مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2023. – العدوان على غزة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2024/02/الجزيرة-سيرغي-لافروف-_2024_01_18_11_09_05.mp4[/video-mp4]
الجزيرة
18-1-2024
مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2023.
فيما يلي أبرز تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف :

روسيا تضع نصب عينيها عام 2024 مهمة التخلص من الاعتماد على الغرب في الاقتصاد وسلاسل التوريد
أثبت العام الماضي أن العالم لا يقبل التصرفات الجيوسياسية للغرب
قرار انضمام الدول الجديدة إلى مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا يجسد أهمية الهياكل الإقليمية والدولية الجديدة.
هناك 20 أو 30 دولة مهتمة بالتقارب مع "بريكس"، بالتالي فإن هذه المجموعة بأعضائها الدوليين سيكون لها دور كبير على الساحة الدولية.
نعطي أولوية لحماية حقوق المواطنين الروس الشرعية في الخارج.
نرى كيف يتصرف الغرب الجماعي تجاه إعلاميينا فيما يسمى بـ "الدول الديمقراطية"، إضافة إلى المشكلات التي يعانيها مواطنونا في الخارج.
نعمل على رفع علاقاتنا مع دول إفريقيا إلى المستوى الاستراتيجي.
نعمل كل ما بوسعنا كي تكون العلاقات الدولية أفضل، وزارتنا تدعم إقامة منتدى دولي بين الأحزاب مناوئ للاستعمار الجديد الموجود في تصرفات الغرب الجماعي والولايات المتحدة وحلفائها.
لا زال الغرب يحاول العيش على حساب الدول الأخرى، وتسخير الدول لمصالحه واستغلالها.
تقيم روسيا مهرجان الشباب وألعاب المستقبل، وهي جمع ما بين الألعاب الإلكترونية والأولمبية في فبراير بقازان. وكذلك ألعاب "بريكس" وغيرها من الفعاليات.
لا يمكن اتهامنا بالتهرب من الإجابة عن أسئلة الصحفيين، نحن لا نحاول فحسب، بل يجب علينا الحديث عما يجري، وأنشطتنا واضحة وشفافة.
لافروف: سمعنا أن الغرب كان ينصح زيلينسكي بإجراء الانتخابات، بعد أن أدركوا أن أهدافهم بالانتصار الاستراتيجي على روسيا قد تغيرت.
توقيع عقود أمنية ثنائية بين أوكرانيا ودول أوروبية لا يحمل أي نقاط ملزمة قانونيا، ولكنها فقط مجرد وعود والتزام واستمرار للمسرح الهزلي الذي اشتهر به زيلينسكي في مهنته السابقة.
إن الغرب يرسل بعض الإشارات الخاصة التي نتعامل معها على نحو فلسفي، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لا ترفض المفاوضات إلا أن بوريس جونسون والأنغلوساكسوونيون هم من منعوا زيلينسكي من التفاوض.
كلما ماطل الغرب في إجراء المفاوضات كلما ازدادت صعوبتها.
أمل "انتصار الغرب" على روسيا هو وهم، وكل من درس التاريخ والجغرافيا في الغرب يمكنه أن يعيد التفكير واقعيا في ذلك.
مواقف روسيا تجاه الوضع في فلسطين وتعامل الغرب مع الملفات العربية
صرحنا أكثر من مرة بتقديرنا لما يجري من تطورات ليس فقط في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بشكل عام، ولكن أيضا حول العراق واليمن، لا شك أن الولايات المتحدة وحلفاءها من بريطانيا وغيرها قد انتهكوا جميع القوانين والمعايير الدولية بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي.
قصف الغرب ليبيا وحولوها إلى أراض مدمرة، وتوجه عدد هائل من اللاجئين إلى أوروبا، وتلك لم تعد مشكلة الولايات المتحدة، أي تصريحات صادرة عن واشنطن الآن لا أساس لها من الشرعية.
