مقابلة – حسن عصفور- وزير فلسطيني سابق – حول زيارة الرئيس الامريكي – الاستهانه بالرئيس والقيادة لقبولهم استقبال بايدن

[video-mp4]https://media.mcenter.info/wp-content/uploads/2022/07/لقاء-خاص-مع-الوزير-الفلسطيني-السابق-_حسن-عصفور_-حول-زيارة-بايدن-_-مدار_الغد-2022.07.13.mp4[/video-mp4]
الغد العربي
14-7-2022
قال حسن عصفور، الوزير الفلسطيني السابق، تعليقا على زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة :
الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يقدم أي حل للقضية الفلسطينية على عكس كل من سبقوه من الرؤساء.
زيارة بايدن إلى مدينة بيت لحم سياحية لتجميل صورته.
ما يحتاجه الفلسطينيون في هذه المرحلة بقوله نحن نتحدث عن صراع .. هذا الصراع يحتاج إلى أفق سياسي، وليس تقديم مساعدات عن طريق دول عربية أو عن طريق زيارات للمستشفيات، أو التقاط صور مع الرئيس محمود عباس وفريقه...
منذ 7 سنوات تتكرر تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن اللجوء إلى قرارات المجلس المركزي، وفي ظل الأزمة الراهنة، فإن واشنطن ربما ظنت أن عباس قد يستخدم قرار المجلس المركزي فعليا وأنه سيستعيد ميراث حركة فتح النضالي.
واشنطن تريد بهذه الزيارة تقديم شيء معنوي للفلسطينيين بعدما كشف جدول زيارة بايدن عن إهانة وطنية لهم، وإعلانه عن هويته الصهيونية في مطار بن جوريون.
خلفية تاريخية بشأن “حل الدولتين” الذي برز بشدة خلال زيارة بايدن، أول من قدمه كان جورج بوش الابن عام 2002 لاغتيال عرفات واستبداله بمحمود عباس، ومنذ ذلك الوقت، يجري استخدام هذا المصطلح، بينما أمريكا عاجزة عن فرض حل سياسي على إسرائيل.
الزيارة لن تقدم شيئا للفلسطينيين، كل ما يقال مجرد وعود، ولك أن تتخيل أن الرئيس بايدن الذي اعتبره الفلسطينيون أفضل من ترامب سيقدم وثيقة هى الأولى في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي لم تحدث منذ عام 1948، بما سمي بإعلان القدس… وهذا في حد ذاته تأكيد أمريكي على تهويد القدس.
إعلان القدس الجديد هو أسوأ من إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونحن نستنكر استقبال أبو مازن لبايدن بعد هذا الإعلان الذي هو بمثابة حماية مطلقة لإسرائيل وإسقاط لحق فلسطين في المفاوضات.
وعن الملفات التي ربما تطرح في لقاء عباس مع بايدن، بحسب بما أعلنته الرئاسة الفلسطينية فكل المطروح أمور شكلية ليس لها علاقة بجوهر الصراع.
لك أن تتخيل أن رئيسا غير قادر على أن يفتح لك قنصلية وغير قادر على أن يفتح لك مكتبا في واشنطن أو يرفع منظمة التحرير من قائمة الإرهاب وغير قادر على أن يعيد لك مساعدات مالية وغير قادر على أن يلتقي بأهل شيرين أبو عاقلة والتي معها جواز سفر أمريكي في القدس ويطلب منهم الحضور إلى واشنطن، وغير قادر على طرح موضوع اغتيال الأمريكي الفلسطيني عمر أسعد الذي اغتالته إسرائيل واعترفت بذلك… كيف تثق في أن هذا الرئيس سيقدم لك حلا سياسيا؟!”.
من سبق بايدن من رؤساء أمريكيين كانت لغتهم السياسية أكثر إنصافا في موضوع الحل السياسي، وأوضح قائلا ترامب قدم صفقة، وبيل كلينتون قبله قدم مشروعا مقبولا لحل الصراع، لكن بايدن لم يقدم شيئا، بل لم يقدم مقترحا للقضية الفلسطينية حتى نرفضه، هو لا يمتلك مشروعا لحل القضية من الأساس، هو لا يعتبرك قوة ويعتبرك هامشا ومن ثم يقدم لك هوامش الحلول.
حضور بايدن جاء لتحسين صورته بالداخل، كون وضعه في أمريكا مضطرب والقضية الفلسطينية لا تمثل له شيئا، لكنه يريد إكمال الصورة.
حرص بايدن على رؤية منظومة الصواريخ الإسرائيلية هى رسالة مفادها أن هذه إسرائيل التي يجب أن يراها العالم، في عملية تسويق لمشروع القبة الحديدية في المنطقة ككل، وتوجيه رسالة لبعض الدول التي ترى أن إيران تمثل تهديدا لها أنها قد تحصل على مثل هذه القبة، وأضاف عصفور أؤكد على أن واشنطن وإسرائيل تتخذان التهديد الإيراني (ذريعة) ليس إلا.
لا يوجد تهديد حقيقي من قبل إيران للعرب كما أن نفوذ طهران في المنطقة بدأ في الانحسار، ولم تبق إلا أزمتي الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق، وأما حزب الله في لبنان فهو يخوض معاركه مع اللبنانيين ولكنه لا يمثل خطرا على الدول العربية، فلا يوجد قوة لها الآن، إيران خطر وهمي يستخدم للترهيب فقط.
الوثيقة التي سيعلن عنها بمثابة دستور حماية سياسية مطلقة لإسرائيل التى ترى أن العدو المباشر لها هو الشعب الفلسطيني فتنكل به بكل بفاشية مطلقة، وأمريكا تعمل بكل جهدها لتجريد فلسطين من كل أسلحة الشرعية الدولية لمطاردة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
إعلان القدس ينهي أي حق في القدس للفلسطينيين ومن ثم إذا التقى عباس مع بايدن بعد صدور هذا الإعلان فسيكون ذلك بمثابة موافقة عليه، وأصبح مطلوبا من الشعب الفلسطيني مقاومة إعلان القدس ومن صمت على إعلان القدس.
لا يوجد دول عربية تخوض معركة سياسية نيابة عن الشعب الفلسطيني دون أن تخوض فلسطين بنفسها معركتها.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس لديه قرارات المجلس المركزي التي يستطيع أن يستخدمها وتتمثل في اعتبار فلسطين دولة تحت الاحتلال وفق قرار 1976 لعام 2012 وفقا للأمم المتحدة، وتعليق الاعتراف المتبادل مع دول إسرائيل، مع وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والمخابرات المركزية الأمريكية.
قضية فلسطين من الصعب مغادرتها، فبشكل يومي يوجد شهداء واقتحامات، كما توجد عمليات في قلب وعمق إسرائيل، أي أن العلاقات مع الدول العربية لا قيمة لها إلا بحل القضية الفلسطينية.