كلمة السيد حسن نصر الله – حول العدوان على غزة

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2023/05/الميادين_2023_05_12_19_49_55.mp4[/video-mp4]
الميادين
12-5-2023
كلمة السيد حسن نصر الله خلال الحفل الذي أقامه حزب الله الجمعة في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار)
السيد ذوالفقار كان يقاتل في الصف الامامي ونال هذا الوسام، كما نال وسام الجريح، ونال ايضا وسام الاسير في الانفرادي خلف القضبان، وبعد الحرية نال وسام القيادة، والسيد بدر الدين نال وسام الانتصارات والانجازات في الميدان العسكري والامني، وختاما نال السيد بدر الدين وسام الشهادة.
السيد ذوالفقار كان لديه البصيرة والعقل الاستراتيجي، والحمدلله كثير من اخوتنا لهم هذه الميزة، وعندما تتعاطى مع الوضع في لبنان لا يمكن ان تنظر اليه بعيدا عن الاوضاع في المنطقة وغالبا ما يتأثر لبنان بالقضايا والتطورات والأحداث في المنطقة والإنسان يجب أن يقارب الوقائع بصدقية ولا يتهرب منها، والقائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين ورفاقه ولأنهم كانوا يملكون هذا الفهم الواسع والعميق استطاعوا أن ينتخبوا الخيارات والأهداف الصحيحة وصنعوا هذه الانجازات.
رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو هو من بدأ العدوان الحالي في غزة باغتيال الإخوان من سرايا القدس في القطاع وعدد من النساء والأطفال، ولنتيناهو عدة دوافع من هذا العدوان وهي استعادة وترميم الردع والهروب من المأزق الداخلي ومعالجة التفكك في ائتلافه الحكومي وتحسين وضعه السياسي والانتخابي، وحسابات نتنياهو كانت فاشلة حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة، والاحتلال سعى لضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتدمير قوتها الصاروخية عبر تفكيك قيادتها المباشرة.
قيادة حركة الجهاد الإسلامي تعاطت بشكل حكيم وهادئ بعد اغتيال القادة في سرايا القدس وتواصلت مع قيادة كتائب القسام كي يكون الموقف موحدا، والمقاومة الفلسطينية تدير المعركة بحكمة، والعدو كان ينتظر رد فعل من حركة الجهاد الإسلامي وعندما لجأت قيادة الفصائل للهدوء اضطرب العدو، من المؤسف استمرار الصمت العالمي والولايات المتحدة منعت في مجلس الأمن الدولي إدانة اسرائيل لقتلها النساء والأطفال في غزة.
من نقاط قوة حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة أن لديها قدرة عالية على ترميم بنيتها القيادية بسرعة، هناك هدوء وحكمة في إدارة المعركة ما يفوت على العدو تحقيق أي من أهدافه، رغم كل الاغتيالات لقادتها لم تضعف حركات المقاومة ولم تتخلخل قدراتها بل كانت هذه الدماء الزكية تعطي دفعا للأمام، ترميم سرايا القدس لبنيتها القيادية سريعا فاجأ الاحتلال ووصول الصواريخ إلى جنوب تل أبيب وإلى القدس أربك الصهاينة، ورغم الضغوط في الميدان وفي السياسة إلا أن المقاومة الفلسطينية لم تضعف والمقاومة في غزة استطاعت أن تُفشل هدف العدو في ترميم الردع لديه.
أتوجه بالتعزية والتبريك من شعبنا الفلسطيني وقيادات ومجاهدي فصائل المقاومة وبالاخص لاخواني في حركة الجهاد الاسلامي، أعزيهم جميعا وأبارك لهم بفقد الشهداء وبالاخص الشهداء القادة الذي استشهدوا في هذه الايام مع عائلاتهم.
كما أجدد لهم العزاء والتبريك باستشهاد الاخ الاسير خضر عدنان، وأسأل لجميع الجرحى الشفاء العاجل واسأل الله التسديد للمجاهدين والثبات والصبر للبيئة الحاضنة واسال لهم جميعهم النصر والرفعة في هذه المعركة التي يخوضونها بالنيابة عن الامة كلها.
معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة، ونحن على اتصال دائم بقيادة المقاومة في غزة ولن نتردد في تقديم المساعدة بأي وقت تفترض المسؤولية ذلك، ونحن نراقب الأوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله.
بخصوص التطورات في المنطقة، سوريا بقيت مكانها ولم تغير موقفها ولا محورها وعودتها إلى الجامعة العربية ودعوة الرئيس الأسد للقمة العربية مؤشر مهم”، وتابع “سوريا بقيت مكانها ولم تغير موقفها ولا محورها وعودتها إلى الجامعة العربية ودعوة الرئيس الأسد للقمة العربية مؤشر مهم.
سوريا اليوم حاضرة بقوة في الانتخابات الرئاسية التركية ويتنافس المرشحون على تقديم تصوراتهم تجاه دمشق.
نحن مع كل تطور إيجابي حول سوريا ونحن من نتلقى التبريك بكل نصر معنوي وسياسي وعسكري لسوريا.
مع كل نصر سياسي أو معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء وتضحياتهم وغربتنا يوم انتقدنا العالم لخيار دعم سوريا، والولايات المتحدة تسرق النفط والغاز السوريين وتصر على الحصار وقانون قيصر.
الأمور في سوريا تتجه إلى الانفراج ولن تعود الأيام القاسية التي مرت والمطلوب إعادة العلاقات اللبنانية مع سوريا، وحكومة تصريف الأعمال اللبنانية مطالبة بإعادة علاقات طبيعية مع سوريا وعودة هذه العلاقات تصب في مصلحة لبنان، لو كان حزب الله ممسكا بالقرار في لبنان لكانت العلاقات مع سوريا قد عادت منذ زمن، وملف النازحين السوريين لا يعالج في وسائل التواصل الاجتماعي ولا بالخطابات، ومعالجة ملف النازحين يجب أن تكون عبر وفد وزاري أمني لبناني يزور دمشق ويتم التنسيق لمعالجة الأزمة، وتبدل موقف بعض القوى السياسية من النازحين السوريين يؤكد أن موقفهم السابق كان سياسيا لا إنسانيا.
امريكا القوة العظمى في العالم تسرق النفط السوري بالشاحنات.
حزب الله لا يحتل بيوتا أو قرى ولا يمنع أحدا من العودة للقرى الحدودية السورية وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير، وأكثر من كان متحمسا لإعادة أهالي القصير وقراها إلى بيوتهم هو حزب الله، وأضاف مع كل حادثة تحصل يُتهَم حزب الله بتجارة الكبتاغون وكل ذلك كذب وخيانة وقلة أخلاق، وموقفنا الشرعي والجهادي يرفض الاستعانة بمهربي المخدرات لتوصيل سلاح المقاومة إلى فلسطين المحتلة، ولولا مساعدة حزب الله لما تمكنت السلطات اللبنانية من مواجهة عدد من تجار المخدرات في لبنان.
بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، التطورات الأخيرة إيجابية، والوزير السابق سليمان فرنجية ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا بل هو مرشح طبيعي وجدي وكاد ان يصبح رئيسا للجمهورية سابقا اكثر من مرة، ونحن لا نفرض على أحد خياراتنا وانما من حقنا الطبيعي ان نرشح مرشحنا لهذه الانتخابات وليرشح كل طرف أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس، والأبواب ما زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية.
يجب أن تبقى حكومة تصريف الاعمال تمارس أعمالها ضمن حدود الدستور رغم كل الصعوبات ومشكورين على القيام بذلك”، ونعتقد أن مجلس النواب اللبناني يمكنه أن يكمل التشريع بشكل طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة، ولسنا مع تعيين حاكم لمصرف لبنان وحكومة تصريف الأعمال لا تعين شخصا في هذا المنصب، ويجب علينا كلبنانيين أن نستفيد من المناخات الإيجابية في المنطقة.