قال بلينكن منذ أيام في دافوس بأن جميع بلدان الشرق الأوسط ترغب في وجود الولايات المتحدة وأن تلعب الولايات المتحدة دورا في الشرق الأوسط، العراق مثلا قام بتبني قرار يطالب الولايات المتحدة بسحب قواتها من الأراضي العراقية، إلا أن الأمريكيين لا ينسحبون.
بلينكن قال أيضا أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على لعب دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونعرف عن هذه الاتصالات شبه السرية مع بعض الدول العربية إلا أن هذه الاتصالات لا تعني إطلاق حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
فرض خطط على الفلسطينيين في أروقة مكاتب الإدارة الأمريكية لن يكتب له النجاح الحل من خلال الرباعية الدولية ومن خلال ممثلين عن الجامعة العربية، إلا أن الأمريكيين والأوروبيين كانوا يعطلون عمل هذه اللجنة.
السيد ساليفان مستشار الأمن القومي صرح بأنه لم يكن هناك تطور هادئ للشرق الأوسط كما كان في السنتين الأخيرتين بعد شهر واحد فقط اندلع النزاع في قطاع غزة.
لا بد من الاعتماد على العمل المشترك وعدم احتكار جهود الوساطة.
الاثنين القادم سنشارك في جلسة مجلس الأمن الدولي، وسنطرح مقترحاتنا بشأن استئناف العمل الجماعي بعيدا عن أي محاولات لاحتكار جهود التسوية بشكل منفرد.
الولايات المتحدة تروج أجندتها في جميع أنحاء العالم، ويجب أن تعلم الحياة جميع شركائنا ودول المنطقة الإصرار على استمرار الحياة في هذه المنطقة استنادا إلى الاستقرار والأمن لا مانع من النصائح والتوصيات من الخارج، إلا أن المحور الرئيسي للجهود يجب أن يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات مجلس الأمن، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمان. دون هذا الحل، سوف تتكرر أحداث العنف التي نشهدها الآن في غزة.
دون الحل النهائي للقضية الفلسطينية، سيستمر الشعب الفلسطيني الحياة في ظروف الظلم، لا بد من إقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء هذا النزاع. وأتمنى أن تصل القيادة الإسرائيلية إلى مثل هذا الاستنتاج.
روسيا مهتمة في أن تعيش إسرائيل في سلام وأمان، يعيش في إسرائيل 2 مليون مواطن يحملون الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، مستعدون لبذل كل الجهود لتوفير الأمن لإسرائيل في التنفيذ الكامل لقرارات التسوية ذات الصلة.
أوكرانيا والعلاقة مع الغرب
يدور حديث حول استئناف الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يمكن الحديث بجدية حول هذه القضية بمعزل عن جميع القضايا المتعلقة بالأمن الدولي، بما في ذلك الأمن الاستراتيجي.
فيما يخص الأمن الاستراتيجي فإن الديناميكية سلبية مع الأسف، وتحول العالم من الأحادية القطبية إلى التعددية القطبية، يواجه بعرقلة من جانب الغرب الذي كان يسيطر على جميع العمليات التاريخية خلال 500 عام مضت، في محاولة للحفاظ على الهيمنة.
الغرب يستخدم شتى الوسائل للضغط على من يرفض وسائل الضغط، ومن يدافع عن المساواة، إحدى العقبات بالنسبة للغرب هي روسيا، التي تحافظ على استقلالها، وأحد المراكز الحضارية في العالم.، لهذا السبب تتصاعد الموجة العدائية والتوسع في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى انقلاب 2014 في كييف، وتشكيل بؤرة تهدد الأمن القومي الروسي.
لا يريد الغرب الإصغاء إلى تحفظاتنا، أو إزالة الخلافات الجذرية، على العكس، يقوم الغرب ببذل كل ما بوسعه لتصعيد الأزمة الأوكرانية ما يؤدي إلى مخاطر استراتيجية كبيرة، ورأينا كيف نصح القائد السابق للقوات الأمريكية بقصف القرم حتى لا تكون هناك أي ظروف للحياة، إنه جنرال متقاعد، لكننا نعلم أن مثل هذه النصائح يروج لها البريطانيون خلال اتصالاتهم مع نظام كييف.
نبرة الغرب تتغير الآن من تقديم المساعدات لكييف "طالما تطلب الأمر"، إلى "بقدر ما نستطيع"، إنه ذات التطور الذي حدث في أفغانستان، حينما خرج الأمريكيون، للأسف سيكون مصير أوكرانيا مشابها، لأنها لا تفهم أن القيمين يفكرون في مصالحهم وليس في مصلحة أوكرانيا أو مصلحة الشعب الأوكراني.
لذلك فتوفير أسلحة بعيدة المدى واستهداف المناطق الداخلية في روسيا يدل على أن الغرب يسعى فقط إلى التصعيد.
لذلك فتوفير أسلحة بعيدة المدى واستهداف المناطق الداخلية في روسيا يدل على أن الغرب يسعى فقط إلى التصعيد.
واشنطن تخلت عن كل المبادئ والمفاهيم التي وافقت عليها روسيا والولايات المتحدة لمنع انتشار الأسلحة، تخلت واشنطن عن مبدأ عدم اجتزاء الأمن.
تضم معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الهجومية، مبدأ التعاون على أساس الثقة، عن أي ثقة يمكن أن يدور الحديث الآن، قامت الولايات المتحدة بتدمير آلية المراقبة، والخروج من سلسلة المعاهدات الفردية، وبذلك خلقت الولايات المتحدة ظروفا غير مسبوقة، وجمدت الحوار الاستراتيجي الثنائي بحجة أن السياق السياسي الاستراتيجي غير ملائم.
مؤخرا تذكر الأمريكيون أهمية مواصلة المراقبة على الأسلحة النووية، وبدأوا بمراسلتنا وتوجيه إشارات لنا حول استعداهم لاستئناف الحوار. وعرضوا فصل الأمن الاستراتيجي عن السياق العسكري السياسي العام.
تطالب الولايات المتحدة بالانسحاب إلى حدود 1991 مع أوكرانيا، ولكن تطالب في الوقت نفسه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن الأمن الاستراتيجي.
هناك قضية التفهم الشامل للمصالح الوطنية القومية العليا للبلاد إلا أن الأمريكيين لا يعتنون بذلك. يصفوننا بـ "العدو" لكنهم في الوقت نفسه يريدون تفتيش ترسانتنا الاستراتيجية الهدف معروف لكل هذه الإجراءات، ألا وهو استئناف مراقبة الترسانة الاستراتيجية.
يتكرر الحديث حول المواجهة، حينما يتحدث مسؤولون من بولندا وبريطانيا جديا بشأن التدخل في أوكرانيا.
في هذه الحرب الهجينة التي تقودها واشنطن ضد روسيا لا نجد أي قاعدة يمكن الاستناد إليها للحديث، دون أن نرفض الأساليب الدبلوماسية والسياسية، إلا أننا نضع شرطا هو التخلي الكامل من قبل الغرب عن النهج الهادف إلى تقويض أمن ومصالح روسيا، وعدم الاحترام العلني لمصالحنا القومية الأساسية.
إذا أخذنا بعين الاعتبار كل العناصر المرتبطة بهذه القضية، وليس فقط العناصر التي تهم واشنطن، وأعني النظرة الشاملة لكل جوانب الاستقرار الاستراتيجي فإن الولايات المتحدة لا توفر الظروف اللازمة لإزالة الخلافات الجذرية من توسع الغرب الاستراتيجي نحو الشرق.
تقدمنا باقتراحات ملموسة لتجنب النزاع الحالي، وإنقاذ الاقتصاد الأوروبي، وفي ديسمبر 2021 رفضت الولايات المتحدة مقترحاتنا. ننطلق في هذه القضية من الوضوح الكامل، دون أن يكون هناك أي قدر من الغموض.