا في الضفة الغربية، ولا يوجد كلمة عن ذلك في كل مداولات حماس مع إسرائيل أو مع الغرب عبر الوسطاء، وكذلك السلطة الوطنية الفلسطينية تطلب عودة الشرعية الفلسطينية إلى المعابر واستلام المعابر لأنها مسؤولية السلطة التنفيذية الأعلى في الدولة الفلسطينية وهي الرئيس، كل ذلك غير مطروح في مطالب حماس تجاه إسرائيل، ومن ذلك أيضا لا يوجد مطالب لحماس بعودة أموال المقاصة إلى الشعب الفلسطينين، هذه أيضا مسألة حيوية بالنظر إلى أن هذا الشعب يتلقى موظفو الوظيفة العمومية فيه خمسين في المئة من رواتبهم منذ شهور عدة بعد أحداث سبعة أكتوبر.
ما نتطلع إليه بالدرجة الأولى هي حقن الدماء، هذه النقطة الأولى والأهم، ولكنها ليست الوحيدة. أما تصورنا لليوم التالي، فهو ينطلق من ضرورة انبثاق فجر جديد لأفق سياسي يحل المشكلة من الأساس. والسقف الأعلى في مطالب حماس هو وقف النار، وقف النار، ونحن شهدنا اتفاق لوقف النار في ألفين وتسعة وألفين وأربعة عشر وألفين وخمسة عشر وألفين وتسعة عشر وألفين وواحد وعشرينن ثم ماذا؟ ثم وجدنا أنفسنا أمام جولة أخرى من التصعيد، ولذلك فإن الحل ليس أمني، ونحن على تناقض مع طريقة إسرائيل في التفكير، وعلى تباين مع طريقة حماس في التفكير، وهي العثور على حل أمني لمشكلة سياسية، هذا هراء ولن يجدي نفعا في شيء.
س : ذهاب الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن غير مكتفية بإعلانها عن مبادرة الرئيس جو بايدن بوقف إطلاق النار. يعني ذلك على ما يبدو يحمل دلالة سياسية كيف تقرأ ذلك؟
أولا وحدة مواقف الدول في مجلس الأمن الدولي هي مؤشر مهم جدا إلى أن دول العالم وأطرافه تريد وقفا حقيقيا ونهائيا لإطلاق النار من هذا، ولهذا السبب رحبنا بهذا البيان، وهو أيضا يتحدث عن شق سياسي يتعلق بتطبيق ما يسمونه حل الدولتين الذي يعنينا فيه تحقيق الاستقلال الفلسطيني في دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية على أراضي سبعة وستين، هذا مطلب رفعته حركة فتح تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام ثمانية وثمانين، ونحن نريد هذا الشق السياسي لأنه الحل الوحيد هو أن يتم حصول الفلسطينيين على استقلالهم وحريتهم وكرامتهم في إطار الاستقلال الوطني بموجب اتفاق يحصل مع الأطراف الدولية، أما الحسم العسكري فهو الشيء الذي عجزت عنه إسرائيل منذ تأسيسها لا ننسى أن هذا ومصر تعرف ذلك، والمصريون أكثر من غيرهم. هذا الصراع متواصل منذ مطلع القرن الماضي. القرن الماضي ونحن أمام ماراثون من الصراع لم ينجح الطرف المتفوق عسكريا فيه وهو إسرائيل في حسمه عسكريا، لأنه لا حل عسكري منفرد لهذه المشكلة، الحل هو التوصل إلى اتفاق يعطي الفلسطينيين حقهم في الحرية والاستقلال في دولتهم المستقلة بحدود عام سبعة وستين، وهو الهدف الذي حاربته إسرائيل وحاربت حماس أيضا.

س : هل سيكون أمام نتنياهو خيارا أخر عن وقف الحرب أم أنه سيرضخ لكل تلك الضغوطات؟ ويعني لم يعد هناك أي طريق أخر لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
الضغوط الأكثر حدة على نتنياهو هي الأتية من محافل دولية مثل محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية واستيائه من دور السلطة الوطنية في هذه القضايا هو مرتكز الضغوط التي يضعها على السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي ضغوط تهدد بقاءها واستمرار عملها وأداء واجباتها تجاه المواطنين.
هذه الضغوط هي المحور المفصلي في مخاوف وهواجس نتنياهو، وقد أصدر المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان دعوة إلى الغرفة التمهيدية في محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وزير الحرب الإسرائيلي، هذه ضغوط حقيقية، ولكنها ليست الصورة الوحيدة من صور الضغوط، فهناك ضغوط سياسية من دول العالم خفية في مجملها، عاتية أيضا، ومستندة على قرار محكمة العدل الدولية، ولمصر دور أساسي ورئيسي فيه وهي وهو توجه من محكمة العدل الدولية باتجاه أن توقف إسرائيل هذا العدوان تحت طائلة ضغوط سياسية على الدول التي تدعم هذا العدوان الإسرائيلي، من ضمن ذلك تسليح إسرائيل.
س : هل ترى أن واشنطن ربما متخوفة من فشل اتفاق وقف إطلاق النار ونرى ذلك في بحثها التفاوض مع حماس بشكل أحادي لإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين، كيف ترى ذلك؟
هو من لا يرى تباينا بين مواقف إدارة بايدن وبين نتنياهون أشك في أنه يرى أي شيء على الإطلاق. نحن نعرف طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ونعرف أن لدى نتنياهو، وهذا مهم للعرب في أمريكا. نتنياهو ينتظر ترامب وهو يعرف لماذا ينتظر ترامب، لأن ترامب سيعطيه كل ما بخل به عليه بايدن، أي أي تحليل من هذا لا يعفي بايدن عن مسؤوليته السياسية عما يحصل في فلسطين وعن مد إسرائيل بغطاء سياسي مكنها من الوصول إلى هذا المدى، ولكن أيضا في المعاينة الأخرى، هناك مسافة معينة رفضت إدارة بايدن أن تقطعها مع إسرائيل، وهي التهجير في غزة، والتهجير في الضفة الغربية، وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن، هذه هي المسافة التي رفضت إدارة بايدن بايدن أن تقطعها مع إسرائيل، وهي المسافة التي يأمل نتنياهو في استكمالها مع ترامب